بدأت الحكومة التركية أمس نقاشاً حول امكان ارسال قوات الى العراق، في اطار قوة لإعادة الاستقرار هناك وتخفيف الضغط عن جنود التحالف الاميركي - البريطاني، فيما ينتظر أن تباشر القوات الأميركية إزالة قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق تمهيدا لدخول القوات التركية. وتوقعت مصادر برلمانية ان يعلن مجلس الوزراء المنعقد برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان موافقته على نشر قوات في العراق وان يدعو البرلمان الى المصادقة على ذلك. وقد يتم التصويت في البرلمان خلال الاسبوع الجاري. وتحدثت الحكومة منذ أسابيع عن إمكان إرسال حوالي عشرة آلاف جندي الى العراق. وستكون هذه القوة التي تديرها قيادة خاصة، الثالثة من حيث الاهمية في العراق بعد القوات الاميركية والبريطانية. وقال اردوغان ان حكومته تنوي ان تطلب من البرلمان تصويتا مبدئيا حول ارسال الجنود على ان تقرر الحكومة بمفردها عديد القوات التي تريد ارسالها وظروف انتشارها. وسيتعين على رئيس الوزراء الذي يتمتع باغلبية واسعة في البرلمان ان يقنع النواب بصوابية هذا القرار حتى يتفادى اي رفض محتمل كما كانت الحال في آذار مارس عندما طلبت الحكومة من النواب السماح للقوات الاميركية بعبور تركيا لاجتياح العراق من شماله. ووفقاً لمسؤولين أميركيين تأتي موافقة الحكومة التركية على إرسال جنود إلى العراق عقب حصولها على تطمينات من رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في الإدارة الأميركية كوفر بلاك، بأن تعمل القوات الأميركية على إزالة القواعد التابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حتى لو أدى ذلك إلى استعمال القوة. وتأمل الحكومة التركية في أن تساعد محاربة القوات الأميركية الإرهابيين الأكراد في تهيئة الرأي العام التركي لتقبل قرار الحكومة بإرسال جنود إلى العراق. ولا تزال المعارضة البرلمانية - ومعها قطاع من الرأي العام - تخشى ان ينظر الى الجنود الاتراك على انهم قوات احتلال في خدمة الاميركيين، وتعارض هذا المشروع. وافاد استطلاع للرأي ان 5.72 بالمئة من الاتراك يعارضون ارسال قوات الى العراق. ووفقاً لمسؤولين أتراك ينتظر أن تقتصر مهمات الجنود الأتراك داخل العراق على المناطق ذات الغالبية السنية. تجدر الإشارة إلى أن فكرة إرسال قوات تركية إلى العراق تواجه معارضة شديدة لدى الأكراد العراقيين في الشمال إلى جانب معارضة عدد من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي. وتمهيداً لإرسالها قواتها بادرت الحكومة التركية إلى إجراء اتصالات مع عدد من القادة العراقيين لضمان استقبال جنودها بشكل غير معاد لدى وصولهم الى الأراضي العراقية. وفي سيول، قال فريق كوري جنوبي لتقصي الحقائق مؤلف من 12 عضواً أرسل الى العراق لدراسة الاوضاع الامنية بعد طلب أميركي بإرسال قوات قتالية ان الاوضاع في بغداد وأجزاء من وسط العراق ما زالت خطيرة الا ان الاستقرار بدأ يعود لشمال العراق وجنوبه. وكانت الولاياتالمتحدة طلبت من كوريا الجنوبية الشهر الماضي ارسال قوات للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق. وتقول وسائل الاعلام الكورية الجنوبية ان واشنطن تريد من سيول ارسال نحو خمسة آلاف جندي وان تتخذ قرارا بنهاية الشهر الحالي.