أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد حيال تدهور الوضع في الشرق الأوسط، وطالب إسرائيل بمواصلة سحب قواتها وفق مقتضيات قرار مجلس الأمن 1435 بما قد يساعد على تخفيف التوتر، ودعا الفلسطينيين إلى تحمل مسؤولياتهم الأمنية. وتحدث وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان عن تمسك البلدان الأوروبية بضرورة تنفيذ "الخطة المرحلية التي كانت حظيت بمصادقة اللجنة الرباعية". ورحب مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا بمبادرة إسرائيل بدء تخفيف الحصار الذي فرضته حول مقر الرئيس الفلسطيني، وأكد "وجوب أن تواصل الدولة العبرية تنفيذ مقتضيات قرار مجلس الأمن واستكمال الانسحاب من المناطق المحيطة بالمقاطعة". وذكر سولانا أن المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل موراتينوس عقد اجتماعاً مع الرئيس ياسر عرفات ليل الأحد - الاثنين، وما زال يبذل جهوده للمساهمة في محاولات تخفيف التوتر. وأجمع مراقبون على أن عملية اقتحام إسرائيل مجمع "المقاطعة" وتدمير مبانيه تحولت إلى خيبة سياسية بالنسبة إلى حكومة ارييل شارون. وطالب المجلس الوزراري الأوروبي في بيان أصدره أمس في بروكسيل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ب"التزام التحفظ وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1435". وأكد البيان في اتجاه إسرائيل القناعة بأن "تقييد حرية تنقل الفلسطينيين وقيادتهم وتدمير مؤسساتهم لا يساهمان في مكافحة الإرهاب ولا يستجيبان للحاجات الأمنية المشروعة للإسرائيليين". كما طالب المجلس الوزاري الأوروبي إسرائيل بسحب قواتها من مناطق الحكم الذاتي بما يساعد على تقديم إصلاح المؤسسات الفلسطينية وتنظيم الانتخابات في مطلع عام 2003. وشدد الوزراء في بيانهم على شرط "الغاء اجراءات حظر التجول ورفع الحصار عن الفلسطينيين وسحب القوات الإسرائيلية إلى نقاط تمركزها قبل تفجر الانتفاضة في 28 أيلول سبتمبر 2000". وألح البيان الأوروبي على الفلسطينيين أن "يواصلوا جهود الاصلاح وبشكل خاص التعاون مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأطراف الاقليمية في شأن اصلاح الأجهزة الأمنية من أجل وضع حد لكافة أشكال الإرهاب". وجدد الاتحاد معارضته حركة الاستيطان اليهودي في الأراضي العربية المحتلة وعدم اعترافه بالسيادة الإسرائيلية عليها. وطالب البيان الأوروبي بضرورة أن تستأنف إسرائيل تحويل الموارد المالية الفلسطينية المؤلفة من عوائد الضريبة على القيمة المضافة وعوائد الرسوم الجمركية التي تجمعها الإدارة الإسرائيلية. ولاحظ مصدر ديبلوماسي عربي بعض عناصر القوة في الببيان الأوروبي، إذ أن المجلس الوزاري يدين من دون تحفظ "أعمال العنف والإرهاب والمسؤولين عنها". وتعني العبارة شجب العمليات الاستشهادية كذلك أعمال الجيش الإسرائيلي واقتحامه المدن الفلسطينية وعمليات الاغتيال التي تستهدف النشطاء الفلسطينيين.