سيول، موسكو - أ ف ب، رويترز - لمحت كوريا الشمالية الى امكان انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، في تصعيد جديد للأزمة التي نجمت عن استئناف برنامجها النووي. وحمّلت الخارجية الكورية الشمالية في بيان نشر مساء أول من أمس الولاياتالمتحدة مسؤولية وقف تطبيق الاتفاق الموقع في 1994 الذي وافقت بموجبه بيونغيانغ على تجميد برنامجها النووي والاستمرار في احترام المعاهدة. وكانت كوريا الشمالية اعلنت في آذار مارس 1993 انسحابها من معاهدة الحد من الاسلحة النووية مسببة ازمة كادت ان تؤدي الى حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية. وتمت تسوية النزاع بطريقة سلمية مع بدء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة بعد ثلاثة اشهر ووقع الاتفاق في 1994، ومنح كوريا الشمالية وضعاً خاصاً تعلق بموجبه بيونغيانغ انسحابها من المعاهدة طوال فترة قيام كونسورسيوم غربي ببناء محطات جديدة لاغراض مدنية. وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ عن معارضة بلاده فرض اي عقوبات على بيونغيانغ تدعو اليها الولاياتالمتحدة معتبراً ان ممارسة الضغوط على النظام الشيوعي وعزله لن يؤديا الى نتيجة. وقال كيم الذي تنتهي ولايته الرئاسية في نهاية شباط فبراير المقبل في اجتماع لمجلس الوزراء ان "الضغط على الدول الشيوعية وعزلها لم ينجحا ابداً وكوبا مثال على ذلك ... لكن الحوار الذي يدفع هذه الدول الى الانفتاح تكلل دائماً بالنجاح". وأضاف ان سياسة المصالحة التي اتبعها مع كوريا الشمالية كانت وسيلة "فاعلة" لتجنب مواجهة مع النظام الشيوعي حول طموحاته النووية. وكانت صحف أميركية ذكرت ان واشنطن اعدت سلسلة من الاجراءات السياسية والاقتصادية للضغط على بيونغيانغ. ونقلت عن مسؤولين حكوميين كبار ان البيت الابيض اعد برنامجاً واسعاً لزيادة الضغط المالي والسياسي على كوريا الشمالية يمكن ان يهدد مجلس الامن بموجبه كوريا الشمالية بفرض عقوبات وان تسعى القوات الاميركية لاعتراض شحنات الصواريخ الكورية الشمالية لحرمان بيونغيانغ من عائدات بيع الاسلحة. ايفانوف الى ذلك، شجبت روسيا قرار كوريا الشمالية طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية واعادة تشغيل برنامجها النووي ودعت بيونغيانغ الى الالتزام بالاتفاقات الدولية. وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان القرار يدعو للاسف. ودعا كوريا الشمالية الى "الالتزام بشدة بكل التزاماتها الدولية ذات الصلة". واعتبر ايفانوف من جهة اخرى ان "الخطاب العنيف والتهديدات ومحاولات عزل كوريا الشمالية لا يمكن الا ان تؤدي الى تصعيد التوتر والضغوط وهو ما لا يساعد على ضمان الاستقرار على المستويين الاقليمي والدولي".