يجري مارك غروسمان مساعد وزير الخارجية الأميركي، وجون تايلور مساعد وزارة الخزانة، محادثات في أنقرة مع المسؤولين الأتراك، فيما يعقد مجلس الأمن التركي اجتماعاً لبحث المطالب الأميركية بالمشاركة في الحرب على العراق مقابل خمسة بلايين دورلار مساعدات. وأكد الحلف الأطلسي أمس أنه "ملتزم اخلاقياً" بدعم الولاياتالمتحدة في الحرب، فيما هاجم رئيس أساقفة الكنيسة الانغليكانية الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني واتهمهما بارتكاب أخطاء فادحة. وجددت موسكو دعوتها إلى رفع العقوبات عن العراق. بغداد، لندن، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - يصل إلى تركيا اليوم وكيلا وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيان مارك غروسمان وجون تايلور لاجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك تتناول المسألة العراقية. وكشف رئيس الوزراء التركي عبدالله غل خلال اجتماع لنواب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، ان الولاياتالمتحدة طلبت من أنقرة دعماً عسكرياً ولوجستياً في الحرب التي تعد لشنها على العراق مقابل خمسة بلايين دولار على دفعات. ويدرس مجلس الأمن القومي التركي اليوم هذه المطالب التي تتلخص في تمركز قوات أميركية جنوب شرقي تركيا وتلبية احتياجاتها اليومية وتزويدها وقوداً ودعم المعدات والمواصلات والبنية التحتية لهذه القوات واستخباراتها، وتأمين أجهزة الاتصال ونقل المعلومات إلى مقر القيادة. ومن المطالب أيضاً مشاركة قوات تركية وحراس القرى ميليشيا كردية اعتمد عليها الجيش التركي لمحاربة حزب العمل الكردستاني في الأناضول الوحدات الخاصة الأميركية لدى اختراقها شمال العراق، حيث يدرب الأميركيون ثلاثة آلاف عنصر من البشمركة لمساعدتهم أيضاً. الأطلسي مستعد لدعم أميركا أكد الأمين العام للحلف الأطلسي جورج روبرتسون أن الحلف "ملتزم أخلاقياً" بدعم الولاياتالمتحدة، إذا قررت شن حرب على العراق. لكنه استدرك ان واشنطن لن تبدأ هجومها من دون ضوء أخضر من الأممالمتحدة. وأوضح أن الدول ال19 الأعضاء في الحلف يمكن أن تدعم هجوماً على العراق وطُلب منها ذلك، لكنها لم تتخذ أي قرار حتى الآن. وقال في حديث إلى "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي إن "الولاياتالمتحدة التزمت حتى الآن وبحزم بقرارات الأممالمتحدة، وهي مستمرة في هذا النهج، والمفتشون الدوليون ما زالوا في العراق". وزاد ان "الأميركيين اقترحوا على الأطلسي عدداً من الخيارات يستطيع أن يقدم فيها مساعدة في حال وقوع عمل عسكري، ودعيت بلدان الحلف إلى دراسة هذه الاقتراحات، ولكن لم يتخذ بعد أي قرار في شأنها". وتبنى رؤساء دول وحكومات الأطلسي في قمة براغ بياناً عبروا فيه عن التزامهم "الدعم الكامل" لتطبيق قرار الأممالمتحدة 1441 من خلال "اجراءات فعالة" لم تحدد. روسيا تدعو إلى تسوية سياسية أكدت موسكو أن مجلس الأمن هو الطرف الوحيد الذي يمكن أن يقرر استخدام القوة ضد العراق، ودعت مجدداً إلى تسوية سياسية تكفل الترابط بين نزع أسلحة الدمار الشامل وإلغاء العقوبات، فيما أكد زعيم المؤتمر اليهودي الروسي أن إسرائيل مصممة على استخدام السلاح النووي إذا تعرضت لضربة عراقية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف إن نجاح المفتشين في أداء مهمتهم سيعزز الأسس السياسية للتسوية. وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن "يتمسك بمعالجة شاملة" للتسوية، ويطالب العراق من جهة بالتعاون في ملف أسلحة الدمار الشامل، ولكنه من جهة أخرى، يجب أن يضمن "آفاق إلغاء العقوبات" في حال "الغيت الأسئلة" المتعلقة بالأسلحة. وأضاف ان "لمجلس الأمن وحده حق الموافقة على استخدام القوة، ويجب أن يحصل ذلك بعد النظر" في تقرير لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة النووية. وحذر فيدوتوف من أن الحرب قد "تحول اهتمام" المجتمع الدولي عن أفغانستان، ما يترتب عليه "زيادة خطر الإرهاب الدولي من المناطق التي تسيطر عليها كابول". ورداً على سؤال عما إذا كان العراق أيضاً مصدراً للخطر الإرهابي، قال: "إن أحداً لم يتمكن من تقديم أدلة" على ذلك. إلى ذلك، قال يفغيني ساتانوفسكي، رئيس المؤتمر اليهودي الروسي مدير معهد إسرائيل والشرق الأوسط، إن احتمال استخدام إسرائيل القنبلة النووية يصل إلى 95 في المئة، في حال تعرضها لضربة عراقية تؤدي إلى مصرع أعداد كبيرة. وأشار إلى أن الحرب ستؤدي إلى تحول الكثيرين من الضباط العراقيين ذوي الكفاءة العالية إلى عاطلين عن العمل، ما قد يدفعهم إلى الانتقال إلى فلسطين وشمال القوقاز لممارسة خبرتهم. الكنيسة الأنغليكانية تهاجم بوش وبلير هاجم كبير أساقفة الكنيسة الانغليكانية روان وليامز في خطاب لمناسبة عيد الميلاد أمس الحكومتين البريطانية والأميركية اللتين تستعدان لشن حرب على العراق. وفي كلمة نقلتها "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي انتقد الزعيم الجديد للكنيسة السياسيين ل"تسببهم في مزيد من الفوضى والمعاناة". وفي هجوم على الرئيس جورج بوش وحليفه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، قال إن الذين يعتبرهم المجمع "حكماء" لم يفعلوا سوى "ارتكاب أفدح الأخطاء". وجاءت كلمة وليامز المسجلة مسبقاً بعد منتصف الليل في أعقاب يوم من النداءات من الزعماء الكنسيين لمنع الحرب مع العراق. وقال إن "عالماً بكامله نما في المكائد والعنف والنفاق واليأس والأمل الكاذب، وكأن الحكماء لا يمكنهم أن يفعلوا سوى ارتكاب أفدح الأخطاء". وحذر من أن الأبرياء ما زالوا يتعرضون للقتل على رغم تطور الاستخبارات والتكنولوجيا. وقال: "ها نحن جميعاً وقد وقعنا في الشرك نفسه ونتورط أكثر فأكثر في المأساة". وكان زعيم الروم الكاثوليك في انكلترا وويلز حض البريطانيين على ألا يعتبروا الحرب مع العراق شيئاً مسلماً به ولا بد منه. وأبلغ الكاردينال كورماك ميرفي اوكونور، رئيس أساقفة وستمنستر، المصلين في قداس عيد الميلاد في منتصف الليل، إن "الجهود لتجنب الحرب يجب ألا تتوقف". ونقلت عنه شبكة تلفزيون "سكاي" قوله: "يجب ألا نتخاذل أبداً أو نفترض ان الحرب حتمية".