استقبلت مصر عودة مومياء رمسيس الاول مؤسس الاسرة التاسعة عشرة (1314- 1200 قبل الميلاد) المشهورة باسم (الرعامسة) باحتفال رسمي قبل التأكد من انها تعود للملك الذي حكم مصر لمدة عام واربعة اشهر (1314 - 1312 قبل الميلاد). وبدأت الاحتفالات امس الاحد بقيام فرقة موسيقية تابعة لوزارة الداخلية بعزف مقطوعات موسيقية عسكرية في مدخل المتحف المصري وسط العاصمة المصرية فيما وضع الصندوق الذي يحتوي المومياء وسط المتحف ملفوفا بالعلم المصري. وتابعت العزف خلال ازاحة العلم وفتح الصندوق لعرض المومياء وسط تصفيق مئات من السياح والحضور من المصريين. وبعدها تحدث الامين العام للمجلس الاعلى للاثار زاهي حواس قائلا "نحن متاكدون مئة بالمئة ان المومياء التي امامنا هي مومياء ملكية بسبب طريقة التحنيط ووضع اليدين والوجه ولكنا لسنا متأكدين بنفس النسبة انها تعود لرمسيس الاول والد سيتي الاول وجد الفرعون الاشهر في هذه الاسرة رمسيس الثاني. وتابع "ولكن ما يجعلنا نعتقد انها لرمسيس الاول ان الوجه يشبه سيتي الاول وانها كانت من ضمن الآثار التي قام ببيعها عائلة عبد الرسول الى تاجر الآثار مصطفى اغا بسبعة جنيهات والذي قام بدوره بيعها لمتحف نياغرا فولز كما تؤكد سجلات المتحف. واوضح انه تم الكشف عن الانتماء الملكي لهذه المومياء صدفة بواسطة العالم الالماني ايجبر ايشت الذي جاء لفحص احدى المومياوات التي يمتلكها المتحف للتاكد من انها تعود الى الملكة المصرية الشهيرة نفرتيتي ووجد انها تعود لسيدة غير ملكية ولكن كشف عن الاصل الملكي للمومياء المجاورة لها التي يعتقد انها مومياء رمسيس الاول. ومن جهتها، اكدت مديرة متحف مايكل كارلوس في مدينة اتلانتا بوني سبيد ان "المدينة استطاعت ان تجمع ثمن المومياء 2 مليون دولار لشرائها من متحف نياغرا فولز ونقلها الى متحفنا حيث بقيت لدينا اربعة اعوام وقررنا ان نعيدها الى مصر بناء على توصية مدير قسم المصريات في المتحف بيتر لوكوفور. واوضحت ان "المتحف قام باجراء دراسات على المومياء استغرقت ثلاثة اعوام ونحن على ضوء هذه الدراسة متأكدون بنسبة 95 بالمئة ان المومياء تعود الى رمسيس الاول. ورفض حواس خلال رده على سؤال صحافي ان يتم "فحص الحمض النووي للمومياء لان مثل هذا الفحص الذي لا يمكن الاعتماد على دقته لا يسمح باكثر من 42 بالمئة وفور النجاح في الوصول الى نتائج تصل مصداقيتها الى مئة بالمئة. وكانت عائلة عبد الرسول في منطقة القرنة على الشاطىء الغربي للنيل مقابل مدينة الاقصر (650 كيلومترا جنوب) قد كشفت عن خبيئة المومياوات عام 1870 وتضمنت اربعين مومياء ملكية واحتفظت بسرية الكشف لمدة عشر سنوات قامت خلالها ببيع عدد كبير من القطع الاثرية الثمينة. وكانت المومياوات الملكية موضوعة داخل توابيت خشبية تحمل اسماء كل منهم وبينها تابوت للملك رمسيس الاول الذي وجد فارغا وكانت الخبيئة ضمن مجموعتين تضمنت الاول ملوك من الاسر السابعة عشرة وحتى العشرين ومن بينهم احمس الاول وسنقرع وتحتمس الاول والثاني والثالث ورمسيس الاول والثاني وسيتي الاول الى جانب ثماني مومياوات لسيدات واميرين من عائلة ملكية. وتضمنت المجموعة الثانية ملوكا من الاسرة الحادية والعشرين داخل توابيتهم الاصلية وهذا يؤكد انه تم نقل المومياوت الملكية الاولى من مقابرها خلال فترة حكم الاسرة الواحد والعشرين لحمايتها من لصوص الاثار. وقام عالما الاثار المصري احمد كمال باشا والالماني اميل بروكشي بالاشراف على نقل هذه المومياوات من الاقصر الى القاهرة عام 1880. ورمسيس الاول مؤسس الاسرة التاسعة عشرة لم يكن من اصول ملكية ولكنه كان احد القادة العسكريين المشهورين خلال فترة حكم حور محب اخر ملوك الاسرة الثامنة عشرة الذي حكم مصر (1343 - 1315 قبل الميلاد). ونشأ رمسيس الاول الذي كان يدعى "بارمسيس" في منطق شرق الدلتا ابنا للقائد العسكري سيتي رئيس سلاح الرماة في الاقليم الشرقي وتولى نفس المنصب وجعل من قلعة ساورو في سيناء مقرا لقيادته العسكرية وتزوج من "سات راع" ام ابنه "سيتي الاو". وعثر على مقبرته التي تحمل رقم 16 في وادي الملوك ووجد تابوته المصنوع من الغرانيت وحملت جدرانها صوره مع الاله الفرعونية القديم "بتاح" و"حورس" و"انوبيس" وغيرها. وستنقل مومياء رمسيس الاول الى متحف مجد طيبة في الاقصر لتنضم الى مومياوات ابنه سيتي الاول وحفيده رمسيس الثاني الى جانب المحاربين العظماء من الفراعنة المصريين مثل احمس الاول محرر مصر من الهكسوس. وكان حواس ذهب الى الولاياتالمتحدة على راس وفد مصري للعودة بالمومياء حيث قام الامريكيون باحتفالات وداعية لها وقامت مديرة المتحف بمشاركة حواس بلف الصندوق الذي يتضمن المومياء بالعلم المصري.