غيّب الموت امس احد آباء الثورة الجزائرية أمحمد يزيد قبل ساعات من احتفال البلاد بالذكرى ال49 لاندلاع ثورة نوفمبر 1954. ويعد يزيد 80 عاماً احد ابرز منظري الثورة الجزائرية، وشارك في مفاوضات ايفيان وتولى منصب اول وزير للاعلام في الحكومة الموقتة. ولد الراحل العام 1923 في ولاية البليدة 50 كلم جنوب العاصمة وانخرط في صفوف الحركة الوطنية يافعاً، اذ التحق وله 14 عاماً من العمر بحزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديموقراطية وترأس العام 1946 جمعية الطلبة المسلمين لشمال افريقيا في فرنسا، قبل ان تلقي عليه سلطات الاستعمار الفرنسي القبض العام 1948 بتهمة "القيام بأعمال التحريض وممارسة نشاط معادي". وانتقل بعد الافراج عنه العام 1950 الى القاهرة بعد أزمة حزب الشعب حيث التقى الرئيس السابق أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد ومحمد خضير لينضم الى صفوف جبهة التحرير الوطني مباشرة بعد اندلاع الثورة. وشارك بعدها كممثل لها في مؤتمرات دولية عدة أبرزها مؤتمر باندونغ العام 1955. وأصبح منذ مؤتمر الصومام 1956 عضواً في مجلس الثورة وتولى بعدها حقيبة وزارة الاعلام في أول حكومة موقتة برئاسة فرحات عباس العام 1958 حتى التعديل الثاني في آب اغسطس 1966 وساهم في انهاء الصراع بين الحكومة الموقتة وقيادة أركان الجيش. وشغل الراحل منصب سفير لدى لبنان ثم مدير المكتب الاعلامي لجامعة الدول العربية في باريس. وعين العام 1990 على رأس معهد الدراسات الاستراتيجية. وبعد احالته على التقاعد العام 1993 تفرغ يزيد للنشاط التاريخي، لكنه عاد مجدداً الى العمل السياسي كمرجعية تاريخية ليؤسس سنة 2000 "دار الحريات" ثم يعلن بعدها الانخراط في جبهة لحماية الديموقراطية تعارض تولي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ولاية رئاسية ثانية.