شرعت الشخصيات الإسرائيلية اليسارية التي وقعت على "تفاهمات جنيف" مع شخصيات فلسطينية، بتوزيع عشرات الآلاف من النسخ لمسودة التفاهمات على بيوت الإسرائيليين "لاطلاعهم على تفاصيلها وليتيقنوا من أن الموقعين عليها لا يخفون أي تفاصيل"، على ما قالت الوزيرة السابقة يولي تمير، لتضيف ان الهدف من توزيع التفاهمات حض الرأي العام في إسرائيل على ممارسة ضغوط على الحكومة لتطرح برنامجها السياسي، فيما قال أبرز الموقعين الإسرائيليين على التفاهمات يوسي بيلين إن الغرض من اطلاع الإسرائيليين على مضمونها "الحؤول دون مأساة ستحل على إسرائيل بعد تسع سنوات، حين ستسيطر أقلية يهودية على غالبية عربية، ما يعني نهاية الديموقراطية في إسرائيل". من جهة اخرى، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه امس الفلسطينيين الى تبني "مبادرة جنيف" خطة السلام غير الرسمية بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال عبد ربه، الذي اعد الخطة بمشاركة وزير العدل الاسرائيلي السابق يوسي بيلين، في حديث الى صحيفة "القدس" الصادرة في الاراضي الفلسطينية انه يتوجب "عقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل لتبني وثيقة جنيف كحل سياسي متوازن، تفصيلي، وشامل لتكون بمثابة مد يد سلام جدية الى الرأي العام الإسرائيلي". واضاف: "دفاعا عن خطة السلام هذه، ومن أجل ان تبقى كل فرص الحل متاحة يجب صدور اعلان عن حملة مقاومة شعبية غير مسلحة على أوسع نطاق ضد بناء جدار الفصل العنصري". واعتبر المسؤول الفلسطيني انه "بدلاً من تضييع الوقت كل شهرين في تشكيل حكومة جديدة أو في الخلاف على منصب وزاري معين في الوقت الذي تستمر فيه الحكومة الإسرائيلية ببناء جدار الفصل العنصري وتقرير مصيرنا بشكل حاسم ونهائي ينبغي ان نقوم بخطوة استثنائية على المستوى السياسي والوطني وإلا سيكون المصير المقبل مظلما للغاية". وحصلت المبادرة على دعم ضمني من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حين دانها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون معتبرا ان على اسرائيل "العمل بقوة لمنع اعتمادها". وسيتم توقيع الخطة في الاول من كانون الاول ديسمبر في جنيف فيحضور وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي. وتزامنت تصريحات عبد ربه مع اطلاق حملة في اسرائيل والاراضي الفلسطينية للترويج للخطة التي يرى منتقدوها انها تقدم تنازلات فلسطينية لا سيما في قضية اللاجئين. وكان وزير التخطيط الفلسطيني نبيل قسيس ونائبه سميح العبد بحثا في الخطة الجمعة مع مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج والموفد الاميركي الى الشرق الاوسط ريتشارد بيرنز. واعلن احمد داود المسؤول في مركز الاعلام الفلسطيني ان المسؤولين الفلسطينيين "عقدا لقاءات بناءة". واوضح انهما "بحثا في مبادرة جنيف وكيفية التوصل من خلالها الى احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ووضع حد للعدوان والاحتلال". ونبيل قسيس هو من الاعضاء الثلاثة في الحكومة الفلسطينية الذين ساهموا في وضع هذه الخطة مع شخصيات اسرائيلية. وتلقى الوزيران السابقان يوسي بيلين والفلسطيني ياسر عبد ربه اللذان لعبا دورا اساسيا في صياغة الخطة اخيرا "رسالة تشجيع" من وزير الخارجية الاميركي كولن باول.