قال مساعد وزير الخارجية الأميركي جيمس كيلي أمس ان الولاياتالمتحدة لا تتوقع حلاً سريعاً للمواجهة النووية مع كوريا الشمالية. وأضاف بعد يوم من محادثات "جيدة للغاية" مع المسؤولين الصينيين وقبل توجهه الى سنغافورة ان الحل سيكون "عملية بطيئة" على رغم اتفاق العالم على ان شبه الجزيرة الكورية يجب ان يبقى خالياً من الاسلحة الذرية، وتوقع ان يعود الى بكين قريباً. وتشهد العواصم الآسيوية جهوداً ديبلوماسية مكثفة لتهدئة شبه الجزيرة الكورية. لكن بيونغيانغ سخرت أول من امس من عرض واشنطن منحها معونات اذا تخلت عن طموحاتها النووية ووصفت الاقتراح الأميركي بأنه "خدعة" لتضليل الرأي العام العالمي. وقلل البيت الابيض من شأن الموقف الكوري الشمالي ووصفه بأنه نوبة غضب غير مفيدة. ويبدو موقف الادارة الجمهورية الاميركية من الأزمة متخبطاً بين خيار عزل الدولة الستالينية أو اقامة حوار متقطع معها. ويحاول الديموقراطيون الافادة من الأزمة الحالية، آملين في القضاء على سيطرة الرئيس بوش على السياسة الخارجية. وقال زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل أول من امس ان "التبديل في الموقف من يوم لآخر يبعث رسالة غامضة ومتضاربة". ولا يتردد بعض الخبراء في التأكيد ان النيات الحقيقية لادارة بوش مبهمة تماماً مثل دوافع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ ايل. وقال ايفو دالدر المسؤول السابق في ادارة بيل كلينتون الديموقراطية "اعتقد ان من الصعب جداً معرفة موقف الادارة من هذه المسألة. وبما ان مجتمعنا منفتح، فليس لدينا بالتالي اي عذر لذلك". وأضاف: "ثمة منذ تشكل هذه الادارة انقسام واضح للغاية حول طريقة التعامل مع كوريا الشمالية". ويشير المراقبون الى تباعد كبير بين وزارة الخارجية المؤيدة للحوار وبين البنتاغون وبعض صقور البيت الابيض الذين يدعون الى عزل بيونغيانغ على امل ان يؤدي ذلك الى انهيارها. الى ذلك، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي كوريا الشمالية الى التخلي عن "الأساليب الابتزازية"، وقال ان الملف الكوري سيعرض على مجلس الأمن في حال شلت الجهود الديبلوماسية المبذولة حالياً. وقال في مؤتمر صحافي في ختام محادثات أجراها في العاصمة الروسية ان "دولاً كثيرة تتفهم حاجة بيونغيانغ الى ضمانات لأمنها ومتطلباتها الاقتصادية"، وأعرب عن أمله في ان "تفهم كوريا خلال الأسابيع المقبلة ان تلبية مطالبها يكون عبر تنفيذ الالتزامات الدولية وليس باللجوء الى أساليب ابتزازية". وأشار البرادعي الى محادثات يجريها حالياً مع أعضاء مجلس الأمن حول الموضوع الكوري. وقال ان محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول ونظيره الروسي ايفور ايفانوف أظهرت "استعداد موسكووواشنطن لمناقشة القيام باجراءات تضمن أمن شبه الجزيرة الكورية". وشدد على ان الملف الكوري سيعرض على مجلس الأمن في حال فشلت الجهود المبذولة حالياً لاحتواء الأزمة.