تكتسب العولمة من الناحية الصحية أبعاداً مهمة جداً، خصوصاً بالنسبة للامراض الجرثومية وأوبئتها. ولذا، تحتّم على الأطباء مقاربة هذه الامراض على مستوى دولي، لانها لم تعد محصورة جغرافياً، بعدما سقطت الحدود بين البلاد وبات السفر سهلاً. ونتيجة هذا الوضع، زاد خطر انتشار الأمراض المعدية والسارية وظهرت أمراض جرثومية جديدة كالسارس والإيدز والإيبولا وغيرها. وكدأبه دوماً، ركزّ "المؤتمر الوطني للأمراض الجرثومية والميكروبيولوجيا السريرية" في دورته السابعة في لبنان، على الأمراض السارية والمعدية. وفي المناسبة، كُشِفَت إحصائيات ل"منظمة الصحة العالمية" مفادها ان واحدة من أصل ثلاث وفيات في منطقة الشرق الأوسط تحدث نتيجة الإصابة بأمراض جرثومية. وقدّم الدكتور عبد الرحمن البزري، نقيب "الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية والميكروبيولوجيا السريرية"، تعريفاً للميكروبات موضحاً انها "كائنات حية تستفيد من المتغيرات البيئة والمناخية والتطورات الحاصلة في شتى الميادين. كما تتفشى في الجسم عند حصول ضعف أو اضطراب في وظائف جهاز المناعة عند الانسان". انعقد المؤتمر تحت شعار "الأمراض الجرثومية اختصاص يعني الجميع". وتناول موضوع الأمراض الجرثومية من جوانبه كافة. وواكبت بعض المواضيع تطوّرات الساعة التي تهمّ الإختصاصيين بشكل أساسي، كالتعقيم على سبيل المثال. كما تطرّقت محاضرات أخرى إلى قضايا تعني الجسم الطبي بشكل عام كالطبابة التي تتعلّق بتنقل الأشخاص. وعلى هذا الصعيد، تشكلّت حول العالم "عيادات سفر" مرتبطة في ما بينها بشبكة الكترونية. تحدّد هذه العيادات المخاطر الطبية التي تنشأ في بلد معيّن، وترصد طرق انتقال الأمراض من أجل حصرها وكبح انتشارها. كما عرض المؤتمر لأهمية "المراقبة الجرثومية" داخل كل مستشفى لمنع تفشي الجراثيم فيها. وخصّص محور لمرض الايدز، نُظّمت على هامشه حملة توعية ووقاية من المرض. شدّدت الكلمات التي اُلقيت على أن الفقر وغياب التنمية والتلوّث، إضافة إلى غياب الوقاية، هي الأسباب الرئيسية لسوء الأوضاع الصحية في المنطقة. وشارك في المؤتمر حشد كبير من الأطباء اللبنانيين والعرب والأجانب، إضافة إلى عدد من العاملين الصحيين والممرضين والإداريين في المستشفيات.