صرح رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون انه لا ينوي قتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "على رغم مسؤوليته عن قتل آلاف الاسرائيليين"، ورد على انتقادات الاتحاد الاوروبي لبناء "الجدار الامني" في الضفة موضحا ان الجدار "ليس حدودا سياسية ولا حدودا امنية". واضاف شارون في لقاء مع ممثلي وفد برلماني أوروبي، انه ينبغي "ازاحة عرفات" من الحلبة وأن يختار الشعب الفلسطيني زعيماً جديداً له. ووجه شارون كلامه الى نائب ايرلندي توجه اليه بسؤال عن مصير الرئيس الفلسطيني فقال متهكماً: "لا تقلق فإن عرفات حي وناشط جداً في القتل والارهاب". ورد عليه النائب، واخزاً: "ربما تريد أن تقرر من يتزعم الشعب الفلسطيني أو توصي بمن يخلف البابا أو ملكة بريطانيا؟". وسخر شارون من الأوروبيين "الذين يكثرون من الاتصالات" معه لتوفير بطاريات للهواتف النقالة للرئيس الفلسطيني، مضيفاً بغضب انه لم يتلق منهم أي اتصالات عن العائلات والأطفال الذين قضوا في "عمليات ارهابية فلسطينية". وتطرق شارون الى "الملف الايراني" الذي غدا موضوعاً مركزياً في تصريحات أركان الدولة العبرية، وقال ان "الوقت ليس في مصلحتنا" في مسألة التسلح النووي الايراني، مكرراً ان ايران تدعو علناً الى إبادة اسرائيل وتسعى الى انتاج أسلحة دمار شامل. وكانت مصادر قريبة من شارون ادعت ان تل أبيب لا تعارض عقد لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين، لكن السؤال يبقى موضوع مثل هذه اللقاءات "طالما لم تباشر الحكومة الفلسطينية تنفيذ استحقاقاتها في خريطة الطريق الدولية وفي مقدمها محاربة الارهاب". وزادت ان اسرائيل معنية بأن يواصل رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع أبو علاء مهمات منصبه لكنها تتابع احتمال ان يخلي كرسيه مطلع الشهر المقبل. وأضافت انه إذا واصل الفلسطينيون دعمهم الرئيس عرفات فإنهم "سيبقون مع عرفات من دون أن يحققوا الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة". وأعلن وزير الخارجية سلفان شالوم ان اسرائيل تتمسك ب"خريطة الطريق" وترفض "تفاهمات جنيف" التي توصلت اليها شخصيات من اليسار الصهيوني وأخرى فلسطينية. وقال ان اعادة الحديث عن "هدنة" جديدة بين الفصائل الفلسطينية لن يقدم شيئاً وأن هدنة كهذه، كسابقتها، "ستنفجر في وجهنا جميعاً ويكون ثمنها باهظاً أكثر". ورأى شالوم ان الحديث عن اخلاء مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة، في الوقت الحالي "خطأ جسيم" يمس بقدرة اسرائيل على الصمود وأن مناقشة هذه المسألة ينبغي أن تتم بمعزل عن الهجوم المسلح الجمعة الماضي، وقتل فيه ثلاثة جنود اسرائيليين. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان وزير الدفاع شاؤول موفاز ينوي، بناء على توصية قيادة الجيش، منح بعض التسهيلات للفلسطينيين في المناطق المحتلة بتخفيف الطوق الأمني والحصار والسماح لبضعة آلاف من العمال بالعمل في ورشات صناعية بمحاذاة "الخط الأخضر". وقالت الصحيفة ان موفاز لم يصغ لتوصية جهاز الأمن العام شاباك بعدم منح أي تسهيلات للفلسطينيين. ونقلت الصحيفة عن أوساط في قيادة الجيش تحذيرات من أن شعور الفلسطينيين بانعدام وجود "أفق سياسي"، فضلاً عن معاناتهم من ممارسات الاحتلال، قد يؤديان الى اندلاع مواجهات جديدة أعنف من سابقاتها.