قال الامين العام لجبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز انه يتعهد للمغرب باحترام مصالحه الاقليمية في حال حصول الصحراء الغربية على استقلالها الكامل. وتوقع عبدالعزيز الذي تحدث الى وكالة "رويترز" في بلدة التفاريتي داخل "المناطق المحررة" في الصحراء على هامش المؤتمر العام الذي تعقده الجبهة، ان يتخلى المغرب في نهاية المطاف عن الاقليم الشاسع الغني بالمعادن الواقع في الطرف الشمالي الغربي لافريقيا بعدما اعلن ضمه الى اراضيه بعد انسحاب الاستعمار الاسباني منه العام 1975. وقال عبدالعزيز: "سيتنازلون المغاربة لان فكرة الاستعمار اصبحت من مخلفات الماضي ولم تعد صالحة كمبرر للتشبث بالصحراء الغربية". وتقع التفاريتي، وهي قرية صحراوية استولت عليها "بوليساريو" التي تسعى لاستقلال الاقليم أثناء حرب خاضتها مع المغرب بين عامي 1976 و1991 وتقع على بعد حوالي 350 كيلومترا شمال غربي بلدة تندوف الجزائرية. وأضاف عبدالعزيز، وقد ارتدى زياً عسكرياً مموهاً: "أشعر بالتفاؤل وأحد أسبابه ان المجتمع الدولي لم يعد يساند موقف المغرب". واستبعد اطلاق سراح المزيد من السجناء المغاربة قبل تنفيذ خطة الاممالمتحدة لحل في الصحراء، لكنه عرض معالجة المخاوف التي قد تكون لدى المغاربة الذين يعيشون في الصحراء المغربية. وقال: "نحن على استعداد لأن نقتسم معهم قوت يومنا. ونحن أيضا على استعداد لدراسة مخاوفهم في شأن وضع جنسيتهم عندما تستقل الصحراء الغربية". وكانت "بوليساريو" بدأت الاحد مؤتمرها الذي تعقده للمرة الأولى منذ تأسيسها العام 1973، في "الاراضي المحررة" من الصحراء. وكانت المؤتمرات السابقة تعقد في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب مدينة تندوف أقصى جنوب غربي الجزائر حيث تتمركز الجبهة. وقالت "بوليساريو" ان هذا المؤتمر "يشكل مرحلة حاسمة في رص الصفوف وحشد جهود البلد لوضع حد للاستعمار المغربي لاراضيه ومنح الشعب حقه في تقرير مصيره واستقلاله". ومن المتوقع ان ينتهي المؤتمر في 15 تشرين الاول اكتوبر وان يتبنى "الخط السياسي لجبهة بوليساريو خلال السنوات الاربع المقبلة. وسيحدد وضع المنظمة وقانونها الداخلي ودستور الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية المعلنة من طرف واحد وانتخاب قيادة جديدة سياسية للجبهة". وأكد مسؤول في "بوليساريو" في تصريح ان هذا المؤتمر "رسالة الى الاممالمتحدة كي تنفذ قراراتها بشأن الصحراء الغربية"، في اشارة الى القرار الاخير لمجلس الامن الذي اعتبر ان الوضع النهائي للمستعمرة الاسبانية السابقة يحدد بعد خمس سنوات من خلال استفتاء.