أبلغت الادارة الاميركية الحكومة العراقية الموقتة بضرورة تفادي أي اتجاه لفتح انابيب خط النفط العراقي - السوري او "حتى التفكير حالياً ببناء خط انابيب جديد لتصدير النفط العراقي عبر مصب بانياس السوري". في الوقت نفسه اتفق مسؤولون سوريون وعراقيون على تسيير قطار من حلب الى الموصل على ان تكون كلفة المسافر "نائما" نحو 31 دولاراً. توجه ادارة الاحتلال الاميركية الحكومة العراقية ووزارة النفط "أوامر" للاهتمام بتطوير ميناءي البكر والعمية، المطلان على الخليج العربي، كاكثر المنافذ أمناً والأكبر، ليتم عبرهما تصدير كميات كبيرة من النفط العراقي في الوقت الحاضر ومستقبلاً في ظل تعثر خط التصدير عبر خط كركوك - جيهان التركي وتعطل أنبوب النفط العراقي - السوري. وقال مصدر مطلع في وزارة النفط العراقية ل"الحياة" ان خطط تطوير المنافذ النفطية التصديرية للعراق ستسمح بتخصيص جل الاستثمارات لتطوير ميناءي البكر والعمية متوقعاً تصدير ما يقارب 3.250 مليون برميل من الميناءين بحلول سنة 2006. وعن العلاقات النفطية العراقية - الأردنيةوالعراقية - السورية كشف المصدر أن "الاردن وسورية أجريا اتصالات في الأسابيع الماضية يقترحان فيها إرسال وفود فنية للبحث في موضوع إنعاش صادرات النفط العراقي إلى الأردن وسورية". لكن المصدر شدد على ان الأميركيين أظهروا تحفظاً كبيراً عن إعادة العلاقة النفطية بين بغدادودمشق، مؤكداً أن "الذي يجري سيكون تطبيق قانون محاسبة سورية الصادر عن الكونغرس الأميركي من العراق". نقل الركاب بالسكك الحديد وفي دمشق، اتفقت "المؤسسة العامة لخطوط الحديد" السورية مع "خطوط الحديد" العراقية على تسيير اول قطار سوري لنقل الركاب بين حلب والموصل اسبوعياً بدءاً من 21 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وكانت المؤسسة وافقت على منح حسم بنسبة 15 في المئة على أسعار أجور النقل ترانزيت من محطة نصيبين في تركيا الى محطة ربيعة العراقية بعد اجتماعات تنسيقية بين "خطوط الحديد" في الدول الثلاث. وقال المدير العام للمؤسسة اياد غزال ل"الحياة" إن "سورية سمحت بمرور القاطرات التركية لتؤمن النقل الى الأراضي العراقية وبلغ عدد الشاحنات الداخلة من تركيا الى العراق الشهر الماضي 300 شاحنة". وتوقع ارتفاع حركة النقل لتصبح بمعدل 1500 طن يومياً. إلى ذلك قال رئيس دائرة نقل الركاب في المؤسسة غياث شعراني في تصريح صحافي: "ان القطار السوري، الذي سينطلق من حلب الى الموصل، يتألف من خمس عربات منامة تتسع لحوالى 110 مسافرين وفي كل عربة 11 مقصورة، وكل مقصورة تحتوي على سريرين اضافة الى مطعم وعربة أمتعة وكل العربات مزودة باذاعات خاصة لبث الموسيقى والاغاني والتعليمات المرشدة للمسافرين ويشرف على كل عربة موظف مختص لتأمين راحة المسافرين". وأشار الى ان "القطار سينطلق من حلب الى الموصل عند الساعة 19.20 من مساء كل خميس ليقطع مسافة 746 كلم بزمن مقداره 11 ساعة وسيتوقف في خمس مدن سورية هي الرقة ودير الزور والحسكة والقامشلي قبل ان يدخل المنطقة الحدودية في اليعربية لتنظيم اجراءات المغادرة للمسافرين". 31 دولاراً للنوم بين العراق وسورية! وحددت المؤسسة السورية قيمة تذكرة السفر من حلب الى الموصل بالليرة السورية في حين تتقاضى الخطوط العراقية بالدولار الاميركي، وستكون كلفة السرير الواحد في مقصورة 850 ليرة وبالعكس 17 دولاراً، وفي حال أراد المسافر ان يحجز كامل المقصورة تصبح التذكرة 1400 ليرة من حلب الى الموصل وبالعكس 31 دولاراً اميركياً. وستُقدم للمسافر وجبة غذائية مجانية اضافة الى بعض المشروبات وحددت حجم حمولة الامتعة المجانية لكل مسافر ب50 كلغ وتتقاضى عن كل كلغ زائد 10 ليرات سورية. وقال الشعراني: "ان المؤسسة طلبت من ادارة الهجرة والجوازات فرز العناصر اللازمة لتخصيص موقع لها في محطة حلب لتدقيق تأشيرات الخروج للمسافرين الى العراق منعاً لاية اشكالات قد تعترض المسافرين اثناء مغادرتهم الحدود السورية الى العراق". يُشار الى ان المحادثات بين الجانبين بدأت منذ شهور. وأكدت مصادر اقتصادية ان الاتصالات جارية بين الجانبين "لتأمين عمليات نقل المشتقات النفطية بعدما أعيد الاتصال بين محطتي ربيعة العراقية واليعربية السورية مع التأكيد على ضرورة تطويرهما وتزويدهما بأجهزة الاتصالات اللازمة لتبادل المعلومات التجارية والتنسيق بخصوص الشاحنات المتبادلة واستيفاء الرسوم وفق التعرفة الدولية وحسب اتفاقات دول سكك الشرق الاوسط، على ان يعمل الجانب العراقي على اشعار الجانب السوري بما يتعلق بالرسوم الجمركية وفق لائحة البضائع المسموح بتبادلها.