اكدت واشنطن انها "لم تعط للشركات الروسية ضمانات لحفظ مصالحها في العراق". وقال السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو ان روسياوالولاياتالمتحدة تعملان معاً لمواجهة "تحديات" عراقية، فيما ايدت موسكو عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الملف العراقي. واشار فيرشبو الى ان الجانبين الاميركي والروسي سيبدآن معالجة "قضايا صعبة"، وذكر العراق بالتحديد "حيث يولي البلدان اهتماماً خاصاً لتحديات الرئيس العراقي صدام حسين للمجتمع الدولي". واضاف ان هذا ينطبق على "انتهاكات" بغداد قرارات مجلس الأمن ومحاولاتها حيازة أسلحة دمار شامل، وشدد على ان الجانبين تمكنا من "ايجاد مقتربات مشتركة ... على رغم وجود قضايا للنقاش". ونفى السفير الاميركي ان تكون الولاياتالمتحدة تفاوضت مع شركة "لوك اويل" الروسية واعطتها "ضمانات لمرحلة ما بعد صدام". واعتبر ان ما نشرته الصحف في هذا الشأن "أقاويل عارية عن الصحة". واعترف بأن حواراً جرى مع شركات نفط روسية تناول "قضايا اكثر عمومية" وان الجانب الاميركي تحدث عن "فرص كثيرة" ستتوافر في العراق امام الشركات الروسية والاميركية والأوروبية، ولكنه اكد ان اميركا "لم تعط أي ضمانات ولم تتفاوض في هذا الخصوص". يذكر ان فالنتين توكاريف رئيس شركة النفط الحكومية الروسية كان أعلن ان الاميركيين اتصلوا بعدد من الشركات الروسية وعرضوا عليها تمويل المعارضة العراقية مقابل ضمانات بحفظ مصالحها في العراق بعد تغيير النظام، واكد ان شركات لم يسمها وافقت على العرض. وفي وقت لاحق اعلن رئيس "لوك اويل" وحيد علي اكبروف انه حصل على "ضمانات". وأثار موقف "لوك اويل" غضب بغداد التي اعلنت فسخ العقد المبرم معها لاستثمار حقول "غرب القرنة 2" ما أدى الى استياء في موسكو عبرت عنه القيادة السياسية الروسية. وأشارت "الحياة" الى ان طريقة التعامل مع "لوك اويل" قد تكون من الأسباب التي أدت الى اقالة وزير النفط العراقي عامر رشيد. ومن جانبه امتدح السفير العراقي في موسكو عباس خلف الجهود الروسية التي قال انها "نقلت مشكلة التناقضات" بين العراقوالولاياتالمتحدة الى سياق ديبلوماسي. وأضاف انه لم يعد في وسع واشنطن ولندن الآن التصرف من دون تفويض دولي ولذا صار من الضروري بذل كل الجهود لاستبعاد أي نزاع عسكري، وقال: "اننا نعمل مع الأصدقاء الروس في هذا الاتجاه". على صعيد آخر أيدت موسكو طلب بلدان عدم الانحياز عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن للاستماع الى تقريري لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة النووية. وابلغ المندوب الروسي الدائم في مجلس الأمن سيرغي لافروف وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان بلاده تؤيد الطلب لاعتقادها بأن لكل دولة عضو في الأممالمتحدة الحق في الاطلاع على تقارير المفتشين. وسيكون الملف العراقي أهم موضوع لحوار كان مقرراً ان يجريه في وقت متأخر من مساء الأربعاء وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي قرر ان يتوقف لبضع ساعات في موسكو أثناء مروره الى الصين.