لندن - أ ف ب - رأى عدد من الشخصيات المسيحية الدينية بينهم الرئيس الجديد للكنيسة الانغليكانية في عريضة سلمت الى رئاسة الحكومة البريطانية أمس ان الهجوم على العراق سيكون "غير اخلاقي وغير قانوني". ووقعت على العريضة اكثر من 2500 شخصية بينهم عدد من المطارنة الكاثوليك والانغليكان وخصوصا اسقف كانتربري الجديد روان وليامز. ويأتي هذا الاعلان بمبادرة من المنظمة المسيحية السلمية "باكس كريستي" التي اختارت تاريخ ذكرى قصف هيروشيما، لتسليم العريضة الى الحكومة البريطانية اكثر حلفاء واشنطن التزاماً حتى الآن ب "مكافحة الارهاب". وعبر موقعو العريضة عن "اسفهم الشديد لأي عمل عسكري يعتبر ان موت الرجال والنساء والاطفال الابرياء ثمن لا بد منه لمكافحة الارهاب لان هذا يعني مكافحة الارهاب بالارهاب". واضافوا ان "الحرب المزعومة ضد الارهاب لا تبرر هجوما على العراق. وكل هجوم مقرر من اجل ازالة تهديد الاسلحة العراقية يجب الا يقدم على انه حرب ضد الارهابيين". وتابع نص العريضة "من المؤسف ان الدول الاكثر قوة في العالم تستمر في اعتبار الحرب والتهديد بالحرب اداة مقبولة في السياسة الخارجية، خارقة في الوقت ذاته اخلاقية الاممالمتحدة والتعاليم المسيحية". وذكرت العريضة بأن التفكير المسيحي بشأن الحرب يؤكد ان اي بلد لا يمكنه التفكير باللجوء الى الحرب الا عندما يكون ضحية اعتداء مسلح وبعد ان يكون مجلس الامن اتخذ كل الاجراءات للابقاء على السلام والامن. وتابعت: "مهما قيل ان البرنامج العراقي لاسلحة الدمار الشامل خطير - ولم تقدم بعد اي ادلة على ذلك - فلا يمكن اعطاء اي تبرير للحرب الا اذا بدأت الحكومة العراقية نفسها الهجوم ومتى بدأت بذلك". واشار النص الى ان "ميثاق الاممالمتحدة لا يسمح بالحرب الوقائية التي تشنها دولة على دولة اخرى". واضاف موقعو العريضة ان "الحرب يجب الا تكون الا الملاذ الاخير بعد استنفاد كل الوسائل السلمية من مفاوضات ووساطة وتحقيقات ... وعودة مفتشي الاممالمتحدة الى العراق". وكشف استفتاء اجرته شبكة التلفزيون البريطانية "القناة الرابعة" ان الرأي العام البريطاني يبدو متحفظاً اكثر فأكثر ازاء عملية عسكرية في العراق، اذ ان 52 في المئة من البريطانيين يعارضون مشاركة القوات البريطانية في عملية عسكرية فيما أيدها 34 في المئة. وتثير احتمالات شن حرب ضد العراق انتقادات تزداد حدة في بريطانيا خارج دائرة دعاة السلم الاعتيادية، مما يجعل رئيس الوزراء توني بلير اقرب حلفاء الرئيس الاميركي جورج بوش في وضع دقيق للغاية. وانتقدت صحيفة "دايلي ميل" الشعبية المحافظة أمس توني بلير لعدم دعوة البرلمان ول"عدم كشف نياته بشأن عملية ستعرض حياة عدد كبير من البريطانيين للخطر". وقالت الصحيفة ان "حرباً ضد العراق يمكن ان تسبب انفجاراً في الشرق الاوسط عبر تأثيرها الممكن على عرض النفط وتؤدي الى ادخال الاقتصاد العالمي مرحلة من التراجع". ومن دون ان تعارض مبدأ شن حرب، دعت الصحيفة الشعبية رئيس الحكومة الى توضيح سبب ضرورتها.