حض نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الدول العربية على تحقيق التكامل في استغلال الثروة المعدنية وجذب رؤوس الأموال وتوسيع آفاق الاستثمار. وقال في افتتاح المؤتمر العربي الثامن للثروات المعدنية، الذي يشارك فيه عدد من وزراء النفط والمعادن العرب وممثلون عن 18 دولة، "ينبغي على الدول العربية أن تشخص الواقع الاقتصادي والتعاون المشترك بغرض ايجاد الحلول والمعالجات وتذليل الصعوبات التي تعترض تعزيز الشراكة والتعاون الاقتصادي". وذكر نائب الرئيس اليمني أن بلاده ستعمل جاهدة لتحقيق التكامل الاقتصادي الشامل وستقدم الدعم للاستثمارات في القطاعين الصناعي والمعدني. وقال وزير النفط والمعادن اليمني رشيد صالح بارباع: "سيكون للمؤتمر دور بالغ في تعزيز آفاق الاستثمار العربي المشترك خصوصاً أن حجم الصادرات العربية من الثروة المعدنية وصل الى 1.5 بليون دولار العام الماضي". وكشف بارباع، في افتتاح المؤتمر، عن وجود احتياط جيولوجي لتواجد الزيوت في مواقع عدة في اليمن يُقدر بنحو 500 مليون متر مكعب. وقال "ان اليمن قطع شوطاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ما أدى الى زيادة الطلب على الاسمنت حيث من المتوقع أن ينمو الطلب عليه بنسبة 5.6 في المئة سنوياً". ولفت الوزير اليمني الى أن فريقاً روسياً قدر احتياط الذهب في وادي مدن بحضرموت بنحو 962 ألف طن. وعن تمعدنات الزنك والرصاص والفضة قدرت شركة "زنك أوكس" البريطانية احتياطاته المؤكدة في منطقة الجبلي بنحو 12 مليون طن، وقدرت احتياطيات تمعدنات النحاس والكوبلت ومجموعة عناصر البلاتينيوم في منطقة سوار بنحو 40 مليون طن وفي منطقة الحامورة بنحو 4.1 مليون طن. وقال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين طلعت بن ظافر: "ان الوطن العربي يملك ثروات معدنية كبيرة ومتنوعة لكن لا تزال انجازاته متواضعة". وأوضح أن المنظمة العربية ركزت في عملها على تنمية الموارد البشرية والبحث والتطوير وتحسين الكفاءة الانتاجية ودعم منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وبناء الشبكة العربية للمعلومات، والمساهمة في جهود ادماج القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية العربية وتنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة. ولفت بن ظافر الى أن المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ركزت على تفعيل التنسيق والتعاون العربي في مختلف مجالات النشاط المعدني وتوفير المعلومات وتقديم المعونات الفنية واعداد الدراسات والخرائط الجيولوجية والاهتمام باستخدام التكنولوجيا والأساليب التقنية الحديثة في مجال استغلال ومعالجة الخامات المعدنية. وقدمت الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية والمشاريع التعدينية الى المؤتمر ورقة عمل رئيسية أعدها الجيولوجي أبو الحسن عبدالرؤوف سليمان رئيس مجلس الادارة بعنوان "واقع وآفاق الاستثمار المعدني في الدول العربية والامكانات المتاحة ومعوقات الاستثمار" تضمنت رؤية شاملة لواقع قطاع التعدين في الوطن العربي ومعوقات الاستثمار في القطاع المعدني. وأوصت الورقة بتشجيع الاستثمار وتنفيذ مشاريع معدنية عربية مشتركة وتنمية التجارة البينية وتوفير المعلومات بتهيئة المناخ الاستثماري الملائم الذي يوفر الطمأنينة لرأس المال المحلي والعربي والأجنبي ويقلل من المخاطرة الى الحد الأدنى. وقال رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروة المعدنية في اليمن اسماعيل الجند: "ان الهدف من عقد المؤتمر هو التعريف بالامكانات العربية المتاحة في مجال الثروة المعدنية" مشيراً الى أن الوضع الراهن يحتم على كل الدول العربية التكاتف والعمل المشترك للاستفادة من القدرات المتاحة لتأسيس تكامل عربي وفرص استثمارية تخدم التنمية وتطوير الاقتصاد. وأشارت وثائق وُزعت في المؤتمر الى أن دراسات هيئة المساحة اليمنية أظهرت وجود 186 موقعاً لاستخراج خامات أحجار البناء والزينة وأن صادرات اليمن منها عام 2001 بلغت 2.5 مليون طن بقيمة 2.5 بليون ريال يمني. وأعلنت شركة "كانتكس ماين" الكندية في المؤتمر أنها حققت نتائج مشجعة في اليمن من أهمها تقدير الاحتياط الجيولوجي للذهب في منطقة الحارقة غرب محافظة حجة بنحو 16 مليون طن وبنسبة تواجد 1.65 غرام في الطن على عمق متوسط 100 متر، وهذا الاحتياط قابل للزيادة الى 40 مليون طن وبقيمة بليونا دولار. وقالت الشركة ان المشروع يحتاج الى تمويل كبير حتى يصل الى مستوى استغلال خامات الذهب المكتشف. وكشفت عن اكتشاف آخر للذهب في منطقة الفيض شمال صعدة تتدرج قيمته من نصف الى 3 غرامات في الطن. واعلنت شركة "زنك أوكس" البريطانية العاملة في منطقة الجبلي في محافظة مأرب زيادة الاحتياط الى 9.4 مليون طن من الخام بنسبة 10.8 للزنك و1.23 في المئة للرصاص و 87 غراماً للفضة في الطن. وذكرت الشركة في دراسة قدمتها الى مؤتمر المعادن أنها ستنفق 40 مليون دولار لتمويل نشاطها الاستكشافي في اليمن وأنها تعتزم افتتاح المنجم الأول سنة 2005. وأفادت احصاءات يمنية رسمية أن الاحتياط العام من الحجر الجيري في البلاد يصل الى 10 بلايين متر مكعب يتوزع في صنعاء وتعز والحديدة ومأرب وأبين وحضرموت وعمران وشبوة. وافادت الاحصاءات أن الاحتياط من الملح الصخري يقدر بنحو 337 مليون متر مكعب تتوزع في الحديدة وشبوة ومأرب، كما يقدر الاحتياط من الرخام بنحو 900 بليون متر مكعب في تعز وحجة ومأرب وأبين وصنعاء. ويستمر المؤتمر العربي الثامن للثروة المعدنية حتى 16 تشرين الأول أكتوبر الجاري ويشارك فيه 300 شخص وعدد من وزراء النفط والمعادن ورؤساء الهيئات الجيولوجية العربية.