لندن - "الحياة" حذرت شركات الطيران الدولية حكومات غربية من كارثة مالية، قد تتعرض لها الناقلات الجوية في ظل الحرب المتوقعة على العراق، قد تؤدي الى "افلاس" عدد من الشركات والى تسريح عشرات الآلاف من العاملين فيها اضافة الى اصابة قطاع السياحة الدولية باضرار لا تُحصى. كما قد تتعرض قطاعات السياحة في اربع دول عربية على الاقل لخسائر فادحة في ظل العمليات الحربية. وتعاني شركات الطيران من خسائر تحملتها بعد 11 ايلول سبتمبر وتجاوزت حسب احصاءات رسمية حدود 20 بليون دولار وخسارة اكثر من 200 الف وظيفة في شركات الطيران والشركات المصنعة للطائرات. يعتقد القائمون على شركات الطيران ان حرباً في الشرق الاوسط "ستصيب بالصميم" ما يُمكن اعتباره بداية التعافي في سوق الطيران والسياحة. وكانت شركات الطيران الدولية قدرت ان حرب الخليج الثانية احتلال العراق للكويت ثم حرب تحريرها كلفت الصناعة الجوية وحركة السياحة الدولية ما يصل الى 14 بليون دولار على مدى السنوات بين 1990 و1994. وتبدو الشركات حالياً ضعيفة واكثر تعرضاً للخسائر بعد احداث 11 ايلول. وتعتقد "اياتا"، التي تمثل مصالح الناقلات، ان الشركات خططت للتعافي والخروج من الخسائر الناتجة عن احداث ايلول في موعد لا يمكن ان يتحقق قبل سنة 2004. وكانت "اياتا" قدرت ان خسائر الشركات في الخطوط الدولية البعيدة من احداث ايلول بلغت حدود 12 بليون دولار. كما توقعت ان يصل حجم خسائر الناقلات السنة الجارية الى نحو 6 بلايين دولار. وقال ناطق باسم "اياتا" ان حركة الطيران لم تتعاف من حرب الخليج الا بعد سنة تقريباً "لكنها الآن تنطلق من موقع ضعيف بعد احداث ايلول". وعادة ما تتأثر الشركات سلباً بسبب الارتفاع الكبير في اسعار النفط وارتفاع اسعار التأمين وإحجام السياح عن السفر جواً خصوصاً الاميركيين الذين عادة ما يلغون حجوزاتهم فور بدء اي عمليات حربية تشارك فيها قواتهم. وعلى سبيل المثال تخسر شركة "الخطوط الجوية البريطانية" بي. اي. ما يصل الى مليوني استرليني يومياً منذ احداث ايلول على رغم تسريح اكثر من 14 الفاً من موظفيها واعادة جدولة خطوطها والغاء محطات عدة داخل بريطانيا وخارجها. وكان الرئيس التنفيذي ل"بي. اي." رود ادينغتون حذر من ان الحرب على العراق قد تؤدي الى مزيد من الاضرار للشركة ولحركة النقل الجوي والسياحة. وستُضاف هذه الخسائر الى التراجع في العمليات الذي اصاب الحركة وقُدر بنحو 25 في المئة من العمليات السابقة. العالم العربي وستتعرض شركات الطيران العربية، المملوكة في غالبيتها للحكومات، الى خسائر كبيرة ستُضاف الى خسائرها المحققة بعد 11 ايلول، ما يعني ان الحكومات العربية ستتعرض لدفع مبالغ اضافية لدعم عمليات شركات الطيران خصوصاً في مجال التأمين، اضافة الى تحمل كلفة موظفين لا يعملون في اثناء الازمات او حتى عند تحويل المسارات الجوية بسبب الاعمال الحربية. وحتى الآن لم يتحدث اي مسؤول في شركة طيران عربية عن توقعاته المالية في ظل اي حرب على العراق. يُشار الى ان شركة "هيلتون انترناشيونال"، التي لها مصالح كبرى في العالم العربي ومختلف انحاء المتوسط والخليج، اعربت عن خشيتها من الذيول المالية على موازنتها بعد الحرب على العراق. ويُعتقد ان القطاعات السياحية في كل من الاردن ومصر وتونس والمغرب ستُصاب بأضرار لا تحصى من جراء الحرب. كما قد يصاب قطاع الخدمات في دبي باضرار قد تُعوضها حركة التجارة مع العراق بعد انتهاء العمليات العسكرية. في فرانكفورت رويترز قال شتيفان بيشلر المدير التنفيذي لشركة "توماس كوك"، ثالث أكبر شركات السياحة في أوروبا، ان الشركة تتوقع استمرار الهدوء الحالي في صناعة السياحة الاوروبية سنتين اضافيتين. واضاف "ان صناعة السياحة ستعود الى مستويات عام 2001 بدءاً من سنة 2004" ولم يُشر الى موضوع الحرب على العراق. وتوقع ان تنمو السوق الاوروبية بما بين ثلاثة واربعة في المئة السنة المقبلة "اذا لم يحدث ما ليس في الحسبان". وتابع "ان اجراءات خفض التكاليف تسير بمعدلات افضل من الخطة الموضوعة". في زوريخ أعلنت شركة "سويس" للطيران، التي تأسست عقب انهيار شركة "الخطوط الجوية السويسرية" سويس اير العام الماضي، انها مُنيت بخسارة 447 مليون فرنك سويسري 299.4 مليون دولار في النصف الاول من السنة الجارية من مبيعات 1.754 بليون فرنك.