فيينا، موسكو - "الحياة"، أ ب - تصاعدت الازمة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة الى مستوى غير مسبوق امس، مع اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً شديد اللهجة يطالب بيونغيانغ بالسماح بعودة المفتشين الدوليين الى منشآتها النووية وإعادة اجهزة الرقابة الالكترونية الدولية الى تلك المنشآت. وقالت مصادر الوكالة الدولية انها اعطت بذلك "فرصة أخيرة" لكوريا الشمالية، قبل احالة الملف على مجلس الامن، تمهيداً لفرض عقوبات دولية عليها. وحض مدير الوكالة محمد البرادعي المسؤولين في هذا البلد على التقيّد بالتزاماتهم ازاء تجميد برنامجهم النووي، كما دعاهم الى التوقف عن التهديد باستخدام اسلحة نووية، مؤكداً ان المجتمع الدولي "لن يتفاوض مع كوريا الشمالية في ظل التهديد والابتزاز". وجاء ذلك رداً على تهديد كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة أمس، ب"الدمار" اذا شنت هجوماً نووياً عليها، مرفقة هذا التهديد بادانتها مشروع "الدفاع الصاروخي" الذي اعطى الرئيس جورج بوش اخيراً الضوء الأخضر لنشره، معتبرة المشروع مقدمة "لاعلان حرب" عليها. واستنكر مجلس حكام الوكالة الدولية، في بيان اصدره في ختام اجتماعه في فيينا امس، "الخطوات التي اتخذتها جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية من جانب واحد، بازالتها اجهزة الرقابة وطرد المفتشين من منشآتها النووية". ودعا بيونغيانغ الى التعاون على وجه السرعة مع الوكالة، مشيراً الى انه "ما لم تتخذ كل الخطوات اللازمة لتنفيذ الاجراءات المطلوبة، فسيكون ذلك مزيداً من عدم الالتزام باتفاق الضمانات" في هذا الشأن الذي وقعته عام 1994. وقال البرادعي: "اتمنى أن تدرك كوريا الشمالية ان التزامها وليس تحديها، من شأنه ان يفتح الطريق لاجراء حوار لمعالجة أمنها ومخاوف أخرى". ورحبت واشنطن بقرار الوكالة، معتبرة ان اعمال بيونغيانغ "خطرة ولا سابق لها وغير مسؤولة وأحادية". وتزامن ذلك مع عرض كوريا الجنوبية على مسؤولين اميركيين ويابانيين خطتها لنزع فتيل الازمة، وتقضي بامداد الشطر الشمالي بالوقود في مقابل تعهده اعادة تجميد برنامجه النووي. وفي الوقت نفسه، دعت موسكو الى حل الازمة عبر "الوسائل الديبلوماسية وحدها". وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان "من المبكر" طرح المسألة على مجلس الأمن، ودعا الى اتباع "ديبلوماسية هادئة" لتحقيق تسوية تضمن بقاء شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، وتكفل ان تبقى البرامج الكورية خاضعة لرقابة دولية. لكنه شدد في المقابل على اهمية حصول كوريا الشمالية على ضمانات أمنية، وأشار الى أن استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء هو "مسألة حياة او موت" لهذا البلد الذي يفتقر الى مصادر بديلة للطاقة.