سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موراتينوس ل"الحياة": طالبنا اسرائيل وأميركا بدعم السلطة الفلسطينية لتواجه التحديات الأمنية والسياسية الاتحاد الأوروبي يجدد تأييده شرعية عرفات ويدرس عقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الأوسط
أعلن الاتحاد الأوروبي تأييده السلطة الفلسطينية، شريكاً كاملاً في عملية السلام، ويدرس الآن اقتراحاً قدمه لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني يقضي بعقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الأوسط. وكان متوقعاً أن يعقد أمس لقاء في واشنطن يشارك فيه المبعوث الأوروبي ميخيل أنخيل موراتينوس ونظيره الروسي أندريه فدوفين ومبعوث الأممالمتحدة تيري رود لارسن والموفد الأميركي وليام بيرنز. وسيحاول الأوروبيون في واشنطن احتواء حملة الانتقادات الأميركية المهينة ضد السلطة الفلسطينية. وقال المبعوث الأوروبي في تصريح الى "الحياة" ان الاتحاد "ملتزم احترام الشرعية الفلسطينية والتعاون مع مؤسسات الحكم الذاتي لأنها تقود الى قيام مؤسسات الدولة". وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي طالبوا الدولة العبرية، خلال اجتماعهم الاثنين الماضي في بروكسيل بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وقيادته المنتخبة، وسحب قواتها ووقف نشاط الاستيطان. ويناقض تجديد أوروبا اعترافها بالشرعية الفلسطينية موقف كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الذين شنوا حملة منظمة على الرئيس الفلسطيني ونسبوا إليه اتهامات التقاعس عن تنفيذ اجراءات وقف العمليات الاستشهادية. وأكد موراتينوس ل"الحياة" في بروكسيل ان الاتحاد "يطلب في الاجتماعات مع أصدقائه الأميركيين وكذلك مع الاسرائيليين عدم إضعاف الرئيس الفلسطيني، بل يطالب بتقويته لكي يواجه التحديات السياسية والأمنية". ويعقد موراتينوس محادثات منظمة مع عرفات المحاصر في رام الله. ويبدو الموقف الأوروبي بناء في ظل انحياز الادارة الأميركية بشكل مطلق الى جانب الدولة العبرية. وتعمل الديبلوماسية الأوروبية لصوغ أفكار يجري التشاور حولها مع الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة وبعض البلدان العربية. وقال موراتينوس ان الفلسطينيين "يحتاجون الى مبادرة سياسية مثيرة على الصعيد النفسي، الى جانب تهدئة الوضع ميدانياً اي ان تكون المبادرة ذات وقع كبير في نفوس الفلسطينيين وتستجيب لتطلعاتهم المشروعة في بناء دولتهم المستقلة. وكشفت مصادر ديبلوماسية ان فرنسا عرضت على شركائها الأوروبيين الاثنين الماضي في بروكسيل مجموعة أفكار تقترح في بعضها "تنظيم انتخابات عامة تجدد الاعتراف بالشرعية الفلسطينية وتدعو اسرائيل الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية فور اعلانها" اضافة الى ضرورة سحب جيشها من مساحات اضافية من الأراضي التي يحتلها تمهيداً لاطلاق مفاوضات الوضع النهائي بين دولة فلسطين واسرائيل. وتجري اسبانيا بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي مشاورات مع الأطراف الدولية والعربية لعقد مؤتمر دولي "مدريد 2" في غضون الأشهر المقبلة. ويدعو الاتحاد الأوروبي الدولة العبرية الى وقف قصف مؤسسات الحكم الذاتي، خصوصاً المشاريع التي مولها الاتحاد الأوروبي. وكانت البلدان الأعضاء الخمسة لوحت بأنها قد تطالب اسرائيل بدفع تعويضات مالية عن المشاريع التي قصفتها. ورأى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان الاحتجاج "ذو طابع سياسي وليس خطوة قانونية لأن ملكية المشاريع تعود الى السلطة الفلسطينية". ويشير بيان الاتحاد الأوروبي الى "حق البلدان الأعضاء المطالبة بالتعويضات". وقدرت المفوضية الأوروبية قيمة المشاريع التي مولها الاتحاد ودمرتها اسرائيل ب17.292 مليون يورو، منها مطار غزة ومقر الاذاعة والتلفزيون ومجمع الحماية المدنية وفندق الجسر ومختبر مكافحة الارهاب، وميناء غزة ومركز الاحصاء الفلسطيني ومقر قوات مكافحة الشغب ومشاريع إعادة التشجير ومحطة صرف المياه في البيرة وتجهيزات مدرسية ومشاريع زراعية سقوية. وبعثت الرئاسة الاسبانية مذكرة احتجاج الى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز الذي وعد بوقف استهداف المشاريع الفلسطينية التي تمولها الخزانة الأوروبية. في روما أعلن لوسكوني أن الاتحاد الأوروبي يدرس فكرة "عقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الأوسط تشارك فيه السلطة الفلسطينية وإسرائيل وروسيا والولاياتالمتحدة إضافة الاتحاد الأوروبي والدول العربية". مؤكدا أن "إيطاليا هي صاحبة المبادرة". وعما إذا كانت بروكسيل مرشحة لفتح مرحلة جديدة في ملف محاولات فض الصراع العربي الإسرائيلي قال رئيس الحكومة الإيطالية "سنرى ما يمكن عمله" إلاّ أنه أضاف "ما هو مؤكد اننا معنيون بما يجري في المنطقة وملتزمون في البحث عن السبل الكفيلة لتخفيف حدة التدهور المقلق للغاية". وتأتي هذه الخطوة في قمة تحرك ديبلوماسي إيطالي قاده بيرلوسكوني بنفسه باعتباره وزيراً للخارجية بالوكالة ابتداءً من نهاية الأسبوع الماضي بعد مكالمتين هاتفيتين طويلتين مع عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون أعقبهما بسعيه الشخصي الى جعل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يخرج بموقف داعم لعرفات، ويؤكد إدراج خطة مارشال لإعمار أراضي السلطة الفلسطينية ضمن جدول أعمال القمة الأوروبية المقبلة في مدينة كاسيريس إسبانيا في الثامن والتاسع من الشهر الجاري.