اعتبرت الشيخة سبيكة بنت إبراهيم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة أن المواضيع التي طرحها المؤتمر الثاني للمنتدى العربي الدولي للمرأة، الذي افتتح أعماله في لندن، تحت عنوان "نحو نوافذ فرص أوسع في مجالات الحياة الاقتصادية والعامة" بحضور ومشاركة السيدة المصرية الأولى سوزان مبارك وعدد من السفراء العرب وقريناتهم إلى جانب باحثين وأكاديميين وإعلاميين عرب وأجانب، هي مواضيع مركزة تستجيب لاحتياجات المرأة في كل مكان بطرحها لقضايا حيوية مثل ضرورة الاستمرار في بناء جسور التواصل المعرفي الحضاري بين نساء العالم وموقع المرأة في عملية التنمية وكيفية زيادة مشاركتها في بناء مجتمعها عبر تحضيرها التحضير الملائم لذلك. وأضافت تقول أن هذا يجعلني أخرج باستنتاج مؤكد هو أن مثلث نجاحنا خلال المؤتمر يتطلب أولاً: تعليم المرأة، وثانياً: مدها بآليات استخدام تلك الحقوق من أجل المزيد من المشاركة الفاعلة والجادة بقصد تحقيق أهدافنا التنموية التي عليها أن تستوعب الجميع متى توافرت لديهم الإرادة والفرص لذلك. وبهذا فإن التعليم واكتساب المعرفة اللازمة هما الوسيلة الأساسية للمشاركة المطلوبة التي ستؤدي في نهاية الأمر إلى تنمية مستمرة". وأشارت الشيخة سبيكة إلى النقص الملحوظ لوجود المرأة في مرافق عمل عدة، مؤكدة عراقة المرأة البحرينية في نيل العلم حيث افتتحت في البحرين أول مدرسة لتعليم النساء عام 1928 في منطقة الخليج العربي، وحيث بدأ العمل الاجتماعي التطوعي للمرأة البحرينية منذ أكثر من 60 عاماً. وأعربت عن تمنياتها بأن تكون نتائج هذا المؤتمر فرصة لمعرفة كيفية إبقاء النوافذ مفتوحة أمام نساء الوطن العربي ليصلن بدورهن إلى البناء والمشاركة الحقيقية. ودعت السيدة هيفاء الفاهوم الكيلاني رئيسة المنتدى العربي الدولي للمرأة إلى إقامة شراكة حقيقية بين المرأة العربية والدولية، معتبرة أن مثل هذه المؤتمرات تعتبر فرصاً حقيقية لإقامة نواة لهذه الشراكة التي تتيح بدورها كسر العوائق الاجتماعية والجغرافية والتكنولوجية أمام المرأة العربية. وشددت الكيلاني على أهمية منح المرأة العربية فرص التعليم والتدريب من أجل تمكينها من المشاركة في جميع مجالات العمل وتفعيل دورها في المجتمع المدني والحياة السياسية. أما السيدة سوزان مبارك فقد تحدثت بتفاؤل مشيرة إلى إنجازات المرأة المصرية والعربية، مؤكدة أن الحكومة المصرية تتفحص التشريعات المصرية بشأن منح الجنسية لأولاد المرأة المصرية كي تتساوى مع الرجل في هذا المجال، بينما يستمر السعي لمساواتها معه في مختلف القوانين كي تتساوى معه في الحقوق والواجبات ضمن القوانين والشرائع المدنية والدينية. وأشارت إلى إنجازات مؤتمرات قمة المرأة العربية التي كان من نتائجها تأسيس العديد من الجمعيات التي تتيح الفرص بدورها من أجل إقامة جسور بين مختلف دول المنطقة العربية والعالم والتي من شأنها كسر القوالب والمفاهيم القديمة المغلوطة، لبناء الاحترام والمحبة بين مختلف الحضارات، مشيرة إلى أن هذا الاختلاف الثقافي بين الشعوب لا بد وأن ينتج عنه نشاط فكري خلاق، كما أنه يسهل بناء جسور العمل والتواصل بين الشعوب. وأكدت السيدة مبارك على أهمية تأسيس "حركة المرأة للسلام" التي أطلقتها في شرم الشيخ في أيلول سبتمبر الماضي، خصوصاً أن العالم لا يزال يعج بالحروب والنزاعات والمآسي الإنسانية، مؤكدة أن المرأة معروفة بالمثابرة والتصميم، وأضافت أن المرأة العربية لن تتراجع عن العمل من أجل بناء مستقبل أفضل لأسرتها ووطنها وأمتها، مستقبل ينعم بالسلام والعدل والرخاء والتطور المستمر. وتحدثت البارونة كريستينا كرولي، نيابة عن وزير الدولة للشؤون الخارجية البارونة سايمونز، عن أهمية العمل على بناء جسور في شتى المجالات بين المرأة البريطانية والمرأة العربية، مع حفاظ كل فريق على هويته وثقافته واحترام الكل لهذه الثقافة واعتبار ذلك تنوعاً مطلوباً ومفيداً، مؤكدة على العلاقات القديمة والوثيقة بين بريطانيا والعالم العربي. وفي الجلسة الثانية للمؤتمر التي ترأستها نائب عميد كلية "نيو هول" في جامعة كامبردج البروفسورة آن لونسديل، اعربت السيدة باتريسيا هارسن وكيلة وزارة التربية الأميركية عن إعجابها بالتقدم والتطور اللذين تشهدهما المرأة العربية في كل مجال، مشيرة إلى أن زياراتها المتكررة إلى العالم العربي ولقاءاتها مع سيدات عربيات من مختلف القطاعات التربوية والعمالية والسياسية جعلتها تشعر بأن عليها نقل قصص نجاح المرأة العربية إلى كل من تلقاه في الولاياتالمتحدة الأميركية. وأكدت على اهتمام اميركا بزيادة عدد التلاميذ الذين يدرسون في الولاياتالمتحدة وكذلك عدد الأميركيين الذين يزورون العالم العربي في محاولة جادة لفهم الثقافات المختلفة وإعطاء الفرص للاستفادة من تبادل الخبرات. وتحدثت الدكتورة فايزة الخرافي عميدة جامعة الكويت عن القفزة النوعية للمرأة الكويتية في مجال التحصيل العلمي بحيث أصبحت نسبة الفتيات طالبات العلم تفوق نسبة الرجال، وأشارت إلى الأهمية التي توليها دولة الكويت لفسح المجال أمام الفتيات في الوصول إلى أعلى درجات التحصيل العلمي. وأكدت الدكتورة هيفاء رضى جمال أبو الليل، رئيسة جامعة كلية الملكة عفت في جدة، على الاهتمام الذي توليه الحكومة السعودية لتعليم الفتيات السعوديات، معتبرة أيضاً أن الفتيات السعوديات بدأن يتفوقن على الرجال من الناحية العددية ومستوى التحصيل العلمي ودرجاته، مشيرة إلى نقص في مجالات العمل للمتخرجات. وقدمت الدكتورة أبو الليل عرضاً مفصلاً بالأرقام للواقع التربوي في المملكة العربية السعودية والدول العربية بشكل عام، ما جعل كلمتها مرجعاً ووثيقة. الجلسة الثالثة ترأستها وتحدثت فيها العمانية "أصيلة الحارثي رئيس مجلس إدارة شركة النفط "أنتر لينكس العالمية". وتحدثت فيها أيضاً حنان هيكل رئيسة الشؤون الوظيفية في شركة "بروكتل أند غامبل"، والسيدة آنا دايا مانتوبولو مفوضة العمل والشؤون الاجتماعية في الاتحاد الأوروبي، والسيدة منيرة الغامدي، نائب رئيس مركز الاستثمار للمرأة في المملكة العربية السعودية. وترأست الجلسة الرابعة هاروكا فوكودا، رئيس مجلس الذهب العالمي سابقاً، ونكي تسافيلا من اليونان وهي نائب الرئيس للعلاقات العامة في شركة "انتراكوم"، ورقية رحمان، رئيس جمعية سيدات الأعمال في بنغلاديش.