توفي حسين آيت أحمد، أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية والمعارضة في لوزان السويسرية أمس عن 89 عاماً، وفق حزب «جبهة القوى الاشتراكية» الذي كان أسسه بعد انشقاقه عن «جبهة التحرير الوطني» التي كان أحد مؤسسيها. وكان آيت أحمد آخر من بقي على قيد الحياة من بين القادة التسعة الذين أطلقوا الثورة الجزائرية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1954. وقاد وفد الثورة إلى مؤتمر باندونغ التأسيسي لحركة عدم الانحياز في العام 1955، ثم حمل القضية الجزائرية إلى الأممالمتحدة في نيويورك، حتى اختطفته فرنسا في العام 1956، مع قياديين آخرين لدى توجههم من المغرب إلى تونس. وبقي آيت أحمد معتقلاً لدى سلطات الاحتلال الفرنسي حتى العام 1962. وبعد سنة من إعلان استقلال الجزائر، انشق الراحل عن رفاقه في «جبهة التحرير الوطني» في العام 1963، اعتراضاً على «تسلط» الرئيس الأول للجزائر أحمد بن بلة. وأسس الراحل وقتها «جبهة القوى الاشتراكية» التي مثلت المعارضة الرئيسة ضد الحكم انطلاقاً من منطقة القبائل، فصدر عليه حكم بالإعدام وأوقف في العام 1964، قبل أن يصدر بن بلة عفواً عنه ويكتفي بسجنه. وفر آيت أحمد من السجن في العام 1966، لينتقل إلى سويسرا التي بقي فيها حتى عودته إلى الجزائر في العام 1989، في أعقاب الانفتاح الموقت الذي انتهى بإلغاء نتائج الانتخابات التي حل فيها حزبه في المرتبة الثانية بعد «جبهة الإنقاذ» الإسلامية في العام 1991. وعاد آيت أحمد بعدها بعام إلى سويسرا، حيث استأنف نشاطه السياسي الذي أعلن وقفه في العام 2012. وهو كان خاض الانتخابات الرئاسية في مواجهة عبدالعزيز بوتفليقة في العام 1999، لكنه انسحب احتجاجاً على «التزوير».