بحث الرئيس بشار الاسد امس مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في "العلاقات بين مجلسي الشعب والنواب في كل من سورية ولبنان والعلاقات الاخوية بينهما"، فيما اعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش تأييده تصريحات وزير الخارجية فاروق الشرع عن نيّة سورية قصف المستوطنات في هضبة الجولان في حال كررت اسرائيل اعتدائها على سورية. وقال ان سورية ولبنان "يملكان قوة هائلة ومصادر استراتيجية للرد على اي عدوان". وقال الأبرش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري: "ما اعلنه الشرع موقف سورية الاصلي وليس جديداً. نحن عندما نمسك أنفسنا عن الرد ليس هذا ضعفاً". وانتقد بري الولاياتالمتحدة وسياستها في المنطقة واكد انها "تقدم للعالم أسوأ نموذج دعم لدولة الارهاب المتمثلة باسرائيل"، رافضاً خروج القوات السورية من لبنان ما دامت اسرائيل تهدد الامن والاستقرار في المنطقة. وقال في اول كلمة لرئيس برلمان لبناني يلقيها امام اعضاء البرلمان السوري: "ان اسرائيل تحاول استغلال الوقائع الدولية الناجمة عن اختلال التوازن العالمي والمناخات القلقة على الوقائع العراقية ونفوذ امراء الظلام في الادارة الاميركية لجعل سورية هدفاً بعد العراق لانها تمثل التهديد القديم الجديد لكوابيس السيطرة والتوسع الاسرائيليين"، لافتاً الى ان ما سمي بقانون محاسبة سورية سببه "الاول والاخير مساعدة سورية للبنان في مقاومته حتى نيله التحرير". ورفض اي نقاشات تدور حول وجود القوات السورية في لبنان وقال: "ان وجود هذه القوات مرتبط بالحرب والسلم مع اسرائيل وطالما تشكل اسرائيل تهديداً للامن والسلام الاقليميين". وحمّل بري الولاياتالمتحدة مسؤولية "ترويج التوترات عبر العالم وسباق التسلح وتشجيع التنافس والمبادرات للحصول على اسلحة دمار شامل". من جهته اعتبر الأبرش "ان القوة الكبرى في العالم لا تستهدف بلداً بعينه، وانما تستهدفنا جميعاً عرباً ومسلمين بحجة الحرب على الارهاب الذي ألصقوه فينا وبعروبتنا وديننا متجاهلين الكثير من الحقائق الدامغة لدى الجميع بأن اسرائيل تمارس ارهاب الدولة المنظم منذ قيامها وحتى اليوم". وقال: "لا توجد قوة تمنعنا من الحصول على حقوقنا وعودة أرضنا واننا متمسكون بها ولن نتنازل عن ذرة منها، ولن نتخلى عن سلامنا الذي أردناه خياراً استراتيجياً لنا والذي يضمن لنا، باعتراف الجميع، عودة ارضنا العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وانسحاب اسرائيل حتى خطوط الرابع من حزيران يونيو عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". وكان بري والأبرش وقّعا على اتفاقية تفاهم وتعاون لتعزيز الادارة البرلمانية بين سورية ولبنان وتوسيع قاعدة المعلومات امام النواب واللجان وفي بناء الهيكليات الادارية التي تمكن المجلسين من اداء مهمتهما بمرونة وشفافية عالية، ورفع درجة العلاقة بينهما في التشاور والتنسيق الى التعاون الكامل في المحافل البرلمانية. ودعا بري الى تجديد الاتفاقات الموقّعة بين البلدين وحمّل مسؤولية عدم تجديد بعضها الى الحكومات التي على المجالس "محاسبتها بدءاً من مجلس الشعب السوري". ودعت سورية الى عقد مؤتمر لجمعية اللجان النيابة العربية الاحد المقبل في دمشق للبحث في الاعتداء الاسرائيلي على سورية في منطقة عين الصاحب ومشروع "قانون محاسبة سورية" الذي أقره مجلس النواب الاميركي اخيراً. وفي مؤتمر صحافي عقده مع بري، أيّد تصريحات الشرع حول نية سورية قصف المستوطنات في الجولان في حال كررت اسرائيل اعتداءاتها على سورية وقال: "ما اعلنه الشرع موقف سورية الاصلي وليس جديداً. ونحن عندما نمسك انفسنا عن الرد ليس هذا ضعفاً، ومعروف عن سورية ولبنان انهما تملكان قوة هائلة ومصادر استراتيجية للرد على اي عدوان ونحن نقول يصعّدوا الكلمة سنصعّدها معاً. يصعّدوا اللهجة نصعّدها معاً. نحن دعاة سلام وامان واستقرار. مطالبنا بسيطة: الارض مقابل السلام. ارجعوا شعباً الى ارضه وآمناً في بلاده، اذ نحن متمسكون بالشرعية الدولية والتزامنا الشرعية الدولية وسنستمر بالتزام الشرعية الدولية. نحن شعب مشهور بشراسته امام العدو، مشهور بعدم ضعفه، مشهور بقدرته على الرد. لم نكن في يوم من الايام في موقع ضعف ولا خوف وما قاله الشرع يعرض رأياً من آراء المسؤولين السوريين الذين يمثّلوننا جميعاً". اسرائيل و"الهدوء المتوتر" الى ذلك، رويترز، رفضت اسرائيل امس تهديد سورية بالرد على أي هجمات اسرائيلية اخرى على أراضيها وقال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز لاجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي الاسبوعي ان الهجوم الجوي أوجد معضلة لدمشق التي توجد حالة حرب رسمية بينها وبين اسرائيل. ونقل مصدر حكومي اسرائيلي عن موفاز قوله ان "التصريحات التي تسمع من هناك تبين حرجهم" في اشارة غير مباشرة لما يرى خبراء استراتيجيون اسرائيليون انه ضعف عسكري سوري. وأضاف المصدر ان "هدوءاً متوتراً" يسود الحدود الاسرائيلية مع سورية.