اقترح زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق رئاسة بالتناوب بين الرئيس عمرالبشير وحركته خلال الفترة الانتقالية، مؤكداً في الوقت نفسه، أن "لا عودة الى الخلف في الطريق المفضي إلى نهاية أطول حرب في افريقيا"، فيما توقع النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه توقيع اتفاق سلام نهائي معه في "غضون اسابيع". راجع ص 5 وتلقى الرئيس السوداني عمر البشير أمس اتصالاً هاتفياً، هو الثاني خلال اسبوعين، من وزير الخارجية الاميركي كولن باول جدد فيه تعهد واشنطن دعم عملية السلام لانهاء الحرب. ونقل تهنئة الادارة الاميركية الى الخرطوم بتجاوز عقبة رئيسية من امام المحادثات بين طرفي النزاع والتوصل الى اتفاق في شأن الترتيبات الامنية والعسكرية. وأكد ان واشنطن تشجع عملية السلام لانهاء الحرب الاهلية قريباً. واشاد البشير خلال الاتصال الهاتفي بدور الادارة الاميركية الايجابي الذي لعبته تجاه عملية السلام في السودان. وفي إشارة بارزة الى أجواء السلام وإنهاء حال العداء بين الخرطوم و"الحركة الشعبية"، بث التلفزيون السوداني الحكومي مشاهد من احتفال "الحركة" بزعيمها قرنق في مقر رئاسته في مدينة رومبيك حيث القى خطاباً الثلثاء أمام آلاف من المواطنين الجنوبيين الذين استقبلوه بذبح المواشي وأهازيج السلام. وعزا قرنق أسباب "الفرح الطاغي إلى أن الطريق إلى السلام لا يمكن العودة منها الى الخلف"، مشيراً إلى ان "النزاع في الطريق إلى نهايته". واصفاً اتفاق الترتيبات العسكرية والأمنية بأنه "خطوة كبيرة تجاه السلام". لكن قرنق حذر من "مسائل عالقة معقدة"، قائلاً: "هي مسائل ليست سهلة، لكننا سنفعل كل ما في وسعنا لتجاوزها وحلها". وأوضح أنه وافق على الترتيبات الامنية في الاتفاق الذي وقعه مع طه في منتجع نيافاشا الكيني الاسبوع الماضي "لأنه الاتفاق يعترف بالجيش الشعبي قوات الحركة جيشاً قومياً". وطمأن جيشه بعدم تكرار تجربة اتفاق اديس ابابا لعام 1972 بين قوات "انيانيا-1" والرئيس السابق جعفر نميري. وكان قرنق وقتها ضابطاً في القوات المتمردة. وقال: "لن اتخلى عنكم"، محذراً من "انقسامات الجنوبيين". وفي إشارة الى قضية قسمة السلطة الخلافية والتي ستكون إحدى موضوعين رئيسيين في الجولة المقبلة من المفاوضات بعد حوالى اسبوع، اقترح قرنق رئاسة السودان بالتناوب بين البشير وحركته خلال الفترة الانتقالية التي تستمر ست سنوات. من جهة اخرى، أطلق النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في القاهرة امس مبادرة جديدة تدعو قيادات المعارضة في الخارج الى العودة للبلاد، وقال عقب اجتماعه مع الرئيس حسني مبارك امس "إن مناخ السلام يشكل نقلة نوعية جديدة في الأجواء والمناخ السياسي مما يفتح الباب امام عودة كل القوى السياسية إلى البلاد". وكان طه التقى رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض محمد عثمان الميرغني ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي، كلا على حدة بحضور وزير الدفاع السوداني اللواء بكري حسن صالح. واستمع الزعيمان المعارضان الى تقرير كامل من النائب الاول عن اتفاق الترتيبات الامنية والعسكرية مع قرنق.