واصلت القوات الاميركية في العراق أمس حملتها على مناوئي الاحتلال الذين لا يتوانون عن مهاجمتها في بغداد وحولها في حين قتل جندي اميركي في هجوم جديد في قرية الاسكندريةجنوب العاصمة العراقية، وجرح ثلاثة آخرون في انفجار عبوة في الموصل. وواصلت القوات الاميركية عمليات الدهم وبلغ عدد المعتقلين المشتبه في علاقتهم بالهجوم على فندق الرشيد 35 شخصاً، فيما اعلنت مصادر عسكرية ان القوات الاميركية اعتقلت اكثر من مئة شخص في استمرار عمليات المطاردة والبحث عن مخابئ الاسلحة. اعلنت ناطقة عسكرية اميركية ان جندياً قتل في هجوم بقذيفة مضادة للدبابات ار بي جي. واضافت ان الجندي ينتمي الى "الكتيبة 18 للشرطة العسكرية وقتل غرب الاسكندرية" وهي قرية تقع على بعد حوالى اربعين كيلومترا جنوببغداد. وبمقتل هذا الجندي يرتفع الى 148 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في معارك في العراق منذ اعلان انتهاء المعارك الرئيسية في الاول من ايار مايو. لكن هذه الحصيلة تصبح 154 في حال تأكد ان المروحية التي تحطمت الجمعة قرب تكريت وقتل فيها ستة جنود اسقطت اثر هجوم صاروخي. وفي الموصل، اعلن مصدر في الشرطة العراقية ان ثلاثة جنود اميركيين اصيبوا بجروح وتضررت آليتهم فجر أمس عند مرور قافلتهم على عبوة مفخخة كانت مزروعة على جسر في الموصل. وقال العقيد في الشرطة احمد وليد انه توجه الى الجسر "اثر دوي انفجار"، موضحاً ان "الاميركيين كانوا سبقونا الى الموقع ونقلوا ثلاثة جرحى في حين كانت النار تشتعل في العربة... واغلق الاميركيون القطاع بينما حلقت مروحيات فوق المنطقة لكن لم تحصل اعتقالات". وفي الموصل ايضاً، اصيب حارس مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني بجروح خلال هجوم ليل الاحد - الاثنين. كما تعرض مركزان للشرطة لهجومين من دون وقوع ضحايا في المدينة التي تقع على بعد 370 كلم شمال بغداد. وقال صحافي من "رويترز" ان مديراً في شركة نفط عراقية اصيب بالرصاص أمس في الموصل. وفي الفلوجة، اصيب عراقيان على الاقل الاحد عندما قصفت طائرات حربية اميركية مخابيء يشتبه بانها تؤوي مسلحين قرب البلدة الواقعة غرب بغداد. وكانت الغارات الجوية استؤنفت الاسبوع الماضي للمرة الاولى منذ اكثر من ستة اشهر بعد اسقاط ثلاث طائرات هليكوبتر اميركية. وفي الغارات الجوية الجديدة اسقطت طائرات قاذفة مقاتلة من طراز "اف-16" ثلاث قنابل زنة 500 رطل قرب البلدة. وصرح مصدر عسكري اميركي بان هذه الغارات الجوية جاءت بعد تعرض الجنود الاميركيين لهجمات في البلدة. ودوت انفجارات قوية ترددت اصداؤها في انحاء وسط بغداد مساء الاحد، وقالت الشرطة ان قذيفة "هاون" اصابت منزلا في المنطقة. ولكن لم تتوافر تفاصيل عن سقوط ضحايا. وقال ضابط شرطة في الموقع حيث اصيب المنزل المؤلف من طابقين "انها قذيفة هاون اطلقت من طريق سريع قريب". واعلن قائد شرطة مدينة كربلاء العميد عباس فاضل أمس ان شرطة محافظة كربلاء التي تقع على بعد 110 كلم جنوببغداد، اعتقلت عراقيين يقومان بتهريب القطع الاثرية الى ايران عبر وسطاء ايرانيين. وفي سياق رد الهجمات، اعتقلت القوات الاميركية 35 شخصاً على علاقة بالهجوم الذي استهدف الشهر الماضي فندق الرشيد في بغداد وأدى الى مقتل ضابط اميركي وجرح 15 شخصاً آخرين. واطلق ما بين ثمانية الى عشرة صواريخ في 26 تشرين الاول اكتوبر على الفندق حيث كان ينزل نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز اثناء زيارته بغداد. وضاعفت القوات الاميركية غاراتها على معاقل المؤيدين للرئيس المخلوع في شمال بغداد وغربها، حيث اعتقلت اكثر من مئة شخص تشتبه في ضلوعهم بعمليات عسكرية. وقال ناطق باسم التحالف في العراق ان "قوات التحالف تواصل حملتها... عملياتنا تزداد عدداً وكثافة ونشن المعارك في معاقل البعثيين"، وقال: "نعرف اين هم الارهابيون ونتحرك ضدهم في معاقلهم بالتعاون مع السلطات العراقية". واوضح الناطق ان عمليات الدهم التي يتم التخطيط لها في معظم الاحيان استناداً الى معلومات يقدمها عراقيون، سمحت باعتقال اشخاص يشتبه بضلوعهم في عمليات ضد التحالف وبإقامة مخابئ اسلحة. واضاف ان بين الذين اعتقلوا خلال العمليات "مسؤول بعثي مهم على علاقة بالمجلس البلدي في الفلوجة". وعثرت القوات الاميركية على مخابئ اسلحة وصادرت بنادق وقنابل يدوية وقاذفات صواريخ ومدافع هاون وقطع مدفعية وتجهيزات كهربائية وصواريخ مضادة للدبابات ونظارات للرؤية الليلية وذخائر اخرى. واعتقل الجيش الاميركي الاحد زعيم عشيرة في شمال العراق متهماً بإيواء الرجل الثاني في النظام العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري. وقال خالد حسين الجوال: "ان القوات الاميركية اعتقلت شقيقي الشيخ علي حسين الجوال لأنها تتهمه بإيواء عزة ابراهيم الدوري" في الدكمة وهي قرية تبعد حوالى 200 كلم الى شمال شرقي بغداد. واضاف: "ان القوات الاميركية طوقت بعد ذلك المنطقة المؤدية الى وسط القرية حيث حلقت مروحيتين". ونفى اي علاقة بين شقيقه ونائب الرئيس العراقي السابق. وفي عمان، اعلنت وزارة الخارجية الاردنية انها تسلمت مذكرة من أهالي 37 اردنياً يقولون ان ابناءهم معتقلون لدى قوات التحالف في العراق. ونقلت "وكالة الانباء الاردنية" بترا عن الناطق باسم الوزارة علي العايد ان "وزير الخارجية مروان المعشر تسلم مذكرة من مواطنين اردنيين يستفسرون فيها عن مصير 37 شخصا من ذويهم تعتقلهم قوات التحالف في العراق".