بيروت، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب - أعلن مصدر رسمي لبناني ان "لبنان سيتحرك لمواجهة حملة التهويل الاعلامية الاسرائيلية المستمرة ضده والتهديدات بتوجيه ضربة عسكرية عنيفة ضد لبنان وسورية والدخول الى اراضيهما وكان آخرها التصريح الذي ادلى به رئيس اركان جيش العدو شاول موفاز امام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وادعى فيه وجود مخطط لدى "حزب الله" لارتكاب عمل عسكري كبير ضد اسرائيل". وطلب رئيس الجمهورية اميل لحود من وزير الخارجية محمود حمود الذي عاد مساء الى بيروت من لندن استدعاء سفراء الدول الكبرى لابلاغهم التعديات الاسرائيلية الكلامية والاعلامية ضد لبنان و"التي تتجاوز بقوتها عنف التعديات العسكرية"، ولفتهم الى ما تخطط له اسرائيل لخلق اجواء ضاغطة على لبنان، كما سيطلب لحود اعلام الأممالمتحدة بالنيات الاسرائيلية لتتحمل المنظمة الدولية مسؤولياتها تجاه ما يجري. ولفت المصدر الرسمي الى ان الخروق الاسرائيلية خلال الشهرين الماضيين فاقت ال130 خرقاً جوياً اضافة الى دخول ثلاثة زوارق حربية اسرائيلية الى المياه الاقليمية اللبنانية قبالة شاطئ ابو الأسود، والى ان التهديدات الاسرائيلية تأتي على ابواب فصل الصيف الذي يتوقع ان يكون مميزاً سياحياً"، مشيراً الى ان التحرك اللبناني هو "وقائي". وكانت الاذاعة الاسرائىلية ذكرت ان ايران ارسلت اخيراً ل"حزب الله" اللبناني مقاتلين وأسلحة من طريق جسر جوي اقامته لهذه الغاية عبر دمشق. وتم نقل هذه المعلومات الى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنسيت خلال اجتماع حضره رئيس هيئة الاركان الاسرائىلية الجنرال شاول موفاز. وقالت الاذاعة "ان الجنرال موفاز اشار الى الخطر الذي تواجهه اسرائىل والمتمثل برأيه بالتعزيز المتزايد لقدرات "حزب الله" العسكرية". وأضافت: "ان رداً اسرائىلياً سيؤدي بدوره الى رد من "حزب الله" على اسرائىل بقصف شمالها بصواريخ بعيدة المدى بات يمتلكها، وانطلاقاً من هذا الاحتمال ابلغ موفاز الولاياتالمتحدة ان اسرائىل سترد بضربة عسكرية ضد الاراضي السورية". ونقلت الاذاعة عن موفاز قوله ايضاً امام اعضاء اللجنة البرلمانية الاسرائيلية "ان لدى هيئة الاركان الاسرائىلية خططاً وضعت خصيصاً للرد على اي تهديد سوري". وأفادت مصادر عسكرية ان موفاز قام الاسبوع الماضي بزيارة للولايات المتحدة استغرقت بضعة ايام. وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي التقى ليل أول من امس الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وصف الوضع بأنه "دقيق" بعد محاولات التحرّش الاسرائىلية بلبنان والحملات المشبوهة التي تروّج أنه مأوى للارهابيين. معتبراً ان رئيس الوزراء الاسرائىلي آرييل شارون يحاول الهروب الى الوراء. وقال بعد زيارته قصر بعبدا امس ان رئيس الجمهورية اميل لحود "قام بالتحرّك اللازم لمواجهة هذه التطورات التي نتابعها بحذر شديد". ولدى عودته الى ساحة النجمة تحدث بري أمام نواب في لقاء الاربعاء امس عن "المعلومات المتواترة عن استنفار قوات الاحتلال الاسرائىلي على خط الحدود مع لبنان وترافقها مع الحملة الاعلامية المنظّمة من مواقع عدة ضد لبنان بتهمة ايواء الارهابيين وتشترك فيها للأسف بعض المواقع الدولية". ودعا بري الى أخذ هذه المعلومات على محمل الجدّ وما تمليه من تمسّك اللبنانيين بوحدتهم وتماسكهم مع دولتهم لمواجهة أي تطورات محتملة". ولم يستبعد بري ان تكون الحركة الاسرائىلية المقبلة على طريقة الهروب الى الوراء أمام تنامي الضغط الذي تحدثه العمليات الاستشهادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والفشل الذريع الذي منيت به عملية السور الواقي". ونفى وزير الدفاع خليل الهراوي صحة الادعاءات الاسرائىلية بايواء لبنان عناصر من "القاعدة" مؤكداً تبنيه قرارات الاممالمتحدة في شأن مكافحة الارهاب، لافتاً الى ان لبنان حصل على تقدير المراجع الدولية المعنية وخصوصاً من "الانتربول" الدولي ومن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز لتعاونه. واستنكرت الفصائل الفلسطينية والهيئات الشعبية في مخيمات منطقة صيدا، الادعاءات الاسرائيلية بوجود عناصر من "القاعدة" فيها. ولم يستبعد العقيد منير المقدح ان "تتوج تلك الاتهامات الملفقة بتصعيد عسكري اسرائيلي ضد لبنان والمخيمات الفلسطينية".