هل لندن هي الهدف التالي؟ سؤال يتردد على ألسنة الكثير عقب تعرض القنصلية البريطانية في اسطنبول ومكاتب بنك بريطاني لتفجيرات انتحارية، وبالرغم من ان رئيس شرطة العاصمة لندن السير جون ستيفنس تحدث عبر إذاعة بي بي سي البريطانية ليؤكد للشعب أن ضباطه على اتصال بأجهزة الأمن لضمان أمن الشعب الا ان هناك حالة من التوتر تسود الشارع البريطاني . وقال ستيفنس أرفع ضابط شرطة بريطاني: نقوم بعمل ضخم بالتعاون مع أجهزة الأمن سرا وعلانية ونقوم بما هو ضروري. وبسؤاله عما إذا كان وجود أكثر من 5 آلاف من رجال الشرطة وسط لندن لمواجهة المظاهرات الضخمة المعارضة لسياسة الرئيس الامريكي جورج بوش في العراق لم يكن تدريبا في القتل المفرط، قال ستيفنس هذه الاشياء يتم تقييمها كل يوم، مشيرا الى اننا نعمل يدا بيد مع أجهزة الامن ورئاسة الوزراء وهذه القرارات لا تؤخذ باستخفاف. وأكد ستيفنس أن لندن حاليا على المستوى العالي الثاني من التأهب الأمني وهو أقل بدرجة واحدة عن حالة التأهب التي أعلنت عندما توافرت معلومات مؤكدة عن وجود إرهابيين يحومون حول أحد أهدافهم، مؤكدا ان هذا ليست له علاقة محددة بزيارة بوش الرسمية التي انتهت الجمعة، ورجال الامن مقتنعون بأن الهجمات على أهداف بريطانية في أكبر المدن التركية جاءت في وقت مدبر لتتواكب مع وجود بوش في بريطانيا، فقد جاءت قبل ساعة من مقابلة بلير لبوش لاجراء محادثات حول الارهاب الدولي والازمة العراقية،وليس هناك أي شك يختمر في عقل أي فرد بأن شبكة القاعدة هي التي وراء هذه التفجيرات. من جانبها وصفت صحيفة التايمز الحالة في لندن بالأسبوع العصيب خلال زيارة بوش منوهة الى انهم خدعوا الاحتياطات الامنية الضخمة في لندن بشن هجمات على بعد مئات الاميال ضد أهداف سهلة. وكان عنوان صحيفة الديلي ميرور هجوم القاعدة على بريطانيا أقرب من ذى قبل. وكانت لندن هدفا من قبل فالجيش الجمهوري الايرلندي قام بعدة ضربات ضخمة بتفجير قنابل حتى منتصف التسعينات، الا ان هدف الجيش الجمهوري الايرلندي كان تسجيل ضربات دعائية وليس قتلا جماعيا، وأهداف القاعدة هي بالتحديد القتل دون تمييز على نطاق واسع. وأشار المعلقون إلى حظ بريطانيا المثير للعجب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر منذ أكثر من عامين لانها تساند الولاياتالمتحدة في كل عمل. من جهتها قالت صحيفة الجارديان لقد انتهت حصانتنا الغريبة والان نحن في المواجهة. ويتحدث مسئولو الامن وهم يزفرون خوفا من وقوع هجوم في لندن المزدحمة، وخوفا بالتحديد من هجوم على شبكة مترو الانفاق التي تنقل ثلاثة ملايين راكب يوميا، وهناك مناطق من لندن لا تختلف عن شوارع اسطنبول الضيقة حيث يكون تأثير انفجارات القنابل في الشوارع المزدحمة المصفوفة بالمباني ذات الواجهات الزجاجية كبيرا. ويرى الكثير من البريطانيين الذين عارضوا بقوة الحرب في العراق وتشككوا في غزو أفغانستان أن هجمات اسطنبول هي ثمن لسياسة خارجية فاشلة، فقد قال روبرت فيسك خبير شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الاندبندنت. نحن ندفع ثمن المحاولة الصبيانية لاعادة تشكيل الشرق الاوسط. وكتب فيسك إن الاستراليين دفعوا ثمن تحالف جون هوارد مع بوش في تفجيرات بالي، ودفع الإيطاليون ثمن تحالف سيلفيو بيرلسكوني مع بوش في الناصرية والآن جاء الدور علينا. وأكد بلير وهو واقف بجوار بوش بعد ساعات من انفجار اسطنبول تحالف بريطانيا الثابت مع الولاياتالمتحدة في حربها على الارهاب الدولي. قائلا لن نخاف أو نتراجع قيد أنملة، الا ان سكان لندن ليسوا جميعا مقتنعين بأن هذا هو المسار الاكثر حكمة. وفي ذات السياق اعلنت وزارة الخارجية البريطانية امس ان بريطانيا لا تنوي حتى الان اغلاق بعض سفاراتها في العالم وذلك بعد الاعتداء الذي تعرضت له قنصليتها في اسطنبول بتركيا. وجاء كلام الوزارة ردا على مقال نشرته صحيفة التايمز امس السبت جاء فيه ان الحكومة البريطانية تفكر بامكانية اغلاق بين عشر وخمسين بعثة دبلوماسية وعلى ان تنقل خدماتها الى سفارة اخرى بالاضافة الى نقل السفارات الاكثر عرضة للاعتداءات من قلب العواصم. واكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية درس الوضع الامني لبعض السفارات ولكن اي اغلاق لم يتقرر في هذه المرحلة، مشيرة الى ان درس الوضع الامني يتم حاليا ولكن لا يتم هذا الامر كرد محدد على ما جرى في اسطنبول، فان المسائل الامنية في السفارات تدرس باستمرار، ولكن لا يوجد اي مشروع لاغلاق سفارات ردا على ما جرى في اسطنبول حيث قتل 27 شخصا وجرح اكثر من 450 اخرين في اعتداءي الخميس اللذين استهدفا القنصلية البريطانية والبنك البريطاني اتش اس بي سي.