تجمع كبار رجال الدولة في بريطانيا في كاتدرائية سان بول في لندن أمس للصلاة على أرواح جنود قتلوا في العراق، قال أقارب لهم ان رئيس الوزراء توني بلير ليس له الحق اخلاقياً في حضور هذه المناسبة. وكان بلير والملكة اليزابيث وكبار ضباط الجيش وأسر قتلى بين مئات حضروا القداس الذي اقيم في كاتدرائية سان بول على أرواح 51 جندياً قتلوا في الحرب العراقية وفي الاشتباكات الدامية التي وقعت بعد اعلان انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية. ووجهت بعض النداءات لكي يتغيب بلير عن المناسبة من أقارب يشعرون بالمرارة لقراره الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في آذار مارس. وقال غوردون ايفانز 46 عاماً، الذي لقي ابنه لوولين حتفه في تحطم طائرة هليكوبتر: "لولا السيد بلير لما كانت هناك حاجة لإقامة هذا القداس". وأضاف وهو يشير الى الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل: "عندما أعود الى الوراء وانظر الى الحرب اشعر بأنه مات من دون جدوى. ما كان يجب ان يذهب الى العراق في المقام الاول". وأدى ارسال قوات بريطانية للانضمام الى غزو العراق الى حدوث انقسام في بريطانيا ولوث في النهاية سمعة بلير. واثار عدم العثور على اسلحة دمار شامل شكوكاً واسعة النطاق في الدوافع البريطانية - الأميركية للحرب وتسبب في تدهور كبير في شعبية بلير. واشتدت الآثار السياسية السلبية عندما انتحر خبير الاسلحة البريطاني ديفيد كيلي الذي كان مصدر تقرير ل"هيئة الاذاعة البريطانية" قال ان الحكومة "بالغت" في تقويم الاستخبارات المخاطر التي يمثلها صدام حسين. واعترف كبير اساقفة كانتربري روان وليامز بالانقسامات حول العراق لكنه حض الحاضرين على التركيز، بدلاً من ذلك، على احياء ذكرى الذين قتلوا "وجميع الذين فقدوا حياتهم" في احداث لم يخطط لها وفي اعمال الارهاب التي تجلبها كل الصراعات. وقال في خطبته: "مهمتنا الأساسية اليوم هي ان نصمت امام الله". وكان كبير الاساقفة الذي يرأس الكنيسة الانغليكانية من المنتقدين البارزين للحرب العراقية، ودعا أيضاً الى التركيز على إعادة الإعمار في العراق. وقال: "اليوم فرصة للزعماء والشعوب على حد سواء لتجديد وعودهم في هذا الشأن. لقد جعلنا انفسنا مسؤولين عن السلام والعدل في العراق، وفي الحقيقة فإن الزعماء والشعب على حد سواء سيحاسبون على ذلك". وتم تشديد اجراءات الامن حول كاتدرائية سان بول أمس، حيث امكن مشاهدة ضباط شرطة على اسطح المباني حول الكاتدرائية التي تقع في وسط لندن. ووفقاً لتصريحات وزارة الدفاع البريطانية فإن 19 من بين 51 جندياً قتلوا في الحرب نتيجة "عمل عدائي"، بينما كان خمسة منهم من ضحايا "النيران الصديقة"، فيما لقي الباقون حتفهم لأسباب متنوعة مثل الحوادث والمرض.