طغت الازمات المتلاحقة التي عصفت بقطاع الطيران العالمي منذ مطلع العام الجاري، على اجتماعات «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (اياتا) التي بدأت في سنغافورة امس، في ظل اضطرابات سياسية تجتاح بعض الدول العربية، وتداعيات زلزال اليابان، وارتفاع قياسي لسعر النفط العالمي، تضاف اليها عودة ثوران براكين إيسلندا وانتشار بكتيريا «اي كولاي» في اوروبا. وتوقع الاتحاد تراجع ارباح القطاع اكثر من 77 في المئة خلال العام الجاري لتبلغ 4 بلايين دولار، مقارنة ب18 بليوناً في العام الماضي الذي وصفه رئيس الاتحاد جيوفاني بيسينياني ب «افضل سنوات قطاع الطيران العالمي على الاطلاق»، لا سيما انه جاء بعد خسائر تجاوزت 50 بليون دولار تكبدها عام 2009، نتيجة تداعيات الازمة المالية العالمية. وكان توقع في آذار (مارس) الماضي ان يحصد القطاع في نهاية السنة ارباحاً تصل الى 8.6 بليون دولار. وعزا بيسينياني الذي تنتهي ولايته مع نهاية اجتماعات الاتحاد في سنغافورة، خلال المؤتمر الذي حضره 700 مسؤول ومتخصص من كل انحاء العالم، التراجع الكبير في ارباح القطاع، الى استمرار الثورات في منطقة الشرق الاوسط والارتفاع المتواصل في سعر النفط الذي فاق الشهر الماضي 120 دولاراً للبرميل، لتُكبد القطاع خسائر بقيمة 176 بليون دولار، اذ تشكل 30 في المئة من نفقاته. وأشار الى ان قطاع الطيران احتاج الى عقد كامل للعودة الى الانتعاش بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001، واستطاع خلال هذه الفترة خفض نفقاته بنسبة 9 في المئة وزيادة فاعلية الوقود بنحو 24 في المئة وتحسين انتاجية العمل بنحو 67 في المئة، والى ان قطاع الطيران المدني يوفر حالياً 32 مليون فرصة عمل، ترفد الاقتصاد ب 3.5 تريليون دولار. وتوقع الاتحاد ان تتراجع ارباح الناقلات في منطقة الشرق الاوسط خلال العام الجاري، الى 100 بليون دولار من 700 مليون خلال العام الماضي، بفعل الاضطرابات السياسية التي عمّت عدداً من دول المنطقة. ولم يغفل بيسينياني في خطاب تسليم مهام الاتحاد لخليفته البريطاني، توني تيلير، ان ينتقد بشدّة سياسة الضرائب على شركات الطيران التي تتبعها دول الاتحاد الاوروبي، بخاصة مشروع تجارة الانبعاثات الكربونية ورفع الضرائب، التي تؤثر في القطاع الذي يتمتع بدور فاعل في اقتصادات العالم. ودعا الى تعاون اكبر بين الحكومات وهذه الصناعة وبين شركات الطيران، وإلى وضع حلول للخلافات بين هذه الشركات، بخاصة الخوف من شركات الطيران الخليجية، بعد ان نجحت منطقة الشرق الاوسط في زيادة حصتها من 4 الى 11 في المئة من سوق الطيران العالمية، نتيجة انخفاض رسوم الاقلاع والهبوط وعدم وجود ضرائب على شركات الطيران المدني. ودعا الاتحاد الى تنسيق الجهود للتعامل مع التحديات التي تواجه نمو القطاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأكد ان شركات الطيران تمكنت عالمياً من تحقيق انجازات عبر اطلاق التذاكر الالكترونية، التي وفّرت على القطاع 3 بلايين دولار سنوياً، اضافة الى تبسيط اجراءات السفر التي ساهمت في وفر يبلغ 5.5 بليون دولار سنوياً، في وقت يطمح القطاع الى تحقيق وفر يصل الى 12.6 بليون دولار مستقبلاً، مع استمرار مبادرات مشاريع الخدمات الالكترونية والحقائب والشحن الالكتروني والسفر السريع. وأكد ان النقل الجوي ما زال يملك سجلاً ممتازاً في السلامة والأمن، حيث بلغت نسبة الحوادث واحداً لكل 1.6 مليون رحلة، بنسبة تحسّن بلغت 42 في المئة منذ العام 2000، فيما ترتفع نسبة التحسّن بين اعضاء الاتحاد الى حادث واحد لكل 4 ملايين رحلة.