كثفت جهات اسرائيلية عدة جهودها للحيلولة دون الكشف عن معلومات دقيقة حصل عليها نائب يساري في البرلمان الاسرائيلي الكنيست بشأن استخدام قوات الاحتلال الاسرائيلي، لا سيما سلاح الجو، اسلحة فتاكة محرمة دوليا ضد الفلسطينيين في مخيم النصيرات في قطاع غزة قبل شهر مما أدى الى مقتل 14 فلسطينيا واصابة العشرات بجروح. وطلب رئيس البرلمان الاسرائيلي رؤوبين ريبلين من النائب في حركة "ميرتس" اليسارية يوسي سريد الامتناع عن نشر المعلومات التي يمتلكها حول نوعية السلاح الذي استخدمه سلاح طيران الاحتلال ضد تجمع جماهيري في مخيم النصيرات في العشرين من تشرين الاول اكتوبر الماضي. جاء ذلك خلال لقاء جرى بين الرجلين في الكنيست امس وافق خلاله سريد على الاستماع الى "وجهة نظر الجيش" قبل ان يقرر ما اذا كان سيعلن عن هذه المعلومات في مؤتمر صحافي ام لا. ونفى سريد في اعقاب الاجتماع ان يكون قد تراجع عن تهديده بنشر المعلومات التي بحوزته، مشيرا الى انه سيفعل ذلك "اذا لم اقتنع بوجهة نظر الجيش". وكان سريد طالب قبل اسابيع خلال جلسة للجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بتوضيح نوعية الاسلحة التي استخدمها سلاح الجو الاسرائيلي في تنفيذ مذبحة النصيرات، مشيرا الى ان المعلومات التي وصلته تؤكد استخدام اسلحة فتاكة تستهدف قتل اعداد كبيرة من الناس وليس "اسلحة مركزة" كما اشار الجيش الاسرائيلي في حينه. ورفض موفاز الاجابة عن سؤال سريد مشيرا الى ان هذه المعلومات يجب ان تناقش في اجتماع "اكثر سرية" داخل اللجنة الفرعية لشؤون الاستخبارات فقط. غير ان سريد ليس عضوا في هذه اللجنة كما انه لم يسمح له بالمشاركة فيها. وبعد ذلك هدد سريد في تصريحات صحافية بالتوجه الى الرأي العام الاسرائيلي للكشف عن معلوماته في اطار واجبه لنقل الحقيقة للجماهير كما قال. واثارت تصريحات سريد حفيظة رئيس لجنة الخارجية والامن يوفال شتايبنتس وطالب بدوره باقصاء سريد من عضوية اللجنة. وألقى الجدل الدائر في اروقة الكنيست الاسرائيلي وعلى اعلى مستويات اجهزة الامن والاستخبارات الاسرائيلية الضوء على حجم الاكاذيب المضللة التي يطلقها الجيش الاسرائيلي والتي يعرفها الفلسطينيون أنفسهم. فقد نفى الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عن مقتل الفلسطينيين ال 14 ونشر قائد سلاح الجو الاسرائيلي صورا التقطت من الجو ادعى فيها انها تعود للمنطقة التي استهدفها القصف الاسرائيلي في ذلك اليوم سعياً وراء اغتيال احد المقاومين الفلسطينيين. واظهرت هذه الصور طريقا خالية من المارة الا من سيارة واحدة ادعت انها المستهدفة. ولكن الصور التي التقطتها عدسات الصحافيين على الارض اظهرت سيارات الاسعاف وهي تنقل جثث الضحايا والمصابين. واعتبر سريد ان محاولات التستر على نوعية السلاح الفتاك الذي استخدمه الجيش وتهرب موفاز من الرد على سؤاله يوضحان حقيقة ما جرى وان الجيش يريد اخفاء نوعية السلاح المستخدم. وتشير المعلومات التي تسربت حتى الان الى ان الطيران الاسرائيلي استخدم صاروخا يطلق كميات كبيرة من الاسهم الطويلة او المسامير التي تنتشر على مساحات شاسعة وتقتل كل كائن حي تصيبه ما يفسر العدد الكبير من الشهداء والجرحى. ويبدو ان الحديث يدور عن صاروخ من نوع جديد، يضاهي في قدرته الفتاكة قذائف "الفلاشط" الاميركية الصنع، والذي اكدت منظمات حقوقية ان اسرائيل استخدمته ضد الفلسطينيين في انتفاضة الاقصى وفي الجنوب اللبناني ايضا. وكانت منظمات حقوقية طبية فلسطينية وعالمية طالبت غير مرة بفتح تحقيق بمعرفة نوعية الاسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، خصوصا في غزة حيث اخرج الاطباء مئات المسامير القاتلة التي تخترق الجسد وتقتل على الفور في اكثر من اعتداء. وردت المحكمة العليا الاسرائيلية التماسا تقدمت به منظمة طبية دولية طالبت فيه بمنع الجيش الاسرائيلي من استخدام اسلحة مسمارية. وردت المحكمة العليا في حينه الالتماس مجيزة للجيش المحتل استخدام الاسلحة التي يراها مناسبة في "حربه على الارهاب".