"بناء الجسور وإحداث الشراكة"، كان عنوان اللقاء الذي عقدته سيدات "المنتدى العربي الدولي للمرأة" في لندن الاسبوع الماضي وحضرته البارونة كرولي، رئيسة مجلس المرأة القومي في رئاسة الحكومة البريطانية، وكانت المتحدثة الرئيسية فيه الدكتورة فرقنده حسن إلى جانب عدد من عضوات مجلس أمناء المنتدى وسيدات الأعمال والرائدات من الدول العربية والاجنبية. وأعلنت رئيسة المنتدى، هيفاء الفاهوم الكيلاني، في كلمة الترحيب التي ألقتها، انعقاد المؤتمر السنوي للمنتدى في العاصمة البريطانية، بين 10 و11 نيسان ابريل المقبل. وقالت أنه سيحظى برعاية ملكة الأردن رانيا، التي يتوقع أن توجه كلمة خاصة إلى المشاركات في المؤتمر. وشرحت رئيسة المنتدى أهداف المؤتمر المقبل، فقالت أنه سيعقد تحت شعار "المرأة في النظام الاقتصادي العالمي الجديد - الدور المتنامي للمرأة العربية في مجال الأعمال والتنمية". وأضافت أن هذا الشعار هو في "صلب اهتمامات" المنتدى الذي يهدف تأسيسه الى "بناء جسور التعارف" وتوفير فرص التداخل التي "تسمح لسيدات الأعمال العربيات بزيادة معرفتهن وتطوير فرص أعمالهن وتسويق شركاتهن في الأسواق العربية والعالمية". وأشارت الكيلاني إلى أن المشاركات تمثلن شرائح واسعة من سيدات الأعمال العربيات، حيث ان بينهن سفيرات ومسؤولات حكوميات، ورئيسات مؤسسات غير حكومية، من 22 دولة عربية. كما انهن يمثلن مجالات مختلفة من الأعمال، كالصناعة والاستيراد والتصدير وتمويل الاستثمارات والمصارف والإدارة، وسواها من الأعمال "التي تتطلب الكفاءة والخبرة والقدرة على التطوير والتفكير والتنفيذ". ويسعى المنتدى إلى النمو عن طريق استقطاب عضوات جديدات وتنظيم المؤتمرات التي تهدف إلى تجميع السيدات العربيات صاحبات الأعمال الحرة والمهن الحرفية مع نظيراتهن من مختلف أنحاء العالم "لإتاحة أكبر الفرص الممكنة في الأسواق العالمية والنجاح فيها". يذكر أن المنتدى هو مؤسسة غير ربحية عضويته مفتوحة للمرأة كفرد وللجمعيات والهيئات النسائية. وتم تأسيسه منذ عام ويضم مجلس الأمناء السيدات: هيفاء الفاهوم الكيلاني، رئيسة، سيدة عقربي، أصيلة زاهر الحارثي، الشيخة لبنة القاسمي، خالدة أحمد القطامي، نادية باخورجي، جانيس بانكروفت، بيتا باين، دابرا ديفيس، سيلفيا بيري، أنج ريلف، سميحة أبو ستيت. من جهتها، أكدت المتحدثة الرئيسية، الدكتورة فرخنده حسن، الأمينة العامة للمجلس القومي للمرأة في مصر، أن أحداث 11 أيلول سبتمبر وما تبعها من تطورات تظهر بوضوح مدى "هشاشة" جسور التفاعل الثقافي في العالم. وأشارت الى ان هذه الهشاشة تبرز الحاجة إلى "المعرفة العميقة والثاقبة للحضارات المختلفة"، والتركيز على "احترام وتقدير التعددية الثقافية والتراثية"، إلى جانب الحاجة الملحة إلى "احترام الهوية والكبرياء لكل إنسان ولكل الأمم". واعتبرت الدكتورة حسن أن كل الشعوب في العالم تعيش حالة تداخل واعتماد بعضها على البعض الآخر. وقالت: "لكي نصل إلى العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، لا بد لنا من الوصول إلى السلام المطلوب، والأمن والاستقرار، إلى جانب بناء جسور الصداقة والتعامل العادل". وتطرقت الدكتورة حسن إلى عمل المجلس القومي للمرأة المصرية، فقالت انه يسعى الى "تحسين مكانة وحياة المرأة المصرية وحاجاتها الاستراتيجية، إلى جانب التأكد من منحهن أكبر الفرص من أجل المساهمة في التنمية والحياة الاقتصادية، بالإضافة الى تقليل الفوارق بين الرجل والمرأة". وأشادت الدكتورة حسن بما حققته قمة المرأة العربية منذ انعقاد أولى جلساتها في تشرين الثاني نوفمبر، خصوصاً المنتديات المختلفة التي عقدت في أكثر من بلد عربي وغطت مواضيع عدة تهم المرأة وتغطي جوانب كثيرة من عملها وحياتها مثل القانون والإعلام والسياسة. وذكّرت بقرار تأسيس منظمة المرأة العربية الذي صدر خلال قمة المرأة العربية الثانية في القاهرة في تشرين الاول اكتوبر وتشرين الثاني، لافتةً الى انها تهدف الى "مساعدة المرأة العربية على تحقيق طموحاتها وأحلامها في بناء وتنمية وطنها العربي"، إلى جانب "حلمها الدائم في بناء جسور المحبة والتعاون مع أخواتها العربيات، والعمل لتصحيح الصورة الخاطئة عن المرأة العربية داخل محيطها ووطنها العربي الواسع والعالم". وأعلنت الدكتورة فرخنده حسن عزم المجلس القومي للمرأة المصرية إنشاء مكتبة تهتم بشؤون المرأة في الإسكندرية. واعتبرت أن إنشاء "المنتدى العربي الدولي للمرأة" خطوة "مهمة" من أجل "التقارب والتعاون بين المرأة العربية والأجنبية". وقالت أن "أي مبادرة تساعد على العمل المشترك بين نساء العالم، لا بد وأن يكون لها مردود إيجابي على التنمية". وأشارت الدكتورة حسن الى طبيعة المرأة "التي تسمح لها بأن تكون قوة فاعلة في زيادة التفاهم والتعاون الدولي". وأوضحت أنه لدى المرأة "طبيعة مسالمة وقدرة كبيرة على المثابرة والصبر والاحتمال والتفهم، وكل هذه الصفات يحتاج لها العالم اليوم". من جهتها، أشادت البارونة كرولي، رئيسة مجلس المرأة القومي في رئاسة الحكومة البريطانية، والتي تعتبر وزيرة لشؤون المرأة في بريطانيا، بفكرة إقامة المنتدى. واعتبرته "قوة فاعلة" في زيادة التعاون بين المرأة العاملة العربية والمرأة البريطانية. ورحبت كرولي بانعقاد المؤتمر الأول للمنتدى في لندن في نيسان المقبل. وقالت أن إدارتها مستعدة لتقديم كل عون للمشاركات. كما رحبت بفتح فرص التعاون الكثيرة التي سيطلقها مثل هذا المؤتمر أمام المرأة البريطانية والمرأة العربية، مشيرةً إلى أن هناك الكثير الذي يمكن أن تتعلمه النساء البريطانيات من تجربة المرأة العربية العاملة، إلى جانب فتح فرص الشراكة والاستثمار للنساء العاملات في الدول العربية وبريطانيا.