قدمت الفنانة إسعاد يونس في حياتها الفنية أدواراً خفيفة الظل، فأضحكتنا بأدائها الخاص، وفي مرحلة تالية انتقلت الى التأليف والكتابة في الصحف والمجلات بأسلوب رشيق وساخر، ثم أقدمت في مرحلة أخرى على تقديم برامج للفضائيات، وأخيراً أستقرت في عملها مسؤولة في الشركة العربية للانتاج السينمائي. "الحياة" التقتها: تميزت أفلام الصيف هذا العام بارتفاع المستوى الفني ومع ذلك فإن الإيرادات جاءت أقل من المتوقع فما رأيك؟ - الوقائع كلها تشير الى ان هناك أزمة اقتصادية اضافة الى تراجع السياحة العربية في مصر. ولم يحقق الموسم السينمائي ما كنا نريده بسبب كثرة الأفلام وعرضها وراء بعضها بعضاً، ما أثر سلباً في الايرادات. وكذلك بسبب آثار حرب العراق وغيرها من الأحداث على المستوى المحلي والعالمي. هناك من يتحدث عن عشوائية في وضع خريطة الموسم السينمائي في مصر؟ - هذا صحيح، وذلك بسبب التنافس على الموسم الصيفي ليس في السينما فقط وإنما في أي شيء، فكل المنتجين يريدون عرض أفلامهم في شهور الصيف. لماذا اصرار المنتجين على تقليص الموسم السينمائي واختصاره الى ثلاثة أشهر فقط؟ - الموسم السينمائي ضيق بطبيعته، فالناس الآن لا يخرجون لمشاهدة السينما مثل الماضي، وانما يذهبون في أوقات معينة ومواسم معينة لاجازات وأعياد واجازة منتصف العام والصيف، وذلك بسبب انخفاض قوتهم الشرائية فهم لا يخرجون. ما تفسيرك لإنصراف الجمهور عن الكوميديا هذا العام وسقوطها من مرحلة الايرادات الضخمة الى الارقام الهزيلة؟ - المشاهدون انصرفوا عن مشاهدة نمط متكرر على مدار أربع أو خمس سنوات من الكوميديا، لأن نوع الكوميديا نفسه يتكرر كل عام بالاسلوب نفسه، وهذا لا يعني بالضرورة الانصراف عن الكوميديا بمجملها. عن "سهر الليالي" ما المميزات التي يتمتع بها فيلم "سهر الليالي" لترشيحه لجائزة الاوسكار باعتبارك منتجته؟ - هذا الفيلم يتمتع بتقنية عالية من اخراج وتأليف وأداء وتوجيه، وقصة الفيلم ذات موضوع من واقع مصري حقيقي غير مزيف وليس مفتعلاً مزج فيه المخرج بين العبقرية والبساطة الشديدة. هل تعتقدين أن العقلية الأوروبية ستتقبل مثل تلك النوعية من الأفلام؟ - الموضوع يتحدث عن أربعة اصدقاء لديهم ما نطلق عليه الحنين الى الماضي، فهم يلتقون في ليلة نتيجة لأزمات متصاعدة، وفي هذه الليلة يتم طرح الشجون كلها. وهذا الموضوع يعتبر "تيمة" عالمية وليس فيهه تغريب، وهو موضوع وارد ويحدث في أي مكان في الدنيا، وتم تناوله في أماكن عدة في العالم وليس غريباً على الاطلاق على العقلية الأوروبية او على أي عقلية أخرى. لماذا تأخر عرض فيلم "سهر الليالي" نحو عامين؟ - تأخر عرض الفيلم لمشكلات مادية، وأعتقد أنه عرض في الوقت المناسب ولاقى إقبالاً وكان هذا النجاح متوقعاً حتى قبل عرضه. هل يتقبل السوق السينمائي المصري الاحتكار؟ - فكرة الاحتكار لا يتقبلها السوق، والاشاعة عن احتكار الشركة العربية للانتاج السينمائي ثبت عدم صحتها. من الملاحظ ان الحملات الدعائية التلفزيونية الضخمة للأفلام التي ينتجها التلفزيون لا تتناسب مع مستوى الفيلم فما رأيك؟ - التلفزيون له مطلق الحرية في إدارة وقته وتصنيف انتاجه، فالوقت ملكه، اما نحن كمنتجين فان الوقت يتم بيعه لنا بثمن باهظ الكلفة، ويبدو أن القائمين على الحملات التلفزيونية للافلام يعتبرون ان الزائد مثل الناقص، فليس شرطاً ان تقوم بحملة، فكل فيلم له قوام لحملته اذا زادت عن حدها يرفضها المشاهد. ماذا عن معاناة السينما من عمليات القرصنة وأزمة الملكية الفكرية؟ - كانت هناك أزمة اذ ان قانون الملكية الفكرية طبق بأثر رجعي ونحن على مدى خمسين عاماً نستعمل موسيقى عالمية من دون وجه حق، وحالياً أرى أن الجميع يحترم حقوق الملكية الفكرية، أما عمليات القرصنة فهي دمار شامل للصناعة بأوجهها كافة، وهي مستشرية بجنون، فالقراصنة يسابقون العلم، وكلما حاولنا ايجاد وسيلة تحفظ الحق نجد القراصنة وجدوا وسائل عدة لكسر هذا الحق، وعلى المستوى العربي ليست هناك أي اتفاقات حماية بين الدول العربية. انترنت هل تعتقدين أن مشروع "موفي لينك" الاميركي القائم على تحميل الافلام السينمائية مباشرة عبر الانترنت للراغبين في ذلك يؤثر في السينما؟ - لن يؤثر كثيراً لأن اجواء ارتياد دور العرض السينمائية في حد ذاتها تعتبر متعة لن يوفرها تحميل الافلام السينمائية مباشرة على الانترنت، إضافة الى أن الثمن الذي سيدفعه الراغب في مشاهدة الفيلم عبر الانترنت لن يختلف كثيراً عما سيدفعه في دور العرض السينمائي، ولو أني اعتقد ان هذا النظام سيضمن عدم القرصنة في شكل ما. هل أنت مع اقامة مهرجان لسينما الاطفال في مصر؟ - أساساً، لا يوجد عندنا سينما أطفال في مصر، ولا أرى معنى لوجود هذا المهرجان الى أن يكون هناك انتاج يسمى سينما الأطفال، وحتى في حال وجود مصنف واحد في العام، فهذا لا يبرر اقامة مهرجان سينمائي للاطفال، لأن مفهومي ان سينما الاطفال هي سينما تجارية وليس معنى وجود فيلم مدته ربع الساعة انه يوجد سينما للأطفال. هل كنت تعتبرين التمثيل مهنة واحترافاً ام هواية؟ - التمثيل من هوايات عدة أمارسها مثله مثل الكتابة والتأليف والاذاعة، اذ كانت بدايتي في الاذاعة التي كنت اعشقها ولم اصل في التمثيل الى درجة الاحتراف وساعدتني ظروفي على ذلك. ايهما تفضلين لقب فنانة أم منتجة؟ - لا تهمني هذه الأمور، ولا اعتقد أن ذلك يهم الناس. ما دورك في مساعدة الفنانين الجدد؟ - في 35 فيلماً قدمت العديد من الاسماء التي برزت على الساحة الفنية منها تامر حبيب ومحمد ياسين من خلال فيلم "محامي خلع"، والمخرج احمد نادر جلال من خلال فيلم "عايز حقي" وللمرة الاولى عمرو عرفة في فيلم "افريكانو" وأيضاً المخرج رامي امام في فيلم "امير الظلام"، وقدمت علي رجب في فيلم "شجيع السيما". هل صحيح انك كنت تنوين شراء بعض القنوات المتخصصة، وما رأيك في خصخصة التلفزيون؟ - كانت هناك فكرة لشراء بعض قنوات النيل المتخصصة، ولم نر لها جدوى في الوقت الحالي فتم الغاؤها، وأعتقد ان خصخصة بعض القنوات ضرورية، لأن ذلك يدخل في إطار الديموقراطية، ولكن ليس المطلوب خصخصة التلفزيون كله لأنه لا بد من أن يكون هناك قنوات متحدثة باسم الدولة. ما أقرب أنواع الكوميديا اليك؟ - انا دائماً ما افضل الكوميديا الساخرة. من أكثر شخص يستطيع اضحاك اسعاد يونس؟ - هناك اشخاص يضحكونني كل بطريقته، فليس الضحك الذي اتلقاه من سمير غانم مثل الذي اتلقاه من عادل إمام او محمد صبحي، فكل واحد منهم مدرسة تضحك في شكل مختلف، وعموماً انا يضحكني اشرف عبدالباقي وأحمد آدم ومحمد نجم، فلكل منهم طريقة خاصة به. ما طموحاتك السينمائية؟ - طموحاتي أن تحظى الصناعة السينمائية بالمظلة الواقية التي نحتاج اليها كونها صناعة عظيمة ومرتبطة بتاريخ مصر في القرن الماضي.