تشن القوات الاميركية المتمركزة في اسد اباد في ولاية كونار عمليات من بينها حملات اعتقال وتفتيش على حواجز الطرق في اطار حربها ضد حركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة، مما يزيد من استياء السكان. وروى احمد، الراعي في قرية صغيرة بمنطقة مالاوال في ولاية كونار (شمال شرق افغانستان) انه سمع طرقا على بابه. وقال: حين فتح الباب دخل جنود اميركيون بقوة الى المنزل وقاموا بتفتيش كل شيء وأسروا شقيقي، حتى انهم دخلوا الى الغرف المخصصة للنساء، انه عار كبير بالنسبة لنا. وهذا الباشتوني الذي ينتظر منذ اربعة اشهر الافراج عن شقيقه لم يتمكن حتى الان من نسيان الاذلال ازاء رؤية رجال اجانب يقتحمون حرمة منزله وانتهاك خصوصية عائلته. وكونار، المنطقة التي تسكنها عرقية الباشتون وحيث للدين مكانة كبيرة في حياة الناس، تعد معقلا لزعيم الحرب المطارد قلب الدين حكمتيار والحزب الاسلامي الذي يترأسه. ويواجه الجيش الاميركي في هذه المنطقة واكثر من اي مكان آخر في افغانستان العديد من الحوادث مثل اطلاق صواريخ وألغام مضادة للدبابات وكمائن لا يمكن التأكد من حصيلتها من مصدر مستقل، كما انه يواجه فيها تصاعد الشعور المناهض للغرب. وفتح مجهولون النار ايضا في 17 فبراير الماضي في اسمار (10 كلم شمال اسد اباد) على دورية بدون ان يوقع ذلك ضحايا كما اعلنت القيادة الاميركية. وتمركز جنود الكتيبة المجوقلة 82 على مدخل اسد اباد في مصنع سابق للاسلحة بعدما تولوا القيادة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) رغم استمرار تواجد بعضهم في هذه المنطقة. ويقوم الجنود الاميركيون بدوريات في هذه الولاية، وهي واد شاسع يمتد على الحدود الباكستانية في قوافل تضم ثلاث او اربع آليات مجهزة باسلحة ثقيلة وفي بعض الاحيان برفقة جنود افغان. وينصب الاميركيون مراكز مراقبة على الطرقات ويفتشون السيارات بهدف منع التسلل من المنطقة القبلية الباكستانية. كما ان مروحيات الاباتشي تحلق فوق المنطقة باستمرار. ويتم تفتيش منازل وتوقيف مشتبه بهم لبضعة ايام قبل ان يتم الافراج عنهم عموما. وقد اوقفت القوات الخاصة الاميركية زعيمين محليين خلال الاشهر الستة الماضية. وفي المقابل افلت العديد من مسؤولي الحزب الاسلامي من هذه العمليات وبينهم كشمير خان، احد اشهر القادة لدى حكمتيار. وقال مسؤول محلي ان الاميركيين يتحركون على اساس وشايات وغالبا ما يقعون في شرك التنافس بين القبائل والزعماء المحليين. واضاف المصدر نفسه ان الناس هنا كانوا مرتاحين لوصول الاميركيين على امل التمكن من ايجاد عمل ورؤية دولتهم تفرض هيبتها مجددا وتحسين حياتهم اليومية. وتابع: لكن على مر الاشهر ومع وقوع الحوادث (مقتل اربعة شبان قبل اشهر لدى محاولتهم اقتحام حاجز اميركي) لم يتغير شيء. نلاحظ استياء متزايدا، وعامل الزمن ليس في مصلحة الاميركيين الذين قد يقعون في نفس الفخ الذي سقط فيه السوفيات. وتزيد الدعاية المكثفة التي يقوم بها الحزب الاسلامي ضد الأميركيين من حدة استياء الشعب بتركيزها على التحركات الاميركية وفي بعض الاحيان هفوات الجنود الاميركيين. وفي هذا الاطار، حذر احد الزعماء المحليين في المدينة من ان تفتيش النساء على الحواجز الذي يشجبه كل الشعب ويعتبره الكثيرون اهانة واستفزازا فعليا يمكن ان يسبب في احد الايام حادثا خطيرا.