أعلن امس في اوسلو منح جائزة نوبل للسلام الى المحامية الايرانية شيرين عبادي. واختارت لجنة نوبل النروجية عبادي من بين 165 مرشحاً ابرزهم البابا يوحنا بولس الثاني ورئيس تشيخيا السابق فاتسلاف هافل تفاصيل ص15. وقالت عبادي التي فوجئت بنيلها الجائزة، فقررت ارجاء عودتها الى بلادها الى الثلثاء المقبل، في مؤتمر صحافي عقدته في مقر الفيديرالية العامة لحقوق الانسان في باريس التي تزورها حالياً ان الجائزة "ليست لي وحدي وانما ايضاً لجميع الذين يناضلون من أجل الحرية ومن أجل مستقبل أفضل لايران". ووصلت الى المؤتمر الصحافي حاسية الرأس ومرتدية سترة سوداء وفي يدها باقة من الزهر. وقالت لحشد الصحافيين ان الجائزة "فرصة لاستمرار النضال اليومي لمجموعات ايرانية في مجال حقوق الانسان، خصوصاً الطفل، والديموقراطية والحرية"، وأشارت الى ان كثيرين في ايران اليوم اعتقلوا بسبب مطالبتهم بحق الحرية "وأتمنى ان يطلق سراحهم في اسرع وقت". وذكرت ان حصولها على الجائزة "يوم كبير جداً في حياتي لأنني فهمت ان خياري كان صائباً"، وان "في الامكان ان تكون مسلماً وان تلتزم حقوق الانسان"، و"ان الاسلام ليس متعارضاً مع هذه الحقوق". ورداً على سؤال، قالت انها تعارض اي تدخل خارجي في ايران، ووصفت الوضع الراهن في المناطق الفلسطينية بأنه "حرب الحجارة في مواجهة السلاح". ولفتت الى ان حقوق الانسان ليست موضع احترام لا في العراق ولا في افغانستان، "فالعراقيون يفتقرون الى الماء والكهرباء، وحاجاتهم الاساسية غير متوافرة، فكيف يمكن الحديث عن حقوق الانسان هناك؟". ومن المقرر ان تعود عبادي المولودة العام 1947 الى العاصمة الايرانية، حيث تعمل استاذة للحقوق في جامعة طهران التي كانت تخرجت منها. وهي تولت منصب قاضٍ بين 1975 و1979، لتكون أول ايرانية تشغل مثل هذا المنصب، لكنها اضطرت الى الاستقالة بعد الثورة والاكتفاء بممارسة مهنة المحاماة والتدريس الجامعي. والمعروف عن عبادي دعوتها الى تفسير جديد للقوانين الاسلامية، إذ تقدمت بصفتها ناشطة في مجال حقوق الطفل بمشروع قانون أقره مجلس النواب الايراني تحت شعار "إذا كان جسم الطفل صغيراً فعالمه كبير". وأبرز ما في القانون الذي ينتظر موافقة مجلس صيانة الدستور ليدخل حيز التنفيذ، انه يرفع سن زواج البنت من 9 سنوات الى 15 سنة والشاب من 15 الى 18 سنة، مما يعني تعديلاً في الفقه الاسلامي السائد. واشتهرت بكشف المسؤولين الرئيسيين عن الهجمات التي تعرض لها طلاب جامعة طهران اثناء تظاهراتهم واعتصاماتهم العام 1999، حين لقي الطالب أحمد ابراهيمي نجاة مصرعه. وتتولى في هذه الفترة الدفاع عن الناشط الاصلاحي السجين ناصر زارافشان. وإذا كان منح نوبل للسلام الى امرأة مسلمة ايرانية لقي ترحيباً لدى منظمات وشخصيات في غير بلد في العالم، خصوصاً "منظمة العفو الدولية" والرئيس الفرنسي جاك شيراك، فإن ردود الفعل الايرانية كانت متفاوتة. وكان لافتاً "تلعثم" الناطق باسم الحكومة الايرانية عبدالله رمضان زادة الذي قال: "ان الحكومة سعيدة بمنح جائزة نوبل للسلام الى شيرين عبادي وتأمل بأن تستفيد من خبرتها ورؤيتها"، لكنه استدرك لاحقاً بأن كلامه كان "بصفة شخصية وليس موقفاً رسمياً"! لكن نائب الرئيس الايراني للشؤون البرلمانية والقانونية محمد علي ابطحي قال ل"الحياة" انه يعتبر فوز عبادي "انجازاً للمرأة الايرانية ولحضورها في المجالات الانسانية والاجتماعية، وهو يشمل الجمهورية الايرانية ويظهر الدور الذي تلعبه ايران في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والطفل". وتوقعت الاوساط الاعلامية في ايران ان تحتفل صحافة الاصلاحيين اليوم بالحدث في حين تمر عليه صحافة المحافظين مروراً عابراً أو تشكك في نية لجنة نوبل، مستندة الى ترحيب بعض معارضي النظام في الخارج. يذكر ان شيرين عبادي متزوجة ولها ابنتان 21 و23 سنة، وسبق ان دخلت السجن لمدة ثلاثة اسابيع، وكان صدر بحقها حكم بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ.