شهدت العمليات التي تشنها القوات الاميركية ضد المقاومين في العراق تطوراً لافتاً أمس، إذ أكدت هذه القوات قتل "مقاتل اجنبي" وأسر خمسة آخرين كانوا يفرون في اتجاه سورية. وفيما تعرضت شبكة انابيب نفط في شمال البلاد لانفجار جديد ليل الاثنين-الثلثاء، اطلق مهاجمون صواريخ في كركوك سقطت قرب مطار تستخدمه القوات الاميركية، وحصل اطلاق نار قرب السفارة اليابانية في بغداد. وواصلت القوات الاميركية حملاتها الامنية في عمليات عسكرية عدة، في إطار "المطرقة الحديد" في بغداد و"الاعصار اللبلاب الثاني" في شمال العراق، و"النيران الغاضبة" في وسطه. وقتل الجيش الاميركي ستة من انصار النظام السابق واعتقل 99 مشبوها في شمال العاصمة، كما قتل ثلاثة عراقيين في أحد أسواق مدينة الصدر. وقتل مجهولون ناشطاً من المؤتمر الوطني العراقي واصابوا اثنين آخرين بجروح في بغداد. اعلن الجيش الاميركي أمس انه قتل "مقاتلاً اجنبياً" يشتبه في اشتراكه في هجمات، وأسر خمسة آخرين قرب الحدود، بينما كانوا يستعدود للفرار الى سورية. وجاء في بيان ل"التحالف" في العراق ان المقاتلين الستة اعتقلوا مساء الاحد لكن واحداً منهم قتل بالرصاص خلال اعتقاله بعدما هاجم بالسلاح الأبيض جندياً اميركياً. واضاف البيان ان "جوازات سفر وبطاقات سفر بالطائرة ومبلغاً كبيراً من المال كانت في حوزة المعتقلين الذين تحتجزهم القوات الاميركية لاستجوابهم". ولم يحدد البيان جنسياتهم. من جهة اخرى، أعلن مسؤول نفطي عراقي أمس ان شبكة خطوط انابيب النفط في شمال العراق تعرضت لانفجار جديد ليل الاثنين - الثلثاء على رغم نشر قوات امن اضافية تقودها الولاياتالمتحدة. وقال غازي طالباني مدير الأمن في شركة نفط شمال العراق ان الانفجار نجم عن قنبلة او عبوة ناسفة. وأوضح ان خط الانابيب يمتد بين حقول نفط زاب ومصفاة كركوك. وأضاف ان النيران اشتعلت في النفط المتبقي في الخط واستغرق اخماد الحريق 45 دقيقة. واضاف: "انه أمر مزعج لكننا شركة كبيرة ولن يتوقف الانتاج". صواريخ في كركوك إلى ذلك، قالت الشرطة ان مهاجمين اطلقوا صواريخ في مدينة كركوك شمال العراق أمس يرجح انهم استهدفوا مطارا تستخدمه القوات الاميركية لكنهم لم يحدثوا سوى خسائر مادية طفيفة. وقال ضابط الشرطة اياد فؤاد ان صاروخين سقطا في منطقة مكشوفة قرب المطار من دون ان يحدثا أي اضرار او اصابات. واضاف ان صاروخا ثالثا سقط على مزرعة صغيرة وادى الى تحطم زجاج النوافذ. وسمع الأهالي انفجارين على الاقل يدويان في المدينة الساعة الخامسة وخمس دقائق مساء بتوقيت غرينتش وشاهدوا اعمدة دخان تتصاعد من موقعين لمدة خمس دقائق ثم تبددت. ولم يتضح من اطلق هذه الصواريخ. وفي بغداد، اعلن القائم بالاعمال الياباني تسوكاسا اومورا ان مجهولين اطلقوا النار أمس قرب السفارة اليابانية في بغداد من دون تسجيل اصابات او حدوث اضرار. وقال ان "مجهولين اطلقوا النار حوالى الساعة الثالثة فجر أمس قرب السفارة ورد حراسنا بالمثل... لا نعلم ما اذا اصيب المهاجمون بجروح لان الامر حصل في الظلام ولاذوا بالفرار... لا نعلم ايضاً ما اذا كانوا يستهدفون السفارة او انهم مجرد لصوص كانوا يستهدفون المتاجر المحيطة". وتقع السفارة في حي صغير اغلق مدخلاه بكتل اسمنتية ويخضع لحراسة مسلحين. ووقع اطلاق النار في احد طرفي الشارع، على بعد عشرة أمتار من السفارة فيما كانت بغداد غارقة في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء. وأعلن مسؤول أمن مستشفى اليرموك زاهر تركي ان ناشطاً من "المؤتمر الوطني العراقي" قتل، وان اثنين آخرين اصيبا بجروح برصاص اطلق من سيارة على مركز كانوا يتولون حراسته في بغداد. وأضاف ان "حسين علي قتل، وان الأخوين غسان داود 27 عاماً وحسين داود 25 عاماً اصيبا بجروح برصاص اطلق من سيارة على مركز في الدورة" على مدخل بغداد. ويرأس "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي، وكان من أشد المؤيدين للحرب تمهيداً لإطاحة صدام حسين. وواصلت القوات الاميركة عملياتها، فقصفت ليل الاثنين - الثلثاء مواقع يشتبه بانها للمقاومة العراقية مطلقة مدافع ال"هاون" من قاعدة عسكرية داخل احد مجمعات قصور صدام حسين في مسقط رأسه. وترددت اصوات اطلاق النار في جنبات القاعدة في بلدة تكريت واستمر القصف لنحو ساعة عند منتصف الليل. وقال ناطق باسم فرقة المشاة الرابعة أمس ان القصف جزء من عملية "الاعصار اللبلاب الثاني" في شمال العراق ووسطه. إلى ذلك، قصفت القوات الاميركية بالطائرات والمدفعية وقذائف ال"هاون" مواقع للمقاومين حول بلدة بعقوبة وسط العراق ليل الاثنين - الثلثاء في اطار عملية يطلق عليها "النيران الغاضبة" تشنها قوة المهمات 367 في اللواء الثاني في فرقة المشاة الرابعة. وواصلت القوات الاميركية عملية "المطرقة الحديد" التي بدأتها الاربعاء الماضي في بغداد، فشنت الاثنين هجوماً على احد اخطر احياء بغداد فيما اخذت طائرات الهليكوبتر والمقاتلات تحلق فوق الرؤوس عندما كانت القوات تفتش عن اسلحة في منازل العراقيين في اطار العملية التي تعرف باسم "المطرقة الحديد". إلى ذلك، اعلن الجنرال الأميركي مارك كيميت في مؤتمر صحافي في بغداد، ان قواته قتلت ستة من انصار النظام العراقي السابق واعتقلت 99 شخصاً للاشتباه في ممارستهم انشطة معادية ل"التحالف" خلال يومي الاحد والاثنين في العراق. وقال ان رجلين اطلقا مساء الاحد في المقدادية شمال شرقي بغداد صاروخين مضادين للدبابات على آلية من نوع برادلي، فرد الجنود في داخلها وقتلوا المهاجمين. واضاف ان جنودا قتلوا ايضا ثلاثة مهاجمين اطلقوا النار قربهم في سامراء 100 كلم شمال بغداد، فيما قتل شخص آخر وجرح آخر برصاص اميركيين بينما كانا يحاولان اقتحام حاجز. واعتبر ناطق باسم الجيش الاميركي ان هؤلاء الاشخاص الستة هم من "الموالين للنظام السابق". وقتل ثلاثة عراقيين واصيب أربعة على الاقل بجروح الاثنين عندما فتحت القوات الاميركية النار على اشخاص في سوق حي شيعي في بغداد، استناداً الى شهود واهالي القتلى. وقال مجيد رحيم ان الدورية الاميركية اطلقت النار بعدما اطلق شخص اشترى سلاحا من تاجر، رصاصة واحدة في الهواء لاختبار السلاح في سوق مريدي المكشوف الواقع في مدينة الصدر الشيعية الشعبية. وندد عدد من ائمة الشيعة أمس باطلاق الجنود الاميركيين النار على اشخاص مدينة الصدر، وقال الشيخ عباس الربيعي من مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان "ما حصل الاثنين لم يكن رد فعل على اطلاق نار وانما هو نوع من أنواع الانتقام".