اسفر الاعتداء العسكري الاسرائيلي على مدينة رفح ومخيم يبنا للاجئين فيها قرب الحدود مع مصر والذي استمر نحو 50 ساعة عن استشهاد ثمانية فلسطينيين واصابة اكثر من 80 آخرين بجروح وتدمير اكثر من 120 منزلاً تدميراً كاملاً وتدمير 70 منزلاً بشكل جزئي. واضافة الى ذلك ادى هذا العدوان الذى بدأ منتصف ليل الخميس - الجمعة وتوقف فجأة فجر امس الى تخريب الشوارع والبنى التحتية بما في ذلك شبكات ومولدات الكهرباء. ووصف فلسطينيون مشهد الدمار بأنه اشبه بمسرح زلزال شديد. واعتبرت السلطة الفلسطينية ان ما أقدم عليه جيش الاحتلال هو عملية "تطهير عرقي" ضد الفلسطينيين راجع ص 5 و 6. وفي غضون ذلك، توصل الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء المكلف احمد قريع ابو علاء، في اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح" في مقر الرئيس في رام الله امس، الى حل موقت لأزمة الحكومة يقضي باعتبار حكومة قريع "حكومة طوارئ" كما جاء في المرسوم الرئاسي الصادر في الخامس من الشهر الجاري. غير ان اللجنة المركزية ل"فتح" أخفقت في اجتماعها امس، وهو الثالث لها في غضون 24 ساعة، في حسم مسألة منصب وزير الداخلية المثير للجدل واعتمدت حلاً موقتاً يسند المنصب الى رئيس الوزراء ويبقي حكومة الطوارئ لمدة شهر واحد ويستبعد اللواء نصر يوسف عن منصب وزير الداخلية "بسبب غضب الرئيس عرفات منه لرفضه اداء اليمين القانونية لتولي المنصب". وفي تطور لافت، اعلن "ابو علاء" امام الصحافيين في اعقاب الاجتماع امس ان "الحكومة الحالية ستعمل من 20 - 45 يوماً وبعدها سيكون هناك حكومة جديدة ورئيس وزراء جديد" في اشارة الى نيته اعتزال المنصب ورفضه اعادة تكليفه تشكيل حكومة جديدة. ويؤشر تصريح "ابو علاء" الى حال اليأس والإحباط التي وصل اليها من إمكان اقناع الرئيس عرفات بمقاصده او رؤيته، او حتى التوافق معاً على حلول الحد الادنى من قبيل "التعايش مع الازمة". وقالت مصادر ل"الحياة" ان الرئيس عرفات عرض على "ابو علاء" اسناد حقيبة الداخلية الى عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي، لكن "ابو علاء" رفض ذلك، مبرراً الامر بأنه تم الاعلان امام العالم كله ان يوسف عُين وزيراً للداخلية الامر الذي رفضه عرفات. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي في اعقاب الاجتماع ان اللجنة قررت ان "الحكومة حكومة طوارئ وستستمر في العمل شهراً واحداً، و بعدها يمكن التمديد او تشكيل حكومة عادية ستقدم الى التشريعي لنيل الثقة". واعلن الطيب عبدالرحيم أحد كبار مساعدي عرفات امس ان "الرئيس عرفات تعافى تماماً من الانفلونزا ومتاعب المعدة التي كان يعاني منها"، وقال ان "الفريق الطبي المصري غادر بعد ان تأكد من أن صحة عرفات على ما يرام".