حققت المطربة جوليا بطرس نجاحات فنية وجماهيرية، لكنها تعتبر نفسها هاوية... تحب الغناء وتفضل أن تعطي الأولوية في حياتها الى عائلتها. تعمل حالياً على انجاز البومها الجديد الذي يصدر نهاية العام الحالي ويتضمن ثماني أغنيات من كلمات نبيل أبو عبدو وألحان زياد بطرس. التقتها "الحياة" في بيروت التي وصلتها من الامارات حيث تعيش، وكان هذا الحوار: البوم "بصراحة" صدر منذ نحو سنتين ونصف السنة الا تجدين أن هناك فترة طويلة بين الإصدارين؟ - لدي أسلوبي الخاص الذي اتبعه منذ فترة إذ انني آخذ وقتي في التحضير ولست من النوع الذي يصدر أغنيات لأروج لها تحضيراً للحفلات الموسمية في الصيف، فهناك من يصدر ألبومه قبل فصل الصيف كي يتسنى له العمل خلاله، وأنا لا يوجد لدي همّ الحفلات الموسمية، لذا أفضل ان أعطي نفسي وقتاً للاختيار، وعندما يكتمل الألبوم أصدره. وهذه المرة طالت فترة التحضير بسبب الحمل والولادة وصار عمر ابني سبعة اشهر. كما انني لا اعطي الأولوية لعملي لأنه يأتي في المرحلة الثانية من حياتي. حتى انني لا أحيي الحفلات، فآخر حفلة احييتها كانت قبل سنتين في دبي، وبعدها قررت ألا أحيي الحفلات بانتظار ان يكبر اولادي قليلاً. وأعتقد بأنني أحتاج الى وقت قليل بعد لكي أتمكن من أعطاء الفن من حياتي من دون أن يأخذ أي اهتمام من طريق عائلتي، لأن الفن يحتاج مني أن أصرف عليه وقتاً. لهذا أجد أن من الصعب عليّ أن أكون أماً وزوجة وربة منزل، وفي الوقت نفسه أقف على المسرح لأغني وأتمرن واسجل وأتدرب على اغنيات جديدة، فكل هذا يحتاج الى وقت. هناك الكثير من المطربات المتزوجات يحيين الحفلات! - لكل إنسان قناعاته ووقته الذي يعرف كيف ينظمه. فعندما تزوجت سألوني: "كيف ستوفقين بين الزواج والأولاد والفن؟". وكنت أقول "إن الأمر سهل" ولكن بعد التجربة لم اجده سهلاً خصوصاً انني أعيش في دبي وأجد أن هناك مسافة تبعدني عن اناس كثيرين منهم أستاذتي التي تمرن صوتي والملحن والشاعر وفرقتي والصحافيين. ولا يمكنني التواصل معهم جميعاً إلا من خلال لبنان، كما أنه بعد إنجابي لولديّ اشعر بأن من الصعب عليّ تركهم للتنقل والسفر من بلد الى آخر لإحياء الحفلات أو التسجيلات، لهذا اعطي الأولوية لهما. وأعتقد بأن عندما يكبرون قليلاً يمكنني أن اوفق اكثر بين بيتي وفني. لهذا أعطي الفن من اهتمامي لكن بروية لأنني لا اركض وراءه من اجل أي شيء ويمكن إعتباري هاوية فن وأمارسه لأفرح به وأقدم أغنيات أحبها. المعروف عنك أنك مطربة الأرض والثورة... - ارتبط اسمي بالثورة والأرض وأديت أغنيات عاطفية ومنوعة، وليس من الخطأ أن يكون لدي هذا العنوان لأنه ليس سهلاً، فهناك الكثيرون يتمنون الدخول الى خانة هذا اللقب لأن الوطن شيء نزيه وليس مادياً. وأشعر بأن وضعي في خانة هذا اللقب أمر مشرف، كما أنني أغني أغنيات من لون مختلف وهي من ضمن خطي الغنائي، لكنني لا أرضى ان يقال انني مطربة ملتزمة. فأنا أكره كلمة التزام. هل الأغاني الجديدة عاطفية او موجهة في نمط معين؟ - يتضمن ألبومي المقبل 8 أغنيات، ست منها عاطفية وأغنيتان وطنيتان. وأنا لا أعالج الموضوع العاطفي كما يعالجه الكثيرون ولا اتكلم عن الحب بعبارات "انني احبك وأموت فيك". أنا أغنّي الحب بطريقة مختلفة. أحكي عن لحظات مر بها اثنان في علاقتهما عبر الأغنية، وأحب عندما يسمع المرء الأغنية ان يرى الاثنين اللذين أتكلم عنهما كأنهما شخصيتان في قلب الأغنية لأنني هكذا أرى الأمور. ولدي أغنيتان بثت احداهما وهي بعنوان "أتنفس حرية"، وستكون ضمن الألبوم وأغنية "بينكسر هالليل" وتتكلم عن المقاومة. تتعاملين مع شاعر واحد وملحن واحد. ألا تجدين ان لديهما تكراراً للألحان أو للافكار؟ ولماذا اعتمادك الدائم على شقيقك زياد بطرس؟ - أنا اجد زياد فناناً متميزاً ويضع روحه في ألحان الأغنيات ولديه موهبته الخاصة كأي ملحن عظيم تظهر بصمته بسهولة. نجد الكثير من الألحان جميلة وعندما نسمع الملحن نفسه في ألحان أخرى لا نعرف أنها له، لأنه قد يأخذ مقطعاً من هنا وآخر من هناك، اي ليس لديه روح. وليس شرطاً أن تكون الأغنية الناجحة نابعة عن ملحن ناجح بل يجب أن نرى ماذا سيفعل بعد ذلك إذا كان لديه روح موجودة في الأغاني التالية كي نقول إنه ناجح وصاحب بصمة، مثلاً عندما نسمع كل ألحان فيلمون وهبي نعرف انها له لأننا نجد روحه موجودة في الأغنية كونه لا يقلد أحداً أو يأخذ جملة موسيقية ويضعها مكان غيرها، وهكذا الكثير من الملحنين الكبار. أنا أضع زياد في خانتهم لأنني أعرف انه لا ينقل جملة من لحن الى لحن بل لديه روح في الأغنية، فإذا سمعتم أغنية "شرقت شمس أل بي سي" الخاصة بالمحطة اللبنانية للإرسال، وسمعت من ألحانه أغنية لفضل شاكر واخرى لأصالة أو لنوال الزغبي او لجوليا تجد أن لحن كل أغنية مختلف عن الآخر، ولكن تشعر أن روحه فيها وتعرف أن هذا اللحن لزياد بطرس. قد يكون لدينا اليوم ملحنون يقدمون أغنية جميلة ولكن عندما نسمع أغنيتين متتاليتين لا نعرف انهما للشخص نفسه لأن ليس لديه الروح نفسها. أنا احترم هذه الروح والصدق اللذين يملكهما زياد ولا اشعر بأن هذا الأمر موجود عند غيره اليوم، فهناك الكثير ممن يركبون الألحان أو يستوردونها من تركيا او من اليونان أو إسبانيا ومنهم من لا يلحن بل يأخذ جملة موسيقية ويأتي موزعه الخاص ويركب على الكومبيوتر لوازم الموسيقى فتصير أغنية، وما آخذه من زياد أعتبره "جوهرة"، ومن النعمة انه شقيقي وأستطيع أن اتكل عليه الى هذا القدر في هذه الأعمال ولا اعتبر انني اكرر نفسي. كيف لا تكررين نفسك؟ - لو كنت أصدر عملاً كل سنة او كل ستة اشهر قد افكر في التكرار إلا ان أعمالي متباعدة زمنياً، لأختار من بينها جيداً ولا اعتمد اي لحن يقدم الي، بل استمع الى ألحان عدة لأختار. ولا اخذ أي شيء لأن زياد شقيقي بل أختار ما أقتنع به واشعر بأنه مميز عن غيره. ما رأيك بطفرة الفنانين التي تشهدها الساحة الفنية وهل هي دليل عافية للأغنية اللبنانية او العربية؟ - هناك أعمال جميلة تنتج ولا اعرف إذا كانت جيدة أو لا أو ستعيش أم لا تعيش، واشعر ان ما ينتج أفضل مما كان عندما بدأت الغناء في فترة 1985، صحيح أن عدد المطربين اكثر من قبل وأجدهم يتعبون على اعمالهم من ناحية التوزيع وطريقة الغناء والتصوير، والجميع يسعى للأفضل. وهناك أعمال جيدة ولا أشعر بأن كل الأعمال لا تسمع. ما رأيك بمن يعارضون كليباتها ويرفعون الاصوات ضدها ويقولون إنها كليبات إغراء؟ - أساساً ليس في فيديو كليبات نانسي عجرم إغراء بل تمثيل ولا يمر فيها امر يمس العين بل طلب منها التمثيل. وهذه المشاهد كنا نراها في الأفلام المصرية، وهي لم تقدم دوراً مباشراً بل دوراً تمثيلياً وما قدمته في كليباتها فيه جرأة لا احد يستطيع تقديمه وهي إنسانة جريئة وأنا أحترمها وهذا رأيي الخاص حتى لو عارضه الكثيرون.