أحمد رمزي، فتى السينما المصرية الوسيم والولد الشقي الذي يعتبر ركيزة من ركائز صناعة السينما المصرية، ووري الثرى أمس في منطقة الساحل الشمالي حيث أوصى بدفن جثمانه. توفي رمزي الذي اشتهر في أفلامه السينمائية بأدوار تختلف عن نجوم زمانه، مساء أول من أمس بعد مسيرة فنية قاربت خمسين عاماً، لُقّب خلالها ب «دونجوان» السينما المصرية والولد الشقي المحبوب من الفتيات. بدأ حياته الفينة بفيلم «أيامنا الحلوة» عام 1955. صداقته مع الممثل عمر الشريف منذ أيام الدراسة، ساهمت في دخوله عالم الفن. فقد أخبره الشريف عام 1954، أن المخرج يوسف شاهين اختاره ليكون بطل فيلمه «صراع في الوادي»، فراود رمزي الحلم بلعب دور سينمائي هو أيضاً. وعندما أسند شاهين دور البطولة الثانية لعمر الشريف في فيلم «شيطان الصحراء»، ذهب رمزي مع صديقه وانضم إلى فريق التصوير ليكون قريباً من الأجواء السينمائية. وذات يوم لفت أسلوبه وتعبيرات وجهه المخرج حلمي حليم، فعرض عليه العمل في السينما وأسند إليه دور البطولة إلى جانب عمر الشريف وعبدالحليم حافظ وفاتن حمامة في فيلم «أيامنا الحلوة» في عام 1955. يختلف مؤرخو السينما حول سعي رمزي للعمل في السينما. فبينما يشير بعضهم إلى أنه كان عاشقاً هذا المجال راغباً في العمل فيه، يشير البعض الآخر إلى ما أكده رمزي نفسه في لقاء مع التلفزيون المصري، أنه لم يكن يفكر إطلاقاً في العمل في السينما إلا أنه عمل فيها ونجح. درس رمزي الطب ثلاث سنوات، ثم ترك هذا الاختصاص ليتجه إلى كلية التجارة، وسرعان ما غادرها أيضاً ليلمع نجمه في السينما ويقدم حوالى 110 أفلام، اشتهر فيها بأدوار الشاب الوسيم زير النساء، والشقي الرومانسي، والمقاتل، إضافة إلى أدوار جدية كدوره في فيلم «ثرثرة فوق النيل» المقتبس عن رواية نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للأداب عام 1980. وشارك أيضاً في عدد كبير من الأفلام الكوميدية مثل «ابن حميدو» مع إسماعيل ياسين وزينات صدقي وعبدالفتاح القصري وهند رستم. وحقق هذا الفيلم في ستينات القرن الماضي نجاحاً باهراً وامتد عرضه على ستة أشهر في دور السينما. وعلى رغم تقديمه عدداً من الأعمال في السينما الإيطالية منها «ابن سبارتاكوس» و «حديقة الشيطان»، فشل أحمد رمزي باللحاق بصديقه عمر الشريف إلى الشهرة العالمية، لأسباب تتعلق بعلاقته مع الدولة. فقد رشح للقيام بدور كبير في فيلم «الإنجيل»، كما أكد في أحد لقاءاته، إلا انه أُبلغ حينها أن هناك «أوامر عليا» تمنع مشاركته في هذا الفيلم. وتوقف رمزي عن التمثيل بعدما قدم أكثر من 70 فيلماً بعد انتهائه من فيلمه «اللعبة القذرة» عام 1981. ثم عاد في شكل متقطّع، ليمثّل في فيلم «قط الصحراء» عام 1995، ثم في «الوردة الحمراء» مع الفنانة يسرا عام 2000، إلى جانب تقديمه مسلسل «وجه القمر» مع فاتن حمامة في العام نفسه. واختتم حياته الفنية عام 2007 في مسلسل «حنان وحنين» الذي أدى دور البطولة فيه مع صديقه عمر الشريف. ومن أهم الأفلام التي قدمها رمزي على الشاشة إلى جانب الأفلام المذكورة، «الوسادة الخالية» مع عبدالحليم حافظ ولبنى عبدالعزيز الذي يعتبر من أبرز الأفلام الرومانسية العربية، إضافة إلى مجموعة أفلامه الكوميدية مع إسماعيل ياسين مثل «إسماعيل ياسين في الأسطول»، و «الشياطين الثلاثة» مع رشدي أباظة وتحية كاريوكا. ولد أحمد رمزي في القاهرة عام 1930 لأب طبيب مصري وأم اسكتلندية. تزوج ثلاث مرات. الأولى بعطية الدرمللي التي أنجب منها أولاده الثلاثة، ثم الفنانة نجوى فؤاد، ثم نيكول وهي من خارج الوسط الفني. وانتقل ليعيش وحيداً في الساحل الشمالي لمصر منذ تسعينات القرن العشرين.