هاجس التجريب لدى الإنسان قديم قدمه على الأرض، ظل يطارده ويحاور حياته منذ محاولته الأولى للمس النار بيده والتي عرف منها معنى الخطر وطعم الشواء. وقبل ذلك في براءته المبكرة عندما تذوق ملوحة دمعهِ بعد فقدان رفيقه، ثم دأبه عبر ملايين السنين في الإختباء من صور الغائب التي ما فتئت تؤرقه في النوم واليقظضة وتنغص عليه صفو أيامه. وعلى رغم الأطوار الزمنية التي فصلتنا عن ذلك الحدث الهائل وبعدما راكم الإنسان مهاراته في الإختباء من هواجسه وتفنن فيها، ظل التجريب لا يستنفد طاقته، وأسئلته في جوهرها ما زالت حادة حِدة الحجر الذي صقله الإنسان ليقطع به أول غصن. وإذا كان الإبداع الكتابي - مثلا ً- بمفهومه الذهني الصارم الذي صنف مذاهبه ومساقاته من خلال منظومات لغوية ومدارس نقدية متعددة وذكية، قد هذبت حدوده ورتبت فضاءاته، فإن الفن، وبحكم الإحتمالية التي تشكل ماهيتهُ... الإحتمالية التي تؤهله لإنجاز طفرات كبيرة وبحرية أكبر من غيره من مجالات العلوم والإبداع، ظل أكثر إنشداداً إلى آفاق التجريب وميادينه. والسينما بصفتها فناً حديثاً يستفيد في تركيبته الوظيفية من مختلف أشكال الإبداع الإنساني وموروثه الفكري والعلمي، ولكونها حقلاً يسهل فيه إحتواء ما شئت من الفنون الأخرى، صارت الفن الأكثر شعبية وتأثيراً في ذائقة الناس. من جانب آخر، فإن ما يبدو سهلاً في السينما سبب احتوائها خصائص متعددة لا يمتلكها المسرح مثلاً، جعل منها باباً مشرعاً للمتطفلين ومحبي الظهور أو أداة في أيدي مؤسسات دعائية متعصبة لأغراض بعيدة عن الفن وأهدافه. إلا أن الحبل لم يترك على غاربه، إذ ظهرت منذ بداية السينما وما زالت شخصيات وجمعيات مؤرقة بأسئلة جذرية عن جدوى هذا الفن ودوره في الحياة وآفاق مستقبله. وجمعية "دوغما" هي أحد المشاريع السينمائية التي تحاول صياغة رؤية جديدة تفتح أمام السينما مخرجاً حيوياً من أزمتها الراهنة والمرتبطة قلباً وقالباً بمجرى التحولات العنيفة على مختلف الصعد الحياتية في السنوات العشرين الأخيرة على أقل تقدير. ومنذ تأسيسها على يد المخرج الدنماركي "لارس فون تريير" سنة 1995 ظلت "الدوغما" قريبة من المخطط والبرنامج الذي رسمه أعضاؤها. ولعل الأفلام التي تبنتها الجمعية والذي لا يتجاوز عددها الدزينة، وطبيعة البنود المندرجة ضمن برنامجها، تعكس حرص المشتغلين فيها على إقامة العوازل أمام ما يعتبرونه مغايراً لرؤيتهم وفهمهم الفني والوظيفي للسينما. ومن تلك البنود: إستخدام آلة التصوير المحمولة، تحاشي الأضواء الإصطناعية، الحياة الواقعية هي الكادر الأول والأهم لمَشاهد الفيلم، موضوع الفيلم وأداء الممثلين وفضاءات الكادر يجب أن تشكل لحمة واحدة وأن لا يطفوا أحدها على الآخر، المخرج موقعه خلف آلة التصوير وعليه أن يقنع بذلك بحيث لا تظهر آراؤه واضحة في سير الأحداث، فهي بذاتها تمتلك تاريخيتها وطاقتها على الحركة، المخرج هو القائد السري، الطريق مسدود أمام الممثل لمحاولة الإصطناع فإستيعابه لدوره لا يتخطى إستيعاب الدور له. وعلى رغم النقد الذي يوجه الى الجمعية وتصورها، إلا أنها إستطاعت تشكيل ملامحها داخل الدنمارك وخارجها وإستقطبت العديد من المخرجين الشبان الذين حققت الأفلام التي أخرجوها تحت مظلة الجمعية جوائز في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية. "الإيطالية للمبتدئين" الفيلم الدنماركي "الإيطالية للمبتدئين" هو الفيلم الثاني عشر في قائمة الأفلام المنجزة تحت سقف جمعية "دوغما" والثالث للمخرجة "لوني شيرفيج". ويتميز الفيلم عن بقية الأفلام الإحدى عشرة بميله نحو الكوميديا، وتحديداً الكوميديا الرومانسية، وهو ما يعكسه، إضافة إلى طبيعة معالجة الموضوع، إستخدام آلة التصوير المحمولة في شكل يمنح مساحة أكثر رحابة بين أداء الممثلين وفضاءات الكادر وبين هذين وتطور الأحداث. وبالمقارنة بين "الإيطالية للمبتدئين" وفيلم آخر ضمن "الدوغما" للمخرج فون تريير وهو فيلمه "الرقص في الظلام"، نجد ان إستخدام الأخير آلة التصوير المحمولة كان أكثر إلتصاقاً بالممثلين وإقتحاماً في أدائهم ما حشد الكثير من الهوامش المشهدية طيلة العرض فجعل منه - في نهاية المطاف - فيلماً تصويرياً بالدرجة الأولى. معالجة الموضوع في "الإيطالية للمبتدئين" تتلمس مساراً مختلفاً عن بقية أفلام الجمعية: فبخلاف المراوحة الفلسفية التي إنسرحت ظلالها على معظم ما أنتجته من أفلام وأسلوب تناولها للقضايا، وما رافق ذلك من قتامة غلفت سير الأحداث وصولاً إلى ذروتها التي غالباً ما إنطبعت بفداحة عبث الأقدار مثلما حدث في فيلم "الرقص في الظلام" أو "دوغفيل" للمخرج نفسه مع ملاحظة الفارق بين تناول موضوعة العبث في كلا الفيلمين، حيث نجدهُ في "دوغفيل" أركز إشتغالاً وأبلغ حِدة من الآخر، بالمقابل، فإن لوني شيرفيج لم تُحّمِل فيلمها أي تأويلات فلسفية من غير أن تكون الفلسفة والقدرية غائبة عن صميم فكرة الفيلم، في حين استبدلت القتامة موقعها وانسحبت إلى الخلف بدلاً من المقدمة أو الوسط كما في أفلام الجمعية الأخرى، فجاء الفيلم على مدار 98 دقيقة كمحاولة تتوسل تجميع شتات فكرته وتركيب مشاهده المبعثرة، وغدت الكاميرا المحمولة مثل كرة مغناطيسية تتدحرج في كل مكان فتعلق بها الشخصيات التي ستنقاد معها حتى توصلها إلى نقطة الإلتقاء. انطوائية يعالج الفيلم موضوعة الإنطوائية لدى الشعب الاسكندينافي وهي موضوعة شائعة عن تلك البلدان وشعوبها لا سيما أطرافها الشمالية، حيث الشتاء الطويل ورياحه الباردة التي ينشرها القطب الشمالي الرابض أمامهم، وحيث الغيوم التي تحجب ضوء الشمس وتغدق على النهارات لونها الرمادي الثقيل. وقد لا نجانب الحقيقة إذا حسبنا أن التجهم الفلسفي العميق في إنتاج مبدعين اسكندينافيين كبار كالكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسين والمخرج السويدي إنغمار بيرغمان، ذو رابطة قوية بذلك الطقس الكئيب. وعلى رغم حنينهم للسعادة البسيطة والانسان البسيط، إلا أن الحوار مع ذلك الجار القطبي الجبار الحاضر دائماً لا يصح إلا بالفلسفة، والحال في ذلك لا تختلف جوهرياً لدى مبدعين في مناطق حارة كعُمان، حيث سطوة الشمس والجبال في متناول إنتاجهم لا سيما منهم الذي تمتع بملكة الفلسفة ليصنع جدلاً جمالياً مشتبكاً مع ذلك القسط الجغرافي الهائل... هو الآخر. اختارت المخرجة - إذاً - مدينة في الشمال الدنماركي مسرحاً للفيلم: مدينة صغيرة حيث الطقس الشمالي القاسي يخيم على نفوس الناس فيتشكل لديهم توق كبير إلى علاقات دافئة ورومانسية. بيد أنه، وفضلاً عن قسوة الطقس أو لعله نتيجة لذلك نجد أن سكان الشمال منغمسون في أعمالهم اليومية وغارقون في الروتين، ميّالين إلى الهدوء والإنطوائية ويخجلون من الإفصاح عن مشاعرهم. نجد أن العلاقة متوترة بين الجنسين وغالباً ما تدخل في سجالات وتعقيدات مُبالِغة في صداميتها، أو النقيض، في برودها. وحتى ديانتهم البروتستانتية لا تساعدهم على تحريك أوضاعهم وإنتعاشها، فهي تنسكية متعالية وبعيدة عن الواقع الفعلي للناس. يتناول الفيلم هذه السمات المعقدة، وبما أن المخرجة آثرت الطريق الأصعب فنياً ودرامياً للتصدي لمفاصله، جاءت البداية كمخاض عسير ومربك، أو فوضى من الأحداث والصور تعبُر على الشاشة بلا فواصل تضبط إيقاعها. ولكي تأمن المخرجة عاقبة الفوضى غير المنظمة، ألقت بكل خبرتها الفنية منذ البداية، فتبدت الفوضى كلوحات مشهدية متباعدة، ولكنها ذات صياغة إخراجية وتمثيلية محترفة. البداية في صالة مدرجة يشغل جزء منها عدد قليل من الطلبة في المقارنة بحجم الصالة. المدرس البدين يلقي درساً في اللغة الإيطالية، ويفعل ذلك بحرية وخفة يستلهمهما من طبيعة الايطاليين وإيقاع لغتهم الراقص. ينعكس أداؤه على الطلبة من الجنسين الذين يرددون كلامه بأصواتهم وحركاتهم وكأنهم في درس للرقص، لعلّ المدرس البدين غالب طبيعته الاسكندينافية وحملها فوق طاقتها بينما هو يعتصر قريحته وأعصابه من أجل جعل الطلبة يحبون اللغة الايطالية وطبيعتها المتوسطية المغايرة للدنماركية، وهو ما جعله يدفع حياته ثمناً لذلك، إذ تهاجمه أزمة قلبية تودي به. سنعرف لاحقاً أن صالة الدرس هي نقطة انجذاب جميع شخصيات الفيلم أو البؤرة التي تطوف حولها الأحداث. وقبل أن نعود إليها مراراً بعد المشهد الأول، نتنقل بين أماكن وجود الشخصيات ونتعرف الى طبيعة حياتها خارج الصالة وبعيداً من دفئها الأيطالي. أحدها شاب يعمل في حانة تتبع فندقاً ضمن مجمع رياضي معظم شخوص الفيلم من الشباب. لا يحول شيء بينه وبين الصراخ في وجوه الزبائن أو في وجه مساعدته الإيطالية، ويتشاجر حتى مع الذبابة الطائرة. تعلم إدارة الفندق بتصرفاته فترسل إليه صديقه العامل في قسم الخدمات. طبيعة الصديق على النقيض منه: خجول ويعاني اضطرابات عاطفية تشحنها الفتاة الإيطالية العاملة في الحانة. لا يعرف من أين يبدأ في الحديث ليوصل إليه تذمر الإدارة من تصرفاته وبأنها تفكر جدياً في طرده، فيتحول الحديث فجأة إلى أحوال الصديق الخجول الذي يجدها مناسبة لبث شكواه ومعاناته العاطفية مع العاملة، فينصحة الآخر بأنه يعرفها جيداً وأنه لن ينال منها شيئاً قبل الزواج وهو طبع في الإيطاليات. في مكان آخر تعمل فتاة في محل لبيع الحلوى والفطائر، وعند عودتها متعبة إلى منزلها، تواجه انتقادات والدها العاجز الذي يتهمها باللامبالاة تجاهه وبأنها تهمل تغذيته عندما لا تجلب معها الحلوى التي يحبها والتي - لسوء حظه - تنفد ما إن توضع على أطباق المحل. نعود إلى صالة الدرس ليخبر مدرس جديد الطلبة عن وفاة الاستاذ البدين، ويحدثهم بلهجة حيادية باردة بأنه لن يستمر في إعطاء الدروس إذا كان العدد أقل من ثمانية، فينسحب الطلبة إلى الخارج. ينزل في الفندق راهب شاب جاء إلى المدينة ليعمل في كنيستها التي تم إعفاء راهبها القديم بعدما اهتز إيمانه إثر وفاة زوجته. يطلب الشاب الخجول العامل في الفندق نصيحة الراهب في همومه العاطفية ويخبره بأنه لم يعرف اللذة منذ سنوات. يغمز له الراهب ويلمح له بأن الرب رحيم وعليه أن يدبر حاله. يصل تذمر إدارة الفندق من تصرفات عامل الحانة إلى مرحلة حرجة، فيسارع إليه صديقه الخجول وينصحه بسلوك أفضل وبأن يبدأ بحلاقة شعره الذي يغطي عينيه، فينصاع إلى ذلك ويذهب إلى محل الحلاقة. تستقبله الفتاة صاحبة صالون الحلاقة والعاملة فيه وتجلس على الكرسي لتغسل له شعره فيشعر بالاسترخاء من لمسات أصابعها على فروة رأسه. تهجم امرأة عجوز إلى داخل المحل فتسندها الفتاة وتدخلها إلى غرفة جانبية ويخرج الشاب العصبي من غير أن ينجز ما طلب منه. على رغم إبلاغهم أن دروس الايطالية لن تستمر بأقل من ثمانية طلبة، إلا أنهم لم يكفوا عن الحضور إلى الصالة والانتظار: فتاة محل الحلوى والشاب العصبي وصديقه الخجول والراهب وثلاث نساء أكبر سناً ويؤدين أدواراً مساعدة. يبدأ الراهب الشاب عمله في إقامة قداس لميت فيعترض الراهب المتقاعد الحزين على خطابه ويتهمه بمخادعة الناس، بيد أن الشاب يدخل معه في نقاش حام ويخبره بأنه يؤدي عمله وبأنه دائماً يوجد من يحتاج إلى ما يقوله. القداس الثاني يقيمه على روح والد الفتاة بائعة الحلوى، فتبدأ بينهما علاقة ودية. ماء على الرأس يزور الشاب العصبي صالون الحلاقة للمرة الثانية ويستمتع للحظات باندلاق الماء على رأسه وتدليك الفتاة على فروة رأسه، وللمرة الثانية يترك المحل سريعاً بعدما تقطع مكالمة هاتفية إكمال الحلاقة. المكالمة عاجلة من المستشفى الذي ترقد فيه أم الفتاة. تغلق الصالون وتهرع إلى أمها. تجلس بجوارها وتحاول رعايتها، ولكن الأم المدمنة تدفعها عنها وتصر عليها بأن تزيد من سرعة قطرات المورفين... ترفض الفتاة. يوجد سر تحمله الأم وتشترط زيادة سرعة المورفين لإفشائه. تصر الفتاة على الرفض فتموت الأم ومعها السر. في صالة الدرس تتضح ملامح الشخصيات، فهناك الفتاة بائعة الحلوى بجوار الراهب الشاب الذي يودها... العصبي بجوار صديقه الخجول... إحدى النساء الثلاث ممرضة في المستشفى الذي ماتت فيه أم صاحبة صالون الحلاقة. يلتقون كل يوم في الصالة على رغم غياب المدرس فيقرر العصبي تولي مهمة التدريس ويرحب به الآخرون. وعلى رغم صياحه بهم، إلا أنهم يجدون ذلك عذباً لا سيما أن صياحه بالايطالية. وللمرة الثالثة يذهب الشاب العصبي إلى صالون الحلاقة، وعلى الكرسي، وبينما تقوم الفتاة الحزينة على فقدان أمها بغسل شعره استعداداً للحلاقة، تسقط دمعتان من عينيها... تسقطان من عينيها على خد الشاب، فتمسحهما له محاولة إخفاء حزنها، ولكنها تتهالك عليه وهي تجهش في البكاء، وتكون النتيجة خروجه من المحل قبل إكماله الحلاقة ومواجهته إدارة الفندق الغاضبة. تتلقى الفتاة بائعة الحلوى رسالة تبلغها وفاة أمها التي لا تعرف عنها شيئاً منذ طفولتها. يقيم الراهب القداس للمرة الثالثة وتحضره الفتاة بائعة الحلوى والفتاة صاحبة صالون الحلاقة. تحدقان في بعضهما بعضاً وتظن إحداهما أن الأخرى أخطأت العنوان. تحدث بائعة الحلوى الفتاة الأخرى بأن القداس يقام من أجل أمها، وتجيب الحلاقة بأنها واثقة من أنه من أجل أمها. يتدخل الراهب الشاب وتكتشف الفتاتان أنهما أختان من الأم وتعرف الفتاة صاحبة صالون الحلاقة السر الذي خبأته الأم. في احتفالات المدينة الصغيرة بأعياد رأس السنة، تلتقي معظم شخصيات الفيلم في المطعم الذي يعمل فيه الشاب العصبي. تدعو بائعة الحلوى أختها الجديدة صاحبة الصالون وتعرفها الى زملائها في درس الايطالية ويقوم الشاب العصبي بارتكاب حماقة في حق صاحبة الصالون عندما يعيرها بأمها المدمنة المشعثة الشعر من دون معرفته بوفاتها، فتغادر الفتاة منكسرة وحزينة. بعد ذلك يقوم العصبي بزيارتها في الصالون للاعتذار ولكنها تطرده. تستمر دروس الإيطالية على يد العصبي الذي يعرف اللغة أكثر من غيره بحكم عمله بجوار الفتاة الإيطالية التي لا تجيد الدنماركية. يتفقون على تنظيم رحلة إلى مدينة البندقية في إيطاليا فتقترح الفتاة بائعة الحلوى على أختها الانضمام إلى المجموعة، وفي اليوم التالي تصحبها إلى قاعة الدرس، كما تلتحق بالمجموعة الفتاة الإيطالية التي يعترض عليها العصبي ولكنها تنال تأييد الغالبية لا سيما صديقه الخجول المبتلى بحبها. في البندقية بأجوائها الدافئة يشعر الاسكندينافيون بالتحرر من سلطة الطقس والروتين الجامد ويبدون أكثر تسامحاً وعِشرة، فيصرّح الشاب الخجول بحبه للفتاة الإيطالية، ويهدأ العصبي قليلاً ويوثق علاقته بصاحبة الصالون بينما لا يفارق الراهب الشاب بائعة الحلوى.