حملت المؤسسة السياسية في اسرائيل رئيس أركان الجيش شاؤول موفاز على "الاعتذار" عن تصريحات أدلى بها سببت في ما يبدو حرجا لرئيس الحكومة ايهود باراك وطاقمه الوزاري، في الوقت الذي خوّل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية باراك واثنين من وزرائه اتخاذ قرار "الرد" على حزب الله. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية أن موفاز أُرغم على تقديم اعتذار ضمني عن التصريحات التي أدلى بها أول من أمس لوسائل الاعلام المتعلقة بفحوى "التوصيات" التي سيقدمها للمجلس الوزراي المصغر للشؤون السياسية والامنية بشأن الرد العسكري على عمليات "حزب الله" اللبناني في الجنوب المحتل. واجتمع رئيس الحكومة الاسرائيلية وزير الدفاع ايهود باراك لوقت قصير مع رئيس أركان جيشه قبيل اجتماع "المطبخ الامني" واستمع منه الى "ايضاحات حول هذه التصريحات" أعقبها اعتذار من موفاز على ما تفوه به. وكان موفاز اعلن للصحافيين اول من امس أنه سيوصي المستوى السياسي في الدولة العبرية "بضرب حزب الله في كل أماكن وجوده"، بما في ذلك اطلاق النار على قرى في جنوبلبنان اذا شن "حزب الله" منها هجمات على جنود اسرائيليين، وهذا ما اعتبره وزراء اسرائيليون خطأ كبيراً من حيث "التوقيت وطبيعة هذه التصريحات". وأعرب وزير التعليم الاسرائيلي يوسي سريد عن "استغرابه" لتوقيت تصريحات موفاز التي جاءت قبل اجتماع المجلس الوزاري المصغر. واعتبرت مصادر سياسية اسرائيلية أن موفاز حاول "احراج" حكومة باراك والتعبير بصوت عال عن رأي الجيش المخالف لرأي باراك بشأن طبيعة الرد على عمليات "حزب الله" الاخيرة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي و"جيش لبنانالجنوبي" العميل له وسعيا لدفع التهم المتزايدة ضد كفاءة الجيش في الحرب مع حزب الله. ولكن سريد دافع في هذا الخصوص عن موفاز وقال أن الأخير "لا يحاول المناورة أو التحايل على المجلس الوزاري المصغر لاسباب سياسية". والتزم باراك نفسه الصمت حتى الان بشأن تصريحات موفاز، مكتفيا في ما يبدو بالاعتذار الشفهي الذي قدمه الاخير أمام اعضاء المجلس المصغر. وحصل باراك والوزيران ديفيد ليفي الخارجية واسحق موردخاي المواصلات وزير الدفاع السابق على تخويل من المجلس الوزاري المصغر بالصلاحية التامة "لاتخاذ قرار لتحديد صيغة الرد على حزب الله اذا ما اقتضت الضرورة" من دون الرجوع الى هيئة المجلس بالكامل. واعترض على هذا القرار ثلاثة وزراء هم يوسي بيلين القضاء ويوسي سريد وشلومو بن عامي. وأعرب هؤلاء الوزراء في السابق عن معارضتهم لتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف مدنية في لبنان. وكان موفاز قدم للجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسرائيلية معلومات تدل على ارتفاع كبير في حجم عمليات حزب الله "لم يسبق لها مثيل في العقد الاخير". وتشير هذه المعلومات الي أن حزب الله أطلق 50 صاروخا مضادا للدبابات منذ بداية العام مقابل 178 صاروخا في كل العام 1999 وأن الجيش الاسرائيلي أبطل مفعول 35 عبوة ناسفة منذ بداية العام الجاري مقابل 98 عبوة ناسفة خلال العام الماضي كله. وعلى رغم محاولات التهدئة المبذولة قبيل وصول وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى المنطقة، شن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه هجوماً جديداً على دمشق واتهمها ب"تحديد نطاق نشاطات حزب الله وفقا لمصالحها". وأضاف سنيه في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية أن سورية "تمنع حزب الله من اطلاق صواريخ "كاتيوشا" سعياً منها الى املاء اتفاق جديد على اسرائيل".