شنت القوات الأميركية عملية هي الأضخم من نوعها منذ أشهر، على معاقل زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار في ولايتي نورستان وكونار الوعرتين والمحاذيتين للحدود مع باكستان. وقال الناطق باسم القوات الأميركية رودني ديفيس ان مظليين اميركيين شاركوا فيها الى جانب عناصر القوات الأفغانية الحكومية. وقالت مصادر مناهضة للاميركيين في كونار ل"الحياة" إن الاشتباكات أوقعت ثلاثة عشر قتيلاً في صفوف القوات المهاجمة، وذلك في حادثين منفصلين: الأول نجم عن سقوط سيارة للمهاجمين في نهر كونار بعد إصابة سيارتهم إصابة مباشر، ما أسفر عن غرق ثمانية أشخاص كانوا يستقلونها، والحادث الثاني في مكمن نصبه المناهضون للاميركيين، أسفر عن مقتل خمسة اميركيين، بحسب المصادر نفسها. وشنت طائرات اميركية غارات جوية مكثفة في منطقتي بيج دارة ودور قلعة، ما أسفر عن مقتل عنصرين من القوات المناهضة للأميركيين. وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن إمكان اختباء كل من زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار وزعيم تنظيم القاعدة في ولاية كونار، نظراً الى وعورة أراضيها. بيان لحكمتيار في غضون ذلك، حذر زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني الولاياتالمتحدة من مغبة مواصلة انتشارها في أفغانستان أو إرسال مزيد من القوات والتعزيزات الى هناك، لأن من شأن ذلك "ارسال مزيد من النعوش إلى واشنطن". ونفى حكمتيار في بيان تلقته "الحياة" في باكستان إجراءه أي محادثات مع الحكومة الأفغانية التي رأى أنها "لا تملك قرارها في ظل تحكم السفير الأميركي في كابول بمقاليد السلطة على غرار بول بريمر" في العراق. وكان حكمتيار يرد بذلك على تقارير تحدثت عن قيام شخصيات من حزبه بالتفاوض مع الحكومة الأفغانية. وحذر زعيم الحزب الإسلامي الدول المجاورة من مغبة مواصلة دعمها للقوات الأميركية في أفغانستان. وقال ان على باكستان أن تدرك أن أميركا سترحل يوماً ما من أفغانستان وحينها ستبقى الشعوب والدول المجاورة. على صعيد آخر، تحدث نائب حاكم ولاية زابل المضطربة محمد عمر عن سيطرة "طالبان" على أربع مديريات في الولاية، وصعوبة دخول القوات الحكومية لثلاث مديريات أخرى، فيما كشف عن استعدادات للحركة لشن هجوم كبير على قلات عاصمة الولاية. واطلق صاروخان امس، على قاعدة أميركية في منطقة غرمز في ولاية خوست القريبة من الحدود مع باكستان، إلاّ أنه لم يعرف حجم الخسائر الذي ألحقها الصاروخان.