حمل عشرات العمال الصندوق الخشبي الملفوف بعلم مصر من الطائرة ليل أول من أمس بحرص شديد، فيما كان الآلاف ينتظرون في الخارج لإلقاء نظرة، ليست أخيرة، بل أولى. "جثمان" الفقيد عاد الى أرض الوطن بعد غياب 132 عاماً وبعدما مضى 3293 عاماً على وفاته. عادت مومياء الملك رمسيس الأول بعد رحلة طويلة كان متحف مايكل كارلوس في ولاية أتلانتا الأميركية محطتها الأخيرة قبل استقرارها في مصر. وتجولت مومياء رمسيس الأول - أول ملوك الأسرة ال19 - في أنحاء عدة، إذ يقال إن أحد هواة جمع الآثار الكنديين اشتراها عام 1860 لمصلحة معهد الفن في شلالات نياغرا، وذلك من أسرة مصرية تحمل اسم "عبد الرسول" اكتشفت مصادفة مقبرة مملوءة بالمومياءات الملكية في منطقة قريبة من الدير البحري. وظلت الأسرة تبيع كنوز المقبرة سنوات طويلة الى أن اكتشفت رسمياً وأزيح عنها الستار في عام 1881، وكان من بين القطع المتبقية تابوتٌ خالٍ يحمل اسم "رمسيس الأول". أما المومياء فبيعت في ما بعد الى متحف مايكل كارلوس بعدما أكدت الأبحاث أنها ملكية، بمليوني دولار، ولكن عرض المتحف، بعد محادثات أجراها مع المسؤولين فيه أمين عام المجلس الأعلى للآثار زاهي حواس إعادة المومياء. وأكد حواس امس ان المومياء فرعونية ملكية مئة في المئة. وأوضح انه لم يتم التأكد بعد في شكل قاطع إن كانت هذه المومياء للملك رمسيس الاول مؤسس الاسرة التاسعة عشرة وأول ملوكها. وقال إن كل المؤشرات توضح ان هذه المومياء الملكية قد تكون لرمسيس الاول خصوصاً لتشابه وجهها مع وجه الملك سيتي الاول ابن رمسيس الاول.