بلغت العلاقة بين رئىسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري حافة الهاوية أمس لكن تدخل المسؤولين السوريين وعدد من الوزراء، كالعادة انقذها من السقوط في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس وخصصت لمتابعة مناقشة مشروع موازنة العام المقبل، والتي سيطرت عليها اجواء التشنج. راجع ص8 وقالت مصادر وزارية ل"الحياة" ان الجدال الساخن حصل على خلفية الموقف من تعيين 6 مديرين للوحدات المتخصصة في مجلس الانماء والاعمار التي اعتبرها لحود لا تفي بالتوازن المتبع ولا تراعي الأصول في تعيينات موظفي الفئة الاولى ويغلب عليها اللون الواحد، مشدداً على انه لا يعترض من موقع طائفي. كما اتهم لحود الحريري بالضغط على أحد اعضاء مجلس ادارة مجلس الانماء للموافقة على هذه التعيينات. لكن الحريري نفى ان يكون تدخل فيها، مشيراً الى ان لحود كان طلب من رئىس مجلس الادارة والاعضاء عدم تسييس التعيينات. وأشار الحريري الى ان المدير العام في الرئاسة العميد سالم ابو ضاهر اتصل برئىس مجلس الانماء مرتين للاعتراض عليها وانه في المرة الثانية تحدث باسم الرئىس لحود. لكن ابو ضاهر تحدث في الجلسة مؤكداً اعتراضه على اللاتوازن فيها نافياً ان يكون تحدث باسم لحود. وشمل السجال بينهما اتهام لحود الحريري بأنه يستخدم الاعلام الذي له نفوذ عليه. وقالت مصادر وزارية عدة ل"الحياة" ان الوزراء فوجئوا بالمواجهة الكلامية التي حصلت بين الرئيسين ما اضطر بعضهم لمغادرة القاعة من اجل اجراء اتصالات شملت المسؤولين السوريين ورئىس المجلس النيابي نبيه بري لتهدئة الاجواء. واستمرت هذه الاتصالات بعد انفضاض مجلس الوزراء. وقال احد الوزراء ل"الحياة" ليلاً، ان الجهود التي قام بها رئىس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العميد رستم غزالة أدت الى توافق على عقد جلسة مساء اليوم بعد الافطار لمواصلة النقاش في الموازنة. وأكد الوزير نفسه "اننا توصلنا الى جوامع مشتركة لطي الخلاف وفي شأن بنود الموازنة أصبح ما حصل وراءنا". وشكلت لجنة وزارية من الوزراء مروان حمادة، اسعد حردان، كريم بقرادوني وعلي حسن خليل لمراجعة التعديلات التي سيدخلها وزير المال فؤاد السنيورة على مقدمة الموازنة، تمهيداً لاقرارها في مجلس الوزراء.