ناشد مجلس الحكم الانتقالي العراقي أمس الاسرة الدولية "عدم تأخير" المساهمات لإعادة اعمار العراق قبيل افتتاح مؤتمر المانحين في مدريد غداً. وقال رئيس مجلس الحكم اياد علاوي في بيان نشرته الممثلية العراقية في باريس ان "بعض الدول المانحة طلب امكان تأخير مساهماته لاعادة اعمار العراق الى ان يستتب الامن في العراق. العراق في حاجة الآن الى المساعدة الدولية وليس في وقت لاحق". ويبدو هذا البيان موجهاً إلى فرنسا التي اعلنت انها لن تقدم مساهمة مالية للعراق اضافة الى مساهمتها بمبلغ 200 مليون يورو سيقدمه الاتحاد الاوروبي، وكذلك الى روسيا التي قالت انها تفكر في استثمارات في العراق وليس هبات. وكانت فرنسا اعلنت أمس انها سترسل الوزير المنتدب للتجارة الخارجية فرانسوا لو لحضور مؤتر مدريد الذي يغيب عنه وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ونظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان المعارضان البارزان للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق. وسيغيب ايضا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. الا ان الوفد الاميركي سيضم وزير الخارجية كولن باول ووزير الخزانة جون سنو. ويتوقع أن يشارك الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ورئيس البنك الدولي جيمس وولفنسون ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار. وسترسل كل من اسبانيا وايطاليا واليابان وكلها دول مساندة للسياسة الاميركية في العراق وزراء خارجيتها. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي ان فرنسا ستحدد موقفها من المشاركة في عملية اعادة اعمار العراق في المؤتمر. وفي موسكو، اعلن نائب وزير الخارجية يوري فيدوتوف امس ان بلاده لا تعتزم تقديم هبات لإعادة إعمار العراق، غير ان مؤسساتها مستعدة للاستثمار فيه، وقال في تصريح "لا نعتقد بأن مساعدة العراق ينبغي ان تقتصر على الهبات"، مضيفاً ان موسكو "لا تعتقد بأن الظروف مناسبة حتى تقدم روسيا هبات". وأكد فيدوتوف بذلك تصريحات ادلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة واعتبر فيها ان قرار الاممالمتحدة الجديد حول العراق غير كاف من اجل ان ترسل روسيا قوات او مساعدات لإعادة إعماره. وفي مدريد، قال السفير الاسرائيلي فيكتور هاريل في مؤتمر صحافي ان اسرائيل ليست مدعوة الى مؤتمر المانحين لكنها لا تستبعد المساهمة في وقت ما مستقبلا. واضاف ان "الوضع الاقتصادي في اسرائيل ليس في افضل حالاته الآن، لكن اذا ما طلب منا المساهمة في أي وقت فسننظر في الأمر".