حذر المسؤولون عن صناعة النقل الجوي في العالم من أن صناعة الطيران التجاري تواجه أخطر أزماتها منذ بدء الطيران قبل مئة عام، في وقت تواجه صناعة الطيران العربية تحديات عدة سببها أوضاع السوق العربية واعادة الهيكلة التي تشهدها في ظل الاتجاه الى تغير شروط الملكية الوطنية. وحض رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا"، على إعادة فتح الاجواء العراقية امام حركة الطيران ما سيسمح بتسيير خطوط أكثر من الخليج الى الشمال ومن لبنان وسورية والأردن الى الشرق، ما سيؤدي الى خفض وقت 150 رحلة يومياً بمتوسط قدره 20 دقيقة ستوفر سنوياً 110 ملايين دولار من الوقود. قال جيوفاني بيسينياني، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا"، ان الخسائر التي تكبدتها صناعة الطيران التجاري في العالم منذ 11 أيلول سبتمبر 2001 سترتفع الى 40 بليون دولار نهاية السنة الجارية. وحض على تشكيل "سوق عربية موحدة للنقل الجوي". وفي أحدث تقويم لحجم التأثيرات السالبة التي لحقت بحركة النقل الجوي في العالم خلال ال25 شهراً الماضية قال بيسينياني ان صناعة الطيران "بدأت تخرج من أسوأ أزمة عرفتها على امتداد 100 عام... وان الارهاب والتباطؤ الاقتصادي والنزاع العسكري في العراق وفيروس السارز أضرت صناعتنا بشكل مباشر". وأشار الى أن اجمالي خسائر شركات الطيران منذ 11 أيلول 2001 الى نهاية 2002 تجاوز 25 بليون دولار. وتوقع خسارة خمسة بلايين دولار أخرى في مجال الرحلات الدولية، وقال: "إذا شملنا النقل الجوي الداخلي، فإن الخسائر يمكنها أن تقارب عشرة بلايين دولار". وأكد ان صناعة الطيران الدولية "خسرت على الأقل ثلاثة أعوام من النمو والتوسع"، مشيراً الى ان "كل رحلة ذهاب واياب دولية تكلف شركات الطيران السنة الجارية 25 دولاراً لكل مسافر". ونوه الى التطورات المشجعة التي قال انها تحدث ومنها تعاف تدرجي لحركة النقل الدولي بدليل ان احصاءات آب اغسطس الأخيرة تشير الى انخفاض بنسبة 5.0 في المئة مقارنة بآب 2002 "الا انها لا تزال أدنى من مستويات آب 2000". ولاحظ ان "الشرق الأوسط الذي سجل أعلى معدلات نمو اقليمية في العالم عام 2002 تعافى الآن تماماً من الحرب". وأشار الى أن معدلات النمو في الشرق الأوسط بلغت السنة الجارية قرابة تسعة في المئة "وهي ثاني أعلى المعدلات في العالم". ونبه الى أن التعافي في صناعة الطيران الدولية ليست "متساوية" وان اوروبا عادت الى النمو بينما منطقة آسيا/ المحيط الهادي تتعافى بسرعة لا تصدق، في حين أن حركة النقل الدولي لشركات الطيران في اميركا الشمالية لا تزال متراجعة بنسبة 5.7 في المئة مقارنة بمستويات آب 2002. وقال ان خفض الكلفة بات هاجساً يلح على كل الناقلات الجوية حول العالم من أميركا الشمالية الى أوروبا الى آسيا بسبب الضغط الذي تمثله شركات الطيران ذات الأسعار المتهاودة التي باتت تؤثر على طبيعة السوق. وأشار الى ان التحالفات الجوية باتت مؤثرة بشكل كبير على صناعة الطيران الدولية ما عدا في الشرق الأوسط حيث عبر عن دهشته لعدم مبادرة أي شركة عربية للدخول في أي تحالفات عريضة. وحض على خفض نفقات المطار وموردي خدمات الملاحة البالغة سنوياً نحو 40 بليون دولار، مشيداً بخفض الأردنولبنان والامارات ومطار الدمام رسوم استخدام مرافقها. وطالب بأن تنتهج المطارات سياسات مختلفة تجاه شركات الطيران إذ ان متوسط ربح معظمها يدور في حدود 20 في المئة في حين ان غالبية شركات الطيران دون العشرة في المئة وكثير منها يعاني من الخسارة. وتحدث عن العراق فقال انه "آن الأوان ليعود العراق الى مجتمع الطيران المدني" مشيراً الى "دور تقني مهم" يلعبه "اياتا" في هذا المجال، وان هناك ثمانية اجهزة مراقبة بالقمر الاصطناعي نصبته "اياتا" لتغطية المجال الجوي العراقي الذي أكد ان "اعادة فتحه ستسمح بتسيير خطوط أكثر من الخليج الى الشمال ومن لبنان وسورية والأردن الى الشرق". واعتبر ان اعادة فتح اجواء العراق ستؤدي الى خفض وقت 150 رحلة يومياً بمتوسط قدره 20 دقيقة ستوفر سنوياً 110 ملايين دولار من الوقود. وأكد استعداد "اياتا" لمد نطاق التعاون مع السلطات العراقية لضمان أمن سلامة خطوط الملاحة وجمع المعلومات الخاصة بالمستخدمين لجباية رسوم العبور "التي ستستخدم في تمويل اعادة تأهيل المرافق الأساسية". ودعا السلطات في العالم العربي الى دراسة تحرير الأجواء في المنطقة وعدم الاكتفاء بتحرير الأجواء ضمن اتفاقات ثنائية. وقال الدكتور عبدالوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، "ان قطاع النقل الجوي العربي برهن عن قدرته على التعامل بفاعلية واحتراف مع المتغيرات… وان شركات الطيران العربية استطاعت ادارة السعة بشكل أصبحت فيه نسب الامتلاء والاشغال لديها توازي النسبة الدولية بعدما كانت منذ سنوات أقل بخمس نقاط مئوية". وأشار الى ان هذه الشركات "استطاعت ايضاً في الوقت الذي شهدت فيه صناعة النقل الجوي في العالم تراجعاً مهماً عامي 2002/ 2003 ان تبقي على نسب مرتفعة من النمو". وأكد ان "هناك تغيرات هيكلية مهمة سنضطر للتعامل معها في المستقبل المباشر والقريب، أهمها اختلاف النظرة حول شروط الملكية الوطنية وفتح أسواق الاستثمار امام قطاع النقل الجوي ما سينعكس على اعادة هيكلة شركات الطيران نفسها في اطر اقتصادية أكبر وأشمل".