تظاهر آلاف الشيعة من أنصار الزعيم الشاب مقتدى الصدر في بغداد امس مطالبين القوات الاميركية بالافراج عن رجلي دين شيعيين تعتقلهما لانتقادهما الاحتلال علنا، في حين تعرضت القوات الاميركية لهجومين في تكريت وكركوك اسفرا عن جرح جندي وتدمير مدرعة، وكشف مسؤولون اميركيون عن قلقهم من فقد مئات الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف من ترسانة الجيش العراقي السابق. احتشد آلاف من رجال ميليشيا "جيش المهدي" الشيعية، بزعامة مقتدى الصدر، عند احد مساجد بغداد امس على مرأى من الجنود الاميركيين للاحتجاج على اعتقال اثنين من رجال الدين انتقدا علنا الاحتلال الاميركي. واحتشد رجال الميليشيا امام مسجد علي البياع في غرب بغداد في الوقت الذي اجرى جنرال اميركي مفاوضات مع زعيمهم الذي اغضبه اعتقال رجلي الدين مؤيد الخزرجي وجليل الشمري الاثنين الماضي. وقال البريغادير جنرال مارتن ديمبسي ان "التهم الموجهة الى رجلي الدين هي القيام بأعمال اجرامية ومعادية للتحالف". واضاف: "يجب ان تسيطر على الاشخاص الذين تحت إمرتك وانا علي ان اسيطر على الاشخاص الذين تحت أمرتي. يجب ان يتعلم الناس كيف يفكرون وليس كيف يقومون بمسيرات. نحن نشجع التظاهرات السلمية. نحن نحترم الشيعة". ورد رجل الدين الشيعي حسن زرداني بالقول: "انكم تعاملون الخزرجي وكأنه اسامة بن لادن او صدام حسين". واضاف: "لم نلق اهتماما من التحالف. ان هذا الحوار لن يؤدي الى شيء". وانسحب الجنود الاميركيون من محيط المسجد، فيما سار المتظاهرون باتجاه مقر قيادة التحالف، حيث جلس المئات منهم في الطريق خارج مجمع القصور بوسط بغداد ورددوا هتافات ورفضوا مغادرة المكان. ودعا مسؤولون من الادارة الاميركية ممثلين عن المحتجين الى داخل المجمع لاجراء محادثات بهدف تهدئة الموقف. وكان اكثر من 400 عراقي قاموا بتظاهرة في حي البياع اول من امس احتجاجا على اعتقال الخزرجي والشمري اللذين يعتبران من اتباع الصدر المناوئ بشدة للوجود الاميركي في العراق، وهتفوا "اليوم نحمل اللافتات وغداً نحمل البنادق". واطلق جنود النار في الهواء وحلقت طائرات هليكوبتر على ارتفاع منخفض الثلثاء في محاولة لتفريق المحتجين لكن كثيرين أمضوا الليل في المسجد. وقال زعماء محليون ان الجيش الاميركي أبلغهم بأن الرجلين متهمان بتخزين اسلحة لعراقيين يعارضون التحالف. تطورات أمنية وعلى الصعيد الأمني، تعرضت القوات الاميركية المتمركزة في منطقة تكريت 120 كلم شمال بغداد لهجوم اسفر عن اصابة جندي بجروح، كما اعلن الجيش الاميركي امس، موضحا انه اعتقل تسعة اشخاص وعثر على عدد من مخابئ الاسلحة في محيط المنطقة. واعلنت الناطقة باسم الجيش الاميركي جوسلين ابيرلي من فرقة المشاة الرابعة ان جنديا اصيب بجروح عندما هوجمت قافلته بقذائف "آر بي جي" المضادة للدروع قرب بلد. واوضحت ان حال الجندي جيدة. وقالت ان الجنود فتحوا النار بعد الهجوم، من دون أي توضيحات اخرى. واعلنت الشرطة العراقية وشهود عيان ان مدرعة اميركية من طراز "هامر" دمرت بعد انفجار لغم بالقرب من كركوك. وقال وجدي الجبوري 24 عاما وهو سائق شاحنة ان المدرعة دمرت بانفجار لغم زرع على الطريق في الحويجة بالقرب من منطقة الرياض 35 كلم غرب كركوك. لكنه لم يستطع ان يؤكد ما اذا كان الهجوم قد أوقع قتلى او جرحى. واضاف: "لقد شاهدت المدرعة المدمرة التي كانت تحيط بها أربع مدرعات وعدد من السيارات العسكرية في حين انتشر عدد من الجنود في الحقول المجاورة لمكان وقوع الهجوم وقاموا بعملية تمشيط بحثا عن المهاجمين". من جهة ثانية، وضعت قوات التحالف يدها الثلثاء على مخابئ كبيرة للاسلحة يقع احدها في التاجي شمال بغداد ويحتوي خصوصا على 49 صاروخا من طراز "اس ايه - 2" وخمسين قذيفة مدفعية من عيار 125 ملم، كما قالت الناطقة. وخلال 248 دورية وست عمليات قامت بها القوات الاميركية في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، عمد الجنود الاميركيون الى اعتقال تسعة اشخاص، بينهم خمسة من المطلوبين، كما اضافت ابيرلي. وبين هؤلاء شقيقان يشتبه في انهما متورطان في عدد كبير من الهجمات ضد الاميركيين. وبينهم ايضا اثنان اخران يشتبه في انهما عضوان في منظمة شبه عسكرية وينشطان في تهريب الاسلحة. واثناء هذه العمليات، كشف الجنود الاميركيون ايضا ترسانة تضم خصوصا 11 كلاشنيكوف وثلاث بنادق ورشاشين وقنبلتين وقاذفة صاروخية. وعثر جنود فرقة المشاة الرابعة ايضا على 15 مخبأً ضخماً حيث وجدت مدافع مخزنة منذ بعض الوقت. وقالت الناطقة ان جنود هذه الفرقة عثروا منذ وصولهم الى المنطقة في نيسان ابريل، على اكثر من ألف مخبأ للاسلحة. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية امس ان المسؤولين الاميركيين في العراق يشعرون بالقلق نتيجة اختفاء اعداد من الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف من مخازن الجيش العراقي السابق. وصرح مسؤولون في بغداد للصحيفة ان الاخفاق في العثور على الصواريخ التي ربما يصل عددها الى المئات هو السبب الرئيسي الذي يبقي على مطار بغداد الدولي مغلقاً امام الرحلات الجوية التجارية. ولا يعرف الجيش الاميركي عدد الصواريخ المفقودة لانه لا يعلم عددها الاصلي. إلا انه تم اطلاق بعضها على طائرات قادمة الى مطار بغدادمرات عدة في الاسابيع الاخيرة من دون ان تصيبها، طبقا لمسؤول اميركي بارز اكد انه لم يتم الكشف عن تلك الهجمات. وقالت الصحيفة ان السلطات الاميركية في العراق تعرض مكافأة بقيمة 500 دولار لمن يسلم صواريخ تطلق من الكتف، وان 317 صاروخا سلمت حتى الان الى الجيش الاميركي منذ اول ايار مايو، لكنها اشارت الى العثور على صواريخ مخبأة في حفر. وذكرت الصحيفة ان المخاوف من هجمات صاروخية محتملة لا تزال قائمة لان الحدود العراقية يسهل اختراقها من قبل تجار السلاح القادمين من دول مجاورة.