تصاعد الخلاف بين رئيس الإدارة الدولية لكوسوفو هاري هولكيري وزعماء ألبان الإقليم الذين يسود الغموض موقفهم في شأن المحادثات مع حكومة بلغراد المقرر اجراؤها في العاصمة النمسوية فيينا الثلثاء المقبل، بحضور دولي. وأخفق اجتماع عقده هولكيري مع مسؤولين ألبان ودام خمس ساعات، في التوصل الى اتفاق حول الوفد الألباني الى محادثات فيينا، في حين ارجأ برلمان كوسوفو الذي يهيمن الألبان عليه جلسته التي كان مقرراً عقدها امس، لبحث المشاركة في هذه المحادثات ومن دون تحديد موعد جديد للاجتماع. ويرتكز اعتراض الألبان على إصرار هولكيري على أن يختار بنفسه الوفد الألباني من رئيسي كوسوفو والبرلمان وأعضاء الحكومة وأن تكون قاعة الاجتماع على شكل طاولة مستديرة لئلا تظهر المحادثات وكأنها تجري بين دولتين وأن تنحصر في الأمور الخدمية، ما وفر المخاوف لدى الألبان من الظهور وكأنهم في دولة واحدة مع الصرب، الأمر الذي يتعارض مع هدفهم في الاستقلال. وإزاء هذا الوضع، هدد هولكيري بأن اجتماع فيينا سيتم في موعده وإطاره المقررين، وأن مقاطعة الألبان له ستلحق ضرراً كبيراً بهم. ويريد رئيس حكومة كوسوفو المحلية بايرام رجبي ان يكون حضور ممثلين عن حكومته لاجتماع فيينا، مرهوناً بموافقة البرلمان نظراً للخلاف الشديد بين الفئات السياسية الألبانية في شأن المحادثات مع السلطات الصربية. ومن جهة اخرى، تسلم الجنرال الألماني هولغير كاميرهوف منصب القائد الجديد للقوات الدولية "كفور" التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو خلفاً للجنرال الإيطالي فابيو ميني. وأكد كاميرهوف انه "سيسعى لتحقيق تقدم كبير من اجل ترسيخ الأمن وتوفير الحماية لكل السكان وصولاً الى السلام المنشود للإقليم". ومعلوم ان عدد جنوب "كفور" في كوسوفو تجاوز الخمسين ألفاً في النصف الثاني من 1999، لكنه انخفض تدريجاً حتى اصبح حالياً 22 ألف جندي، ليصبح مطلع العام المقبل 18 ألفاً من 33 بلداً غالبيتهم من الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي.