قال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان "صورة الحركة العسكرية الاسرائىلية ضدّ لبنان ليست جديدة وهي تتكرّر دائماً وتتخذ شكل كرة نار جدّية تهدف الى إرباك النظام العام في لبنان". واضاف، في كلمة ألقاها في دورة مجلس الاتحاد البرلماني العربي في دمشق امس، ان "سياسة الارض المحروقة التي تشنها اسرائيل ضدّ لبنان، والنيات الاسرائىلية المبيتة ضدّ القدس والجولان ومستقبل اللاجئين، وعملية كسب الوقت المتّبعة لتشكيل الحكومة الاسرائىلية التي تزامنت مع تحرّك اللوبي اليهودي للضغط عبر مجلس الشيوخ والنواب الاميركيين لنقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس، واطمئنان اسرائيل الى انها لن تكون عرضة لأي ضغوط في هذه المرحلة، ان كل ذلك يستدعي قرارات عربية مسؤولة لزيادة التنسيق". وذكّر بري المجتمعين ببرنامج باراك الانتخابي الذي يتجاهل تماماً الاممالمتحدة وقراراتها. وعدّد الاعتداءات التي تعرّض لها لبنان في ستة أشهر، وتطرّق الى قضية كوسوفو وقضية العراق. ودعا اتحاد البرلمانيين الى اعتماد استراتيجية عربية واضحة تنادي بسلام عادل وشامل يرتكز الى القرارات الدولية والى مبدأ الارض مقابل السلام والى تأسيس تنسيق وتعاون وعمل وأخوة عربية حقيقية واتخاذ قرار جريء بانشاء البرلمان الموحد وعقد قمة عربية موسّعة. من جهة ثانية، أكد بري بعد لقائه البعثات المشاركة في تغطية أعمال الدورة "لا نريد ان نبقى متكاتفين قولاً من دون عمل، لبنان يدفع الثمن عن العرب كل العرب والجنوباللبناني هو جنوب العرب وعليهم ان يتحمّلوا مسؤولياتهم حيال هذا الامر". وأشار الى ان العدوان الاسرائىلي الاخير "لم يكن ليحصل لولا التفكك العربي على الاطلاق"، وقال "ان ورقة لبنان ودعوة وكلمة لبنان كانت المطلب الاول قبل أي دعم مادي وهي ان يكون هناك تضامن عربي. آن الأوان ان نعلم ان بوحدتنا واذا كانت هذه الكلمة صعبة بتنسيقنا على الاقل، لا يمكن لاسرائيل أو لغيرها ان ينفذ لاحدنا أو لكل منا على حدة، نحن الآن على ابواب معركة حقيقية سلمية بمجيء ايهود باراك وبدلاً من ان يتقبل العرب التهاني بانتخاب باراك فليتفقوا كيف سيواجهون هذه المرحلة على الاقل". واضاف "ان الذي يعرف الآلية الاسرائىلية لا يمكن ان يصدق ان باراك لم يكن على علم أو ليس على اطلاع بما حصل ويحصل". وأوضح بري "ان لبنان تقدم باقتراحات عدة ابرزها السير نحو انشاء برلمان عربي الى الألفية الثالثة وقد اخذ بهذين الاقتراحين بالاجماع، وان الامور تسير بالنسبة الى لبنان في شكل جيد". وقال رداً على سؤال "تعود لبنان على العدوان الاسرائىلي المستمر على أرضنا كنا دائماً نصرّح ونقول لا بل نصرخ ان هناك مخططاً اسرائىلياً دائماً بالنسبة الى لبنان يريد ان يبقيه مشوّه حرب كي لا يستطيع ان ينافس اسرائيل في حال وجود سلم في المنطقة العربية، خصوصاً في حيال العولمة والانفتاح الاقتصادي العالمي، وان الاعتداء على لبنان هو اعتداء على كل بلد عربي من دون استثناء، أما لبنانوجنوبه فيكفيه فخراً ان يجبر اسرائيل على الانسحاب وستنسحب اسرائيل من دون اي مفاوضات أو اتفاق تأخذ فيه اسرائيل شيئاً من لبنان". والتقى الرئيس بري بعد ظهر امس وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وعرض معه للتطورات الاخيرة وخصوصاً العدوان الاسرائىلي على لبنان، والتحرّك اللبناني - السوري في هذه المرحلة. وأقام نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام بعد ذلك مأدبة غداء تكريماً للرئيس بري حضرها كبار المسؤولين السوريين.