أعلنت الاممالمتحدة انها باشرت سحب كل موظفيها غير العراقيين من بغداد في إجراء "موقت"، فيما اعلن مسؤول في بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الاردن ان اجتماعاً سيعقد في عمان خلال اليومين المقبلين يضم مسؤولين من اللجنة في العراقوجنيف للبحث في "آلية جديدة للعمل في العراق". في غضون ذلك، اعلنت واشنطن انها توافق على قرار المنظمة الانسانية تقليص طاقمها في العراق. قالت الناطقة باسم الاممالمتحدة ماري اوكبي أمس إن الاممالمتحدة بدأت سحب جميع موظفيها غير العراقيين من بغداد "موقتاً". وأوضحت ان أوامر صدرت الى موظفي الاممالمتحدة بالتوجه إلى عمان لاجراء مشاورات مع رؤسائهم في مستقبل عمل الاممالمتحدة في العراق. وأن الخطوة لا تعني إجلاء، لكنها "إجراء موقت". ولم تذكر المسؤولة الدولية متى سيعود العاملون إلى العراق. لكنها اشارت الى إن الموظفين الاجانب في الاممالمتحدة في شمال العراق سيظلون في البلاد. وذكرت مصادر في المنظمة الدولية أن هناك حوالى 20 عاملاً من غير العراقيين في بغداد و40 في بقية أنحاء البلاد. وجاءت هذه الخطوة عقب ثلاثة أيام من الهجوم بقنبلة على مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي في بغداد الذي قتل 12 شخصاً. وفي 19 من آب اغسطس وقع تفجير بقنبلة على مقر الاممالمتحدة في العاصمة العراقية خلف 22 قتيلاً من العاملين في المقر. واعلن سحب غالبية الموظفين الاجانب في الاممالمتحدة من العراق بعد هذا الهجوم. من جهة اخرى، أعلن الناطق الاعلامي في بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الاردن معين قسيس أمس ان اجتماعاً سيعقد في عمان في اليومين المقبلين يضم مسؤولي البعثة في العراق وفي المقر الرئيسي في جنيف للبحث في "آلية العمل الجديدة" في العراق. واضاف قسيس ان الاجتماع الذي يستمر يومين سيبحث في "آلية العمل الجديدة" للبعثة في العراق بعد تعرض مقرها لانفجار سيارة مفخخة الاثنين الماضي وأودى بحياة 12 شخصاً بينهم اثنان من موظفيها العراقيين. وأوضح ان "الاجتماع داخلي وهدفه متابعة ما اعلن في جنيف والبحث في اساليب استمرار العمل والخدمات الانسانية التي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق". وكانت اللجنة اعلنت الاربعاء من جنيف انها ستخفض عدد موظفيها الدوليين في العراق لكنها لن تتوقف عن تقديم خدماتها على رغم الاعتداء الاخير. وفي الاطار ذاته، ذكرت الناطقة باسم "اللجنة الدولية" في بغداد ندى دوماني الاربعاء ان قرار اللجنة بسحب عدد من موظفيها الاجانب نحو 30 شخصاً مع الحفاظ على انشطتها في العراق هو افضل حل لمعضلة مثيرة للقلق. وقالت دوماني: "شهدنا الكثير من لفتات التضامن منذ الانفجار. اسر المحتجزين والمقاولون والمستشفيات التي نعمل معها توافدوا على مقرنا يناشدوننا البقاء في العراق". مشيرة الى ان اللجنة استأنفت بعض العمليات مثل نقل مياه الشرب النقية الى مدينة الصدر في بغداد. في غضون ذلك، اعلنت واشنطن التي كانت طلبت من اللجنة الدولية للصليب الاحمر البقاء في العراق بعد اعتداءات بغداد، انها توافق على قرار المنظمة الانسانية خفض عدد طاقمها في العراق. وأقر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر انه من واجب "اللجنة الدولية" ان تحمي طاقمها وبالتالي التأقلم مع الاحداث الجديدة بخفض عدد طاقمها وتحسين امن الذين سيبقون في العراق. وأشار خلال لقاء مع الصحافيين الى ان "الخطر في بغداد هو اكبر من اي مكان اخر حيث يعمل الصليب الاحمر ويجب ان يؤخذ هذا الامر في الاعتبار". وبعد الهجوم على مقر "اللجنة الدولية" في بغداد، دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول اللجنة الى عدم مغادرة العراق لتفادي انتصار "الارهابيين". وجدد باول هذا الطلب شخصياً الثلثاء لدى رئيس "اللجنة الدولية" جاكوب كيلنبيرغر. واتصل بالأمين العام للامم المتحدة كوفي انان للبحث في مسألة الامن في العراق. وبحسب باوتشر، فان باول ابلغ كيلنبيرغر وانان ان الولاياتالمتحدة مستعدة لتوفير اكبر قدر ممكن من الامن ل"الصليب الاحمر" ووكالات الاممالمتحدة الناشطة في العراق.