ادى الانفجار الذي استهدف مقر الصليب الاحمر في بغداد أمس بواسطة سيارة اسعاف تحمل شعار الصليب الاحمر الى انهيار اعتقاد اللجنة الدولية لهذه المؤسسة الإنسانية بأن حيادها يكفل لها الحماية. وكان الهجوم الذي أسفر عن سقوط 12 قتيلاً و22 جريحاً، الاول من نوعه الذي يستهدف اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تتولى مهمة مساعدة ضحايا الحرب وعدم الانحياز لأي طرف. وقالت الناطقة باسم الصليب الاحمر ندى دوماني بعد الانفجار: "كنا نعتقد دائماً ان العمل الانساني الذي نقوم به يكفل لنا الحماية". وأضافت "كنا نظن ان الناس يعرفوننا، وان العمل الذي نقوم به يحمينا. كنا نظن اننا مختلفون عن الباقين". وعملت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ومقرها جنيف، في مناطق الحرب في كل قارات العالم منذ تأسيسها عام 1863 خلال الحرب الاهلية الاميركية. وهي تقدم مساعدات الاغاثة وتدير مستشفيات ميدانية وتزور الاسرى. وأصبح الصليب الاحمر في كل انحاء العالم رمزاً للحياد والانسانية. وكثيراً ما سقط ضحايا من الصليب الاحمر نتيجة وجودهم في مرمى النيران او نتيجة أعمال اجرامية، إلا أن الهجمات المتعمدة على عملهم أمر نادر. وقد يكون اكثر الايام دموية له في الشيشان عام 1994 عندما قتل مسحلون ستة اطباء وممرضات أثناء نومهم في مستشفى تابع للجنة الدولية للصليب الاحمر. ووصفت انتونيلا نوتاري، كبيرة الناطقين باسم الصليب الاحمر من جنيف، التفجير الذي وقع أمس بأنه "هجوم متعمد على شعارنا... وعلى عملنا". وكان الصليب الاحمر يزور الاسرى في الحرب الايرانية - العراقية التي دارت بين 1980 و1988، وحرب الخليج عام 1991 والغزو الذي شنته الولاياتالمتحدة هذا العام. كما ساعد في الاشراف على عمليات تبادل الاسرى إضافة الى الحفاظ على خدمات المياه والصحة وغيرها من الخدمات الانسانية في البلد الذي عانى من سنوات من الحرب والعقوبات. وبقي العاملون الدوليون في الصليب الاحمر في بغداد خلال الغزو الاميركي، وحملات القصف الجوي الاميركي - البريطاني في كانون الاول ديسمبر عام 1998 بعد سحب العاملين الاجانب الدوليين. وقالت دوماني: "كنا نعتقد دائما ان وجودنا هنا منذ عام 1980 في ظل الحكومة السابقة اظهر حيادنا المطلق، وكان سيحدث فارقاً". وانهار العاملون في الصليب الاحمر، الذين وصلوا الى أماكن عملهم في وقت متأخر عن المعتاد مع بداية شهر رمضان، عندما شاهدوا الدمار الهائل الذي أحدثته التفجيرات. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خفضت عدد العاملين لديها من اكثر من مئة، الى نحو 30 بعد قتل فني سريلانكي بالرصاص في تموز يوليو وبعد ان دمر منفذ عملية انتحارية مقر الاممالمتحدة في آب اغسطس مما اسفر عن مقتل 22 بينهم مبعوث الاممالمتحدة سيرجيو فييرا دو ميلو. وركزت في عملها منذ ذلك الحين على زيارة السجناء الذين تحتجزهم قوات التحالف لنقل رسائل الى اسرهم الى جانب البرامج الطبية والصحية الطارئة.