خاضت القوات الاميركية معارك طاحنة استمرت 12 ساعة شرق افغانستان امس، مع مقاتلين ينتمون الى الحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار وآخرين من "طالبان". وانتهت المعارك الاعنف في المنطقة منذ تسعة اشهر، بتدخل الطيران الاميركي والنروجي، مما اسفر عن سقوط 18 قتيلاً في صفوف انصار حكمتيار. وكانت تلك العملية الاولى لسلاح الجو النروجي منذ الحرب العالمية الثانية. واعلن الناطق باسم الجيش الاميركي روجر كينغ في قاعدة بغرام شمال كابول، ان "اي ضحية لم تسقط في صفوف القوات الاميركية" التي استقدمت 350 عنصراً، للتصدي للمقاتلين الذين لا يتجاوز عددهم الثمانين. وأفادت القيادة الاميركية ان الشرارة الاولى للمعارك اندلعت اول من امس، عندما "تعرضت مجموعة صغيرة من القوات الاميركية كانت تتفقد مباني، لاطلاق نار من اسلحة خفيفة على بعد 13 كلم شمال سبين بولداك". وقتلت القوات الاميركية احد المهاجمين وجرحت ثانياً وتمكنت من أسر ثالث "دلها على نحو ثمانين مسلحاً موجودين في منطقة ادا غار الجبلية، على بعد بضعة كيلومترات الى الشمال". وأضافت القيادة الاميركية ان "مروحيات اباتشي ايه اتش-64، استدعيت لدعم القوات الاميركية، فتعرضت لاطلاق نار من اسلحة رشاشة من جانب المقاتلين الذين تحصنوا في شبكة كهوف، ما ادى الى استدعاء الفرقة ال82 للمظليين الاميركيين". وتدخلت في النهاية طائرات من طراز "بي 1 بي" و"أف -16" و"ايه سي-130"، ألقت ما مجموعه 19 قنبلة تزن كل منها طناً، فيما ألقت طائرات "اف-16" نروجية قنبلتين تزنان 250 كيلوغراماً، بحسب ما افادت البيانات الاميركية. وقال ناطق عسكري اميركي، ان فرقة المظليين "باشرت تمشيط شبكة الكهوف في المنطقة، بعد توقف النيران المعادية". ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن عبيدالله المسؤول السابق في استخبارات "طالبان" ان قائدين سابقين في الحركة هما حفيظ عبدالرحيم وسراج الدين، قادا المجموعة التي اشتبكت مع الاميركيين، فيما افادت مصادر أفغانية أن تنسيقاً رفيع المستوى يجرى حالياً بين انصار حكمتيار و"طالبان" و"القاعدة"، على رغم حرص زعيم الحزب الاسلامي على نفي ذلك. وتردد ان المعارك في سبين بولداك، وهي الاعنف منذ عملية "اناكوندا" في جبال بكتيا في آذار مارس الماضي، تزامنت مع مناوشات بين الاميركيين وقوات حكمتيار في جبال أسمار ولاية كونار المحاذية للحدود مع باكستان. كما جاءت المعارك بعد تعرض دورية اميركية لهجوم في منطقة أورغون ولاية بكتيكا، بحسب مصادر قبلية باكستانية تحدثت عن إخلاء القوات الأميركية على الاثر، قاعدة عسكرية في المنطقة نفسها بعدما تعرضت لهجمات متكررة