اكدت وكالة الانباء السعودية حدوث تجمع "لعدد من الافراد" عصر امس "على طريق الملك فهد في حي العليا في مدينة الرياض". وذكرت الوكالة ان الشرطة "باشرت في حينه التعامل مع هذا التجمع بما يقتضيه الواجب الامني واعادة انسياب الحركة المرورية الى وضعها الطبيعي". وكانت مدينة الرياض شهدت بعد ظهر امس محاولات للتجمع والتظاهر الصامت لعشرات من السعوديين والسعوديات الذين توافدوا الى الشوارع المحيطة بمركز "المملكة" التجاري الواقع في قلب العاصمة في منطقة العليا، لكن رجال الامن منعوا هؤلاء من تحقيق غرضهم بالتجمع. وكان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز قد حذر اول من امس من القيام بأي تظاهرات او تجمعات مخالفة للقانون وحمل بشدة على الداعين الى التجمع. ومن المعروف ان التظاهر ممنوع في المملكة. راجع ص 4 ولم يعرف ما هي المطالب الحقيقية لهؤلاء الذين حاولوا التظاهر اذ لم يرددوا شعارات او هتافات معينة ولم يرفعوا اي لافتات، ولكن بدا ان معظم الذين جاؤوا للاحتجاج اتوا بسبب ما روجته عبر الانترنت "الحركة الاسلامية للاصلاح" المعارضة في لندن من دعوة الى التجمهر والتجمع بسبب انعقاد اول مؤتمر من نوعه لحقوق الانسان في الرياض. ولوحظ ان العشرات من الذين كانوا في منطقة التجمهر جاؤوا لكي يشاهدوا امراً من النادر ان يحدث في العاصمة السعودية. ولوحظ ايضاً ان معظم من حاولوا التظاهر الصامت والاحتجاج كانوا من الشباب الذين لم يبد من مظهرهم انهم من الاسلاميين المتشددين. وقال أحدهم: "انا شاب عاطل عن العمل وجئت للمشاركة في الاحتجاج للتعبير عن عدم حصولي على فرصة عمل". وقد بدأ التجمع في حوالي الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر امس حين تجمهر نحو اربعمئة شخص، بينهم سيدات، عند مركز "المملكة" التجاري، وعلى الفور قدمت دوريات وعناصر من قوات مكافحة الشغب وعملت على تفريق المتظاهرين بالتلويح لهم بالعصي وباعتقال بعضهم. وبعد ذلك حاولت مجموعات من الشباب لا يتجاوز عدد كل مجموعة منها الاربعين شخصاً ان تتجمع في شوارع رئيسية اخرى في المنطقة، إلا ان قوات مكافحة الشغب لاحقتهم فجروا هاربين في الشوارع الفرعية وقبل حلول المساء كان محاولو التظاهر قد تفرقوا.